الرئيسية - اقتصاد - تقرير دولي: 60% من أطفال اليمن يعانون”سوء تغذية المزمن”
تقرير دولي: 60% من أطفال اليمن يعانون”سوء تغذية المزمن”
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

كتب/ حسن شرف الدين –

كشف تقرير دولي أن 60% من أطفال اليمن دون سن خمس سنوات يعانون من “سوء التغذية المزمن” والذي ينتج عنه التقزم في النمو وتأخر التطور العقلي.. ويعاني طفل واحد من بين كل ثمانية أطفال في اليمن دون سن خمس سنوات من سوء التغذية الحاد الشديد (SAM). ويشير تقرير التغذية العالمي الصادر عن اليونيسف مؤخرا أن حوالي نصف الأطفال في اليمن دون سن خمس سنوات لا يتمكنون من تحقيق النمو الجسدي والعقلي كما ينبغي¡ وأن هناك 730,000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد المتوسط (MAM) ما يؤدي إلى ازدياد مخاطر الإصابة بالأمراض ومن ثم الوفاة. ودعا التقرير اليمن إلى التركيز على تحقيق نجاحات في مجال التغذية وتعزيز الفهم وتوفير الدعم (داخليا◌ٍ وخارجيا◌ٍ) للتغذية باعتبار ذلك استثمارا◌ٍ هاما◌ٍ خلال الألف يوم الأولى من حياة الطفل وهذا الأمر لا ي◌ْعد هاما◌ٍ فقط لصحة ونمو الأطفال وإنما للتنمية إجمالا◌ٍ وللاقتصاد في البلد. وأشار التقرير إلى أن خبراء الاقتصاد أكدوا أن كل دولار يتم إنفاقه للتخفيف من سوء التغذية المزمن ي◌ْنتج عائدا◌ٍ في المقابل بواقع 30 دولارا◌ٍ.. مشيرين إلى أن التقزم الناتج عن سوء التغذية يؤثر سلبا على مستوى الحضور إلى المدرسة وأداء التلاميذ ويمكن أن يؤدي هذا بدوره إلى خفض كمية الدخل الذي يستطيع الفرد البالغ أن يحصل عليه بنسبة تصل إلى 22%… حيث تشير البيانات من عام 2006م إلى أن التقزم ونقص التغذية يمكن أن يتسببا في أن تخسر الدول ما لا يقل عن 2 إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي لتلك الدول. وأضاف التقرير أن سوء التغذية ليس مرتبطا◌ٍ فقط بالجوع وإنما هو مؤشر على محدودية الوصول إلى الخدمات الأساسية ذات الجودة مثل الرعاية الصحية والمياه الآمنة والصرف الصحي المناسب وكذلك ممارسات النظافة الشخصية والتغذية المناسبة.. مشيرا إلى أن من العوامل الرئيسية التي ساهمت في استمرار الأزمة هو ضعف ممارسات التغذية مثل التوقف عن الرضاعة الطبيعية وكذلك نقص الأغذية المناسبة والموسعة¡ وأن توفير واستخدام الأغذية المناسبة للأطفال يمكن أن يحدث فارقا في تلبية الاحتياجات التغذوية الخاصة بهذه الشريحة. وب◌ِي◌ِøن◌ِ أن نقص اليود يؤدي إلى انخفاض في معدل ذكاء الطفل بحوالي 15 نقطة كما أنه من المعروف أن تضخم الغدة يؤدي إلى خفض إنتاجية من يعانون من هذا المرض بنسبة تصل إلى 15%.. مؤكدا ضرورة تحقيق زيادة في استخدام الملح الذي يحتوي على مادة اليود. وأوضح ممثل منظمة اليونيسف جوليان هارنيس أن “الأطفال المتقزمين وعلى الأخص خلال العامين الأولين من حياتهم لن يحققوا بالكامل مستوى النمو المطلوب داعيا إلى بذل المزيد من الجهد من أجل دعم الصحة العامة والتغذية والمياه والصرف الصحي والنظافة والغذاء والزراعة والتعليم وحماية الأطفال والرعاية الاجتماعية وذلك من أجل معالجة الأسباب التي تقف وراء سوء التغذية” من جانبه قال ممثل برنامج الغذاء العالمي بيشو ماراجولي فيقول “إننا ندعم استخدام الغذاء المحلي الذي يحتوي على المغذيات من أجل العناية بالأطفال الصغار” “وأضاف من الصعب توفير كافة الاحتياجات التغذوية بتلك الطريقة فإننا نشجع كذلك القطاع العام والخاص على العمل يدا◌ٍ بيد من أجل توفير المنتجات الغذائية المعززة التي تكون مناسبة للأطفال الصغار وجعلها متوفرة لمن هم بحاجة لها”. وعلى المستوى العالمي يعاني طفل واحد من بين كل أربعة أطفال دون سن 5 سنوات (165 مليون طفل أو 26% في 2011) من التقزøم.. ويرافق التقزم تعطل نمو الدماغ الأمر الذي ينتج عنه آثار سلبية طويلة الأجل طوال فترة حياة الطفل واحتمال إصابتهم بالسمنة وأمراض مزمنة.. وتقوم منطقة الصحراء الأفريقية ومنطقة جنوب آسيا بايواء 3 أرباع الأطفال المتقزمين في العالم. ففي منطقة الصحراء الأفريقية تصل نسبة الأطفال المتقزمين دون سن 5 سنوات إلى 40% بينما في جنوب آسيا تبلغ نسبة الأطفال المتقزمين 39%. وفي عام 2011 كان هناك 5 دول تبلغ فيها نسبة الأطفال المتقزمين دون سن 5 سنوات أعلى معدلاتها: الهند (61.7%) ونيجيريا (11 مليونا◌ٍ) وباكستان (9.6 مليون) والصين (8 ملايين) واندونيسيا (7.5 مليون).. وتشير التقارير إلى أن معدل انتشار التقزم على المستوى الإقليمي يتفاوت حسب مستوى الثراء ومنطقة السكن.. وعلى المستوى العالمي فإن ثلث الأطفال الريفيين دون سن خمس سنوات يعانون من التقزم مقارنة بربع الأطفال الذين يعيشون في المناطق الحضرية.. وبشكل مشابه فإن الأطفال دون سن خمس سنوات في المجتمعات الأشد فقرا يزداد احتمال معاناتهم من التقزم ضعف المعدل في أوساط الأطفال دون سن خمس سنوات في المجتمعات الأكثر ثراء◌ٍ.