الرئيسية - اقتصاد - أسعار المواد الغذائية المتداولة في الأسواق العالمية تواصل تراجعها
أسعار المواد الغذائية المتداولة في الأسواق العالمية تواصل تراجعها
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تقرير أحمد الطيار –

قال البنك الدولي إن أسعار المواد الغذائية المتداولة في الأسواق العالمية واصلت تراجعها بين شهري أكتوبر 2012م وفبراير2013م لتواصل الانخفاض بذلك طوال ستة أشهر متعاقبة. وأرجع البنك في احدث تقاريره هذا التراجع لانخفاض الطلب في الأسواق العالمية التي تعاني ندرة المعروض أيضا إضافة إلى تحسْن وضع المعروض في هذه التراجعات السعرية. غير أن الأسعار العالمية للمواد الغذائية لا تزال تقل 9 %فحسب عن أعلى مستوياتها على الإطلاق المسجلة في أغسطس 2012 وما زالت بعض عوامل الغموض في جانبي العرض والطلب تهدد الأسواق العالمية. وتتفاعل عوامل موسمية وسياسات محلية وغيرها من الظروف المحلية للإبقاء على الأسعار المحلية المرتفعة في كثير من الأسواق التي يجري مراقبتها. مشيراٍ إلى احتمال أن تتزايد المستويات الحالية لارتفاع الوزن والبدانة على مستوى العالم. وسيخلق هذا مزيدا من التحديات لجهود ما بعد عام 2015م والرامية إلى خفض مستويات سوء التغذية في العالم. وانخفضت أسعار كل الفئات الغذائية الرئيسية الثلاث خلال الأشهر بين أكتوبر2012م وفبراير2013م فانخفضت أسعار الحبوب 5 % والدهون والزيوت 4 % والمواد الغذائية الأخرى 3 % وفي الفترة نفسها انخفضت أسعار القمح المتداولة عالميا 11 % والسكر 10 % والذرة 6 %. ولم يتغيِر سعر زيت فول الصويا لكن أسعار الأرز التايلاندي زادت 1 % وانخفضت الأسعار العالمية للأسمدة 5 % خلال هذه الفترة وارتفعت أسعار النفط الخام 4 %. ويقول التقرير إن الأسعار العالمية للحبوب ظلت في فبراير الماضي أعلى كثيرا مما كانت عليه قبل عام . وكانت أسعار القمح في فبراير2013م تزيد 15 % عما كانت عليه في فبراير2012م. وكانت أسعار الذرة تزيد 8 % عن مستواها قبل عام وأسعار الأرز أعلى 5 % عن مستواها في فبراير 2012م. وبسبب التراجعات في أسعار السكر المتداولة عالميا (24 %) وزيت فول الصويا (6 %) والمكونات الأخرى لمؤشر البنك الدولي لأسعار المواد الغذائية فإن التغيْر في أسعار الغذاء العالمية عما كانت عليه قبل عام كان زيادة نسبتها 1 %. و يْفسر انخفاض الطلب في أسواق الحبوب العالمية التي تعاني ندرة المعروض وتحْسن أحوال المحاصيل الشتوية الحالية تراجع الأسعار العالمية للمواد الغذائية فقد انخفضت التدفقات التجارية للقمح والذرة والأرز في عام 2012 بسبب تضافر عدة عوامل من ارتفاع الأسعار وانخفاض الإنتاج وتراجع واردات الحبوب إلى بلدان مستوردة رئيسية. وحال هبوط حاد في الاستهلاك العالمي لعلف القمح وتراجع استهلاك الذرة في إنتاج الإيثانول بالولايات المتحدة دون حدوث زيادة كبيرة في الاستهلاك العالمي للحبوب. وتفيد التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أن الأحوال المناخية كانت مواتية في الاتحاد الأوروبي وبلدان البحر الأسود (ماعدا الأجزاء الجنوبية من الاتحاد الروسي) والصين والهند. وتتناقض هذه الأحوال مع ظروف غير مواتية بالولايات المتحدة إذ اتساق نطاق نوبة جفاف حاد طال أمدها في السهول الجنوبية. واستشرافا للمستقبل فمن المتوقع أيضا أن تؤدي ظروف مناخية مواتية في البلدان الرئيسية لتصدير الذرة في أمريكا الجنوبية – وفي جنوب أفريقيا – إلى وفرة المعروض خلال الفترة المتبقية من عام 2013. وفيما يتعلق بالأرز فإن الظروف مواتية في البلدان المنتجة الرئيسية في شرق آسيا وجنوبها ولدى المنتجين الآخرين في النصف الجنوبي للكرة الأرضية. ونتيجة لذلك فإن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) ووزارة الزراعة الأمريكية عدِلتا بالزيادة في الآونة الأخيرة توقعاتهما للإنتاج العالمي للحبوب لموسم 2012-2013 مع أن الإنتاج ما زال يقل 3 %عن مستويات 2011-2012. غير أن الأسعار العالمية لا تزال يكتنفها عديد من عوامل الغموض فقد هبطت مخزونات الحبوب العالمية 3 %عام 2012 فيما يرجع أساسا إلى هبوط مخزونات القمح (9 % والحبوب الخشنة (نحو 6 %). وانخفض أيضا مْعدِل المخزون إلى الاستهلاك على مستوى العالم عما كان عليه في الموسم السابق من 22% إلى 20. 6% لكل الحبوب مع أن مخزونات الحبوب الخشنة تشهد ندرة في المعروض أكبر من القمح. وتقلِصت بدرجة أكبر نسبة المخزون إلى الاختفاء (وهو مقياس يقارن بين مخزونات الحبوب مقابل الاستهلاك بلد ما وصادراته) لدى البلدان الرئيسية المْصدرة: 16. 4 %لكل الحبوب و13. 2 %للقمح و8. 1% للحبوب الخشنة (وهو ما يعكس أيضا ارتفاع ندرة المعروض من الحبوب الخشنة). 9 وعلى النقيض من ذلك فإن مخزونات الأرز العالمية مازالت كبيرة. وقد تحسِنت التوقعات الجوية في الآونة الأخيرة في البرازيل ولكن من السابق لأوانه إبداء تقديرات قاطعة للمعروض من المحاصيل المتوقعة. ويلقي استمرار القحط بالولايات المتحدة والجفاف بالأرجنتين وجنوب أفريقيا وأستراليا بظلال من الشك أيضا على المعروض في الأشهر القادمة. وفي حالة الأزر فإن تراجع المخزونات المتراكمة في تايلاند والتي تْقدِر بنحو 12 مليون طن أو ما يعادل ثلث إجمالي كميات الأرز المتداولة في العالم قد يزعزع استقرار الأسواق العالمية. وفي جانب الطلب فإن تنامي احتياجات الصين المعلنة من الحبوب المستوردة (ولاسيما الذرة) تْنبئ بزيادة المنافسة في الأسواق العالمية12 في وقت ترتفع فيه أيضا طلبات الاستيراد من جانب مستوردين كبار آخرين كالمكسيك وإندونيسيا والجمهورية الكورية وتركيا.