الرئيسية - عربي ودولي - حرب الناتو بأفغانستان تدنو من ساعة الحقيقة
حرب الناتو بأفغانستان تدنو من ساعة الحقيقة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

لندن/أ ف ب – حذøر قادة عسكريون بريطانيون من أن الحرب ضد حركة طالبان دخلت مرحلتها الأكثر أهمية في أفغانستان¡ مع استعداد قوات الأمن الأفغانية لتولي مسؤولية محاربة التمرد من تلقاء نفسها للمرة الأولى من دون مشاركة قوات منظمة حلف شمال الأطلسي. يأتي ذلك بينما تتضاعف الشكوك في قدرة الحكومة الأفغانية على السيطرة على البلاد بجهود ذاتية¡ في مرحلة ما بعد انسحاب القوات الأجنبية نهاية العام القادم¡ في ظل بقاء تمرد حركة طالبان على حاله¡ إن لم يكن اكتسب قوة وزخما مستفيدا من أخطاء الناتو الكثيرة بحق المدنيين الذين قتل أعداد منهم في غارات عشوائية¡ ومستفيدا أيضا من فساد حكومة الرئيس حامد كرزاي. ويمتنع الخبراء عن توصيف الحرب الأفغانية باعتبارها انتصارا. ويقول بعضهم إن الانسحاب المقرر لأشهر قادمة لا علاقة له بحقائق أرض المعركة بل هو لحسابات داخلية للدول التي شاركت في الحرب¡ من ضمنها ضغوط الشارع¡ وثقل الأعباء المالية¡ وأيضا التيقن من استحالة تحقيق نصر واضح. كما توجد اعتبارات جيوسياسية عالمية لذلك الانسحاب¡ إذ يؤكد مراقبون أن المرحلة الأمريكية القادمة هي مرحلة مراقبة الصعود التاريخي للصين في مختلف المجالات ووضع الاستراتيجيات لمواجهته. وأكدت صحيفة «الغارديان» أمس الأول¡ أن قادة القوات البريطانية في أفغانستان أكدوا بأن الأشهر الستة المقبلة¡ المعروفة باسم «موسم القتال»¡ ستكشف ما إذا كانت الاستراتيجية الجديدة أتت أكلها¡ مع استعداد الرئيس الافغاني¡ حميد قرضاي¡ للإعلان عن أن قوات بلاده ستتولى قريبا زمام المبادرة في العمليات القتالية في جميع أنحاء البلاد. وأضافت : إن العميد البريطاني بوب بروس¡ قائد فرقة هملند¡ نفى أن تكون الاستراتيجية الجديدة بمثابة مراهنة¡ وشدد على أن الوقت «مناسب الآن أمام القوات البريطانية للتراجع عن المهمات القتالية والسماح لنظيرتها الأفغانية بكسب الثقة قبل بدء حلف الأطلسي بسحب قواته القتاليــــة من أفغانستان العــــام المقبل. وأوضح العميد بروس في مقابلة مع الصحيفة أنه «لا يهتم بالمراهنات¡ لأن الاستراتيجية الجديدة هي خطة لنهاية حملة عسكرية طويلة ومحفوفة ببعض المخاطر¡ ولكن تم التخفيف من ذلك بعناية مما جعلها جيدة بما فيه الكفاية¡ فضلا عن حقيقة أن القوات الافغانية أصبحت قادرة جدا الآن على تولي المسؤوليات الأمنية». وتنشر بريطانيا حاليا في افغانستان نحو 9000 جندي معظمهم في ولاية هلمند¡ ق◌ْتل منهم 441 جنديا منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2001م. وفيما اعترف الضابط البريطاني بأن الحملة العسكرية في افغانستان «تمر بمرحلة صعبة للغاية ومرحلة من الغموض والريبة»¡ شدد على ضرورة احتفاظ قوات الناتو بقدراتها القتالية حتى نهاية عام 2014م¡ المقرر لبدء انسحابها من أفغانستان¡ للتقليل من المخاطر وتقديم الدعم للقوات الأفغانية في حال واجهت صعوبات في التعامل مع حركة طالبان». وأكد العميد بروس أن الافغان «طلبوا في الأسابيع الأخيرة المساعدة من قوات الناتو على مستوى منخفض لكن بريطانيا رفضت¡ لجعلهم يثبøتون أقدامهم على الأرض في القتال مع عدو لا يرحم ويعززون الثقة بقدراتهم على دحره¡ لكننا لن نجعلهم يفشلون وسنقدم لهم الدعم إذا كانوا حقا بحاجة له». وأشارت الصحيفة إلى أن الجنرال البريطاني نك كارتر¡ نائب القائد العام لقوات الناتو في أفغانستان¡ شدد على ضرورة أن «لا يندهش الناس إذا ما تم استدعاء القوات البريطانية للقيام بمهمة عسكرية في أفغانستان من الآن وحتى نهاية العام المقبل¡ حين تنهي قوات الناتو رسميا 13 عاما من عملياتها القتالية». ونسبت إلى الجنرال كارتر قوله : «نريد الأفغان أن يديروا العمليات العسكرية من تلقاء أنفسهم¡ لكننا ما نزال بحاجة لتقديم الدعم لهم في حال اشتداد سعير القتال ضد حركة طالبان في صيف العام الحالي¡ وشعوري هو أن أفغانستان وصلت إلى نقطة متقدمة¡ غير أن هذا التقدم يحتاج الآن للمحافظة عليه على مدى السنوات المقبلة».