الرئيسية - اقتصاد - الإبداع – الجيل القادم – استشراف آفاق المستقبل
الإبداع – الجيل القادم – استشراف آفاق المستقبل
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

*محمود ابراهيم النقيب –

إن استشراف آفاق المستقبل والتنبؤ به يعد من أكثر الحالات من قبيل البحث عن المجهول ومع هذا فإن ذاك لا يمنعنا من المحاولة فجميعنا يرد أن يتعرف على قسمات عالم الغد واتجاهات الخيال العلمي في العديد من المجالات من الطقس إلى الأسواق إلى أكثر ما في مجالات التكنولوجيا ومع زيادة النفاذ إلى المعلومات وتطور وسائل الاتصالات فإن تنبؤاتنا لا تفتأ تتسارع وتيرتها وتتسع أفاقها الخيالية وتزداد دقتها فهل يمكن تخيل شكل الأشياء في المستقبل كملابس ومنازل المستقبل وشكل وسائل النقل والمواصلات في المستقبل فمثلاٍ السيارات ستقود نفسها قريباٍ والسفن الذكية العملاقة ستزاحم الفضاء على المرتبة الأولى والأجهزة والآلات الالكترونية الذكية في المستقبل والحواسب ستصبح اصغر حجماٍ بكثير وستحمل على أجسادنا أو داخلنا وسيكون لذلك تأثير عميق في نمط عيشنا وتفكيرنا وعملنا وتعاملنا وطرق وأساليب استشفائنا واستمتاعنا وأيضا الحديث عن الآفاق الواعدة والمرعبة لثورة النانو تكنولوجي والتقنيات المتقدمة التي ستمكنها من التنبؤ بالأخطار وتكوين المفاهيم المبتكرة لتفاديها وكذلك رؤى الخيال العلمي للطب والعلاج في المستقبل. فضلاٍ بان حروب المستقبل ستكون اكثر تميز ودقه بالنظر إلى اعتمادها على تقنيات وتكنولوجية عالية والتي أصبحت وفقاٍ لما يشهده العالم من تطور في مجال الثورة في الشؤون العسكرية الحديثة ونظم القتال المستقبلية حقيقة قائمة في كثير من الجوانب والمجالات ومن المتوقع استخدام المقاتل الالي في حروب المستقبل. وفي ذات الاتجاه يشهد العالم تطوراٍ مذهلاٍ للإلكترونيات حيث نجحت التقنيات النانوية في الغرب خلال السنوات الاخيرة في توجيه الإبداع وإنتاج ما يسمى افتراضات “دماغ الحرب “او معالج الحرب وهو عبارة عن مصفوفة الكترونية أو الكترونية مهجنة تسمح للدماغ بمعالجة كل ما يستقبله من معطيات . ربما التنبؤ بالمستقبل وفقاٍ لمخيلة العقل البشري يبدو ضرب من الخيال المحض لكن هناك ابحاث تجري في هذه الاتجاهات في اكثرمن دولة وان ما درج على درب الخيال العلمي غد اليوم حقيقة ولكن ماذا بعد ¿ كيف سيكون مستقبل المستقبل ¿ واية فكرة تكنولوجية طموحة تدور الان في الذهن يمكن ان تغير وجه المستقبل ومن الذي سيحدث الصيحة المقبلة على الانترنت التي ستغير مجدداٍ طريقة تواصلنا . واي نوع من المستدفن سيخرج من سراب في مكان ما يهز عالم الرفض ويسبب ارباكاٍ لاكا ديمته . ومن هم عظماء فناني او مخترعي الغد : كيف يعملون وكيف يعملون وكيف يبدعون وكيف سينقلون بإبداعاتهم إلى الاسواق في عالم تتغير فيه قواعد اللعبة كل يوم . اسئلة كثيرة تطرح نفسها على بساط مستقبل الغد ولا تجد الاجابة القاطعة لها فطريق المستقبل ملئ بالمفاجئات التي تتجاوز حدود تنبؤاتنا . علينا ان نتفاءل بان الغد هو الافضل في ظل الملكية الفكرية وابداعات العقل البشري . تكمن أهمية الملكية الفكرية في أنها توفر مناخاٍ استثنائياٍ ضامناٍ لاستمرار النشاط الإبداعي للمفكرين والمخترعين وأصحاب المبادرات الإبداعية بما توفره من ضمانات تشريعية وقانونية تمكنهم من الاستفادة من نتاج إبداعاتهم على المستويين المادي والمعنوي. فما تؤكده التقارير الجديدة الصادرة عن الويبو للعامين 2011م و2012م أنه رغم التراجع المستمر في أداء الاقتصاد العالمي الا ان نمو إيداعات الملكية الفكرية عبر العالم ازداد بشكل كبيرا في سنة 2011. فقد فاق مجموع عدد طلبات البراءات المودعة عبر العالم مستوى مليوني طلب للمرة الأولى في سنة 2011م ليصل إلى 2.14 مليون طلب منها 1.36 مليون طلب من طلبات المودعين المقيمين و0.78 مليون طلب من طلبات المودعين غير المقيمين. ووفقاٍ لهذه التقارير تم الاشارة إلى ان المكتب الصيني للبراءات أصبح الأول في العالم من حيث عدد طلبات البراءات التي اودعتها بالإضافة إلى انها أكبر مودع لطلبات نماذج المنفعة والعلامات التجارية والرسوم والنماذج الصناعية وهذا بدوره سيؤدي إلى إحداث نوع من التغيير على مستوى التوزيع الجغرافي لخارطة الابتكار. من ناحية اخرى ازدادت طلبات البراءات في العالم عام 2012م بنسبة 7,8 بالمائة في سنة 2011 مما يعني أنها نمت بمعدل يفوق 7 بالمائة للسنة الثانية على التوالي. وعلى ذات الصعيد ازداد عدد إيداعات نماذج المنفعة والرسوم والنماذج الصناعية والعلامات التجارية بنسبة 35 بالمائة و16 بالمائة و13,3 بالمائة على التوالي. ويعزو المدير العام للويبو فرانسس غري إن “استمرار نمو إيداعات الملكية الفكرية دليل على أن الشركات ماضية في الابتكار رغم الظروف الاقتصادية الصعبة. وهذا أمر جيد لأنه يعد الأرضية للاقتصاد العالمي لكي يؤدي إلى النمو والرخاء في المستقبل”. احتفالية المنظمة . وبمناسبة الحديث عن الغد والمستقبل تحتفل المنظمة العالمية الفكرية في 26ابريل من كل عام باليوم العالمي للملكية الفكرية وهو اليوم الذي يصادف تأسيس المنظمة فيه في عام 1970م . يأتي احتفال المنظمة لهذا العام تحت شعار “الابداع – الجيل القادم ” في اطار الاهتمام بالإبداع والابتكار وأثره في تحسين نوعية الحياة وفي احداث التغييرات والتحولات التي يشهدها العالم اليوم وعلى تخيلاتهم سيتحدد شكل المستقبل وتهدف المنظمة من الفعاليات المقامة في كل عام تنمية وبلورة الوعي بأهمية الملكية الفكرية وتشير الاحصاءات إلى ان الدول الاعضاء التي شاركت بهذه المناسبة كانت في عام 2008م نحو 59 دولة ويتوقع ان يرتفع هذا العدد في المشاركة في المناسبة لهذا العام وهو ما يوكد زيادة اهتمام الدول بالملكية الفكرية في اطار التزامها بالاتفاقيات والمواثيق الدولية وباعتبارها قضية تحتل اولوية في ظل الاقتصاد الحديث والتجارة الدولية . الاهداف المتوخاة يتميز العصر الذي نعيشه اليوم بانه عصر المبدعون والمبتكرون الذين يتمتعون بقدرات عالية على البحث والتطوير والتخيل لشكل المستقبل هذا الوضع يبدو طبيعي في الدول المتقدمة التي تهتم بهذه الفئة لأنها تدرك بان عملية الابداع تتطلب بيئة ملائمة تشجع وتدعم المبادرات الابداعية فهناك الكثير من الناس لديهم أفكار مبتكرة لما سيكون عليه شكل المستقبل والبعض يجد المتعة في تحويل الافكار إلى مشاريع حقيقية واقعية على الرغم الجهود المبذولة من قبل الدول والمنظمات الدولية في الاطارين الوطني والدولي للاهتمام بمجال الملكية الفكرية وعلى وجه الخصوص في ظل الاقتصاد الحديث الا ان الوعي بهذه الحقوق وتقييم مدى اهميتها لا يزال متدني بالتحديد في معظم الدول النامية حيث لا يزال الاهتمام بهذا الجانب في اسفل قائمة الاهتمامات ونظراٍ لهذه العوامل وغيرها تدعو المنظمة العالمية للملكية الفكرية إلى احياء الاحتفال السنوي باليوم العالمي للملكية الفكرية والذي يصادف 26 ابريل من كل عام هذا اليوم الذي يحمل في ثناياه اكثر من دلالة اهمها الاحتفاء بالإبداع والمبدعين كما تعتبره المنظمة العالمية للملكية الفكرية وفقاٍ لأهداف واهميه احيائه مناسبة لتنمية وزيادة الوعي بأهمية وأثر الملكية الفكرية في الحياة اليومية ودورها في زيادة الإبداع والابتكار فضلاٍ عن انه يمثل اعترافاٍ بالإبداع والمساهمات المقدمة من المبدعين المبتكرين لتنمية المجتمعات الا انه من الملاحظ ان لا يزال هناك ضعف للأنظمة الوطنية للابتكار وعلى وجه الخصوص في الدول النامية ومنها الدول العربية مما يؤثر سلباٍ على عملية التنمية و نقل وتوطين التكنولوجيا. في الوقت الحاضر فانه على الصعيد الوطني يجب التركيز على اعادة النظر في طريقة تفكيرنا ونظرتنا إلى الامور وخاصة ما يتعلق بالخيال العلمي وطرق التفكير الابداعي الابتكاري لان الخيال العلمي يمثل اهمية لتنمية الابداع والكشف المبكر عن المبدعين والمتميزين ويجعل الفرد مبدعا في تفكيره ومن خلاله يمكن التوصل لحل الكثير من المشكلات ولهذا فان الحاجة ملحة لتأهيل جيلُ يفكر بشكل مختلف في مجالات متعددة توظف امكانياته لتنمية المجتمع وتحسين الحياة العامة. *زميل كلية الدفاع الوطني باحث في مجال الملكية الفكرية