الرئيسية - عربي ودولي - روسيا الجديدة
روسيا الجديدة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

اسكندر المريسي –

لوحظ عقب انعقاد قمة (بريكس) التي التأمت في جنوب أفريقيا يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين صدور أمر بإجراء مناورات عسكرية مفاجئة في البحر الأسود من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين¡ وذلك عقب انعقاد تلك القمة مباشرة مما أظهر أن لذلك الإجراء بعدين أساسيين أحدهما يتعلق بتأكيد موسكو على أن الشراكة الاقتصادية التي أوجبتها قمة (بريكس) ليست بمنأى عن النمو العسكري المتسارع لجيش روسيا الاتحادية خاصة منذ عودة بوتين إلى مقعد الرئاسة في مايو الماضي يولي اهتمام◌ٍ بالغا◌ٍ بتحديث الجيش بالنظر إلى إعادة تشغيل المجمع العسكري الروسي الذي كان قد توقف منذ مرحلة الرئيس السابق بوريس يلتسن على إثر الحقبة الجورباتشوفية التي أدت إلى انهيار الاتحاد السوفياتي سابقا◌ٍ. واعتبر بوتين ذلك بأنه أكبر كارثة جيوسياسية في القرن العشرين¡ يلي ذلك بعد أساسي إزاء ذلك الإجراء العسكري تمثل بالاستشعار المبكر جراء امتعاض بعض الدول الغربية والأوروبية تحديدا◌ٍ من النتائج التي أسفرت عن قمة (بريكس) ومعنى ذلك الاستشعار أن توحي تلك الدول لجارات روسيا الاتحادية بإثارة نزاعات وإشكاليات مختلفة لموسكو خاصة في البحر الأسود منذ فترة طويلة موضع توتر بين القوى الدولية لكن روسيا الاتحادية أبرز وأهم تلك القوى. لهذا مثل إجراء مناورات عسكرية عملية سياسية لإضفاء مشروعية حقيقية على قمة (بريكس) على نحو من التلازم الوثيق بين النمو الاقتصادي لروسيا الاتحادية بوصفها عضوا◌ٍ فاعلا◌ٍ في مجموعة (بريكس) وكذلك إظهار القوى العسكرية ضمن الجهد المبذول منذ أربعة أعوام ماضية شغل فيها بوتين منصب رئيس الوزراء خاصة وقد أصدر بوتين توجيهاته العسكرية وهو على متن الطائرة بعد انتهاء قمة بريكس عائدا◌ٍ إلى موسكو. ومعنى ذلك كما أشرنا إعطاء القمة صفة التكتل الاقتصادي والعسكري في آن واحدة كتطلع مشروع بدأت به موسكو خلال السنوات الأربع الماضية ليأتي هذا التحول استكمالا◌ٍ لما كان قد بدأ به الجيش الروسي من استحداثات جديدة وإصلاحات عميقة لم تشمل الاسطول الروسي المرابط في منطقة البحر الأسود فقط وإنما شملت تلك الإصلاحات البحرية الروسية بشكل عام¡ خاصة خلال العامين الماضيين تطورا◌ٍ غير مسبوق منذ انهيار الاتحاد السوفياتي وكأن ما يجمع لينين مؤسس جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق وبوتين قائد روسيا الاتحادية حاليا◌ٍ اسما مشتركا هو (فلا ديمير) بالنسبة لما تشهده روسيا إزاء السياسة الخارجية من حضور أخذ يترافق بين الجهدين الاقتصادي والعسكري خاصة بالظرف الراهن¡ ما يجعل موسكو قادرة على إعادة بناء اتحاد سوفياتي جديد تكون نواته المركزية موسكو¡ وقد أوضح باحثون بأن بوتين يتطلع إلى ذلك على نحو من صيغة مغايرة لما عرف بالاتحاد السوفياتي على أساس أن ذلك الاتحاد لرفع مستوى التنسيق مع الجمهوريات المجاورة للحد من تنامي النزاعات التي يثيرها الغرب ويسعى إلى كبح جماح تطلع موسكو من خلال المركز والمحيط¡ وقد سبق للينين القائد السوفياتي السابق وأن تحدث عن سبل وإمكانية بناء اتحاد في حال فشل التجربة الأولى يلبي مطالب كافة الجمهورية والقوميات وعلى أساسه تكون الرابطة أشمل وأوسع وأقوى لمحاصرة كافة النزاعات التي قال بها لينين حرفيا◌ٍ بأن الرأسمالية تحارب موسكو في المركز والمحيط حال انهيار التجربة السياسية التي لا تعني انهيار الاشتراكية العلمية بحسب لينين. ومن خلال ذلك نستخلص من إجراء المناورات العسكرية الروسية واسعة النطاق إعادة الفهم لواقع روسيا الاتحادية على ضوء إرشادات تتعلق بما قاله لينين لدرء المخاطر المحدقة بروسيا من خلال عمل كومنولث روسي اتحادي لرابطة أوسع وأشمل تضم بالتنسيق والدبلوماسية الناعمة والتحالفات الاقتصادية جميع الجمهوريات المنفصلة عن الكيان السابق.