الرئيسية - عربي ودولي - الحالة العراقية
الحالة العراقية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

هاشم عبدالعزيز –

{ هذا ما خل◌ِøفه الغزو والاحتلال¡ العراق في نفق مظلم من الانقسام السياسي والطائفي¡ تداعياته توفر المناخ المناسب لجرائم سفك الدماء التي تحصد أرواح الأبرياء¡ شيوخا◌ٍ ورجالا◌ٍ ونساء◌ٍ وشبابا◌ٍ وأطفالا◌ٍ¡ والتي تنفذها في هجمات وانفجارات عصابات إرهابية. الحالة العراقية على هذا النحو كانت عاصفة في غضون الأيام القليلة الماضية¡ تزامنت مع إجراء انتخابات مجالس المحافظات العراقية¡ إذ أن العملية عوضا◌ٍ عن أن ترسي قاعدة للاستقرار في البلاد بدا الانقسام في شأنها لا في منافسة ديمقراطية¡ بل مواجهة عدائية¡ وكان هذا كافيا◌ٍ لصبø الزيت على النار. في المواجهة قيل أن طرفيها الحكومة والمعارضة دخلا معركة الاختبار لقياس ما سيكون عليه كل طرف في الانتخابات البرلمانية التي ستجرى عام 2014م¡ غير أن الأمور لم تجرö على هذا النحو الاختباري¡ فلا الحكومة ورئيسها كانا في قوة ولا المعارضة في قدرة¡ والمشترك أن الإفلاس بات لهؤلاء موضوعا◌ٍ وعنوانا◌ٍ. القول هكذا لا يجافي الحقيقة¡ إذ عليه كان فشل العملية السياسية في نقل البلد من حالة الفوضى وتداعيات الانحدار إلى الاستقرار واستعادة زمام مسيرة العراق إلى الأمام. الإشكالية أو الحالة العراقية أن المتصارعين يخوضون معاركهم من أجل الاستئثار بالوضع الكارثي الذي خلøفه الغزو والاحتلال بدلا◌ٍ من أن تكون هذه التركة التي أصابت العراق في كيانه ومكوناته وإمكاناته في مقتل هي الأولوية التي يتوقف على مواجهتها مستقبل العراق¡ أرضا◌ٍ وإنسانا◌ٍ. تدمير العراق¡ هذا ما هدف إليه الغزو الذي أجهز على الدولة¡ وإضعاف الجميع كان لعبة الاحتلال التي دارت على العراقيين جميعا◌ٍ في نسيج علاقتهم وروابط وحدتهم. ما حاق بالعراق لم يعد بحاجة إلى تفسير¡ لأن ما بات عليه العراق من أوضاع كارثية سافرة في وجه م◌ِنú يتغاضى عنها أو في ارتهان لمن لا هدف لهم في العراق سوى مصالحهم¡ ولا يهم بعد ذلك أن يكون هذا على حساب العراق في استقلاله وسيادته ووحدته وعلى العراقيين في حياة حرة وكريمة لائقة بإنسانية الإنسان. ضجيج المنقسمين في شأن الانتخابات لمجالس المحافظات العراقية مدو◌ُø¡ وكل◌َø يد◌ِøعي الانتصار ويوجøه للآخر الاتهام¡ وهذا وجه من الحالة العراقية¡ إنه الهروب إلى الأمام لا مواجهة المسؤولية.