الرئيسية - اقتصاد - 60%‮‬حجم السلع المخالفة
60%‮‬حجم السلع المخالفة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

حوار‮/ ‬حسن شرف الدين – أكد رئيس الجمعية اليمنية لحماية المستهلك فضل مقبل منصور أن ظاهرة الغش في‮ ‬السلع الغذائية والدوائية والإلكترونية وغيرها ظاهرة متكررة ومتزايدة من عام إلى عام في‮ ‬اليمن‮ ‬نتيجة لضعف أداء أجهزة الرقابة وعدم تنفيذ وتطبيق القوانين المتعلقة بمحاربة الغش والتقليد التجاري‮.‬ ودعا المستهلكين إلى التأني‮ ‬في‮ ‬شراء مختلف السلع والتأكد من أن السلعة تحتوي‮ ‬على جميع البيانات والمعلومات الكفيلة بتجنيبه أي‮ ‬مخاطر قد تصيبه‮.‬ وتحدث فضل مقبل منصور في‮ ‬حوار مع‮ “‬الثورة‮” ‬حول عدد من القضايا الخاصة بالغش وأسبابه ودور جمعية حماية المستهلك والجهات المختصة في‮ ‬الحد من ظاهرة الغش وقضايا أخرى تقرأها أخي‮ ‬القارئ من خلال السطور التالية‮:‬

‮❊ ‬بداية‮.. ‬لكم فترة طويلة تعملون في‮ ‬مجال حماية المستهلك ومكافحة السلع المغشوشة والمقلدة‮.. ‬ما هي‮ ‬أسباب انتشار ظاهرة الغش في‮ ‬المواد الاستهلاكية والدوائية والإلكترونية وغيرها¿ ‮- ‬هذه ظاهرة متكررة ومنتشرة في‮ ‬اليمن بشكل كبير جدا ومتزايدة من عام إلى آخر‮ ‬نتيجة للقصور الحاصل في‮ ‬أجهزة الرقابة وعدم تنفيذ وتطبيق القوانين المتعلقة بمحاربة الغش والتقليد التجاري‮.. ‬الجمعية منذ فترة طويلة عقدت ندوات وورش عمل ومهتمة بهذا الموضوع من خلال التحذيرات واللقاءات الصحفية‮ ‬وكانت أول ندوة عقدتها الجمعية في‮ ‬عام‮ ‬2000م وكذلك ندوة أخرى في‮ ‬عام‮ ‬2006م حول الغش والتقليد التجاري‮ ‬تناولت الغش بجميع أشكاله ما‮ ‬يتعلق بالسلع الغذائية والأدوية والإلكترونيات والمبيدات‮.‬ الغش‮ ‬يتطور نتيجة تطور التكنولوجيا‮ ‬ومع الأسف الشديد الدولة لا تطور نفسها مع التطور الحاصل‮ ‬ولا تطور القوانين واللوائح‮ ‬ولا تؤهل وتدرب الأشخاص العاملين في‮ ‬هذا المجال‮ ‬حتى‮ ‬يواكبوا التطور في‮ ‬وسائل التكنولوجيا التي‮ ‬تستخدم في‮ ‬الغش والتقليد التجاري‮.‬

توعية ومتابعة ‮❊ ‬ما هو دور الجمعية¿ ‮- ‬الجمعية باعتبارها منظمة مجتمع مدني‮ ‬دورها توعوي‮ ‬ومتابعة وإبلاغ‮ ‬الجهات المختصة فيما‮ ‬يتعلق بالقضايا التي‮ ‬تصلها‮ ‬سواء من خلال شكاوى المستهلكين أو من خلال الرصد الذي‮ ‬تقوم به من حين إلى آخر فيما‮ ‬يتعلق بالسلع المغشوشة‮ ‬ومن ثم إبلاغ‮ ‬الجهات الحكومية المعنية مثل وزارة الصناعة والتجارة وصحة البيئة والمواصفات والمقاييس والكهرباء والاتصالات باعتبارها الجهة المعنية بقطع الاتصالات والرقابة على التلفونات‮.. ‬لكن مع الأسف الشديد دور هذه الأجهزة كما قلت محدود جدا نتيجة لعدم اهتمامها بقضايا المستهلك بشكل عام‮.. ‬الجمعية تقوم أيضا بالإعلانات التحذيرية في‮ ‬الصحف ووسائل الإعلام المختلفة‮.. ‬وأنا أعتبر الإعلام شريكاٍ‮ ‬مع الجمعية فيما‮ ‬يتعلق في‮ ‬مثل هذه القضايا‮ ‬إلا أنها أيضا دورها محدود جدا‮ ‬يعتمد على ما‮ ‬يصله من الجمعيات‮ ‬والمطلوب أن‮ ‬يقوم الإعلام بالمساهمة بنشر الوعي‮ ‬الاستهلاكي‮ ‬بين أوساط المجتمع فيما‮ ‬يتعلق بالسلع المغشوشة والمقلدة وكثير من القضايا التي‮ ‬تهم المستهلك‮ ‬أيضا لها دور بتعليق المستهلك بحقوقه‮ ‬باعتبار أن المستهلك عندما‮ ‬يعرف ما هي‮ ‬واجباتها وما هي‮ ‬حقوقه‮ ‬يمكن أن‮ ‬يحمي‮ ‬نفسه بنفسه‮ ‬وبالتالي‮ ‬لا‮ ‬يحتاج إلى جمعية ولا إلى أي‮ ‬شيء‮.‬

أضرار خطيرة‮ ‮❊ ‬ما هي‮ ‬الآثار السلبية الناتجة عن الغش¿ ‮- ‬هناك آثار خطيرة جدا‮ ‬وبالذات في‮ ‬مجال الأدوية والسلع الغذائية‮ ‬وهناك آثار صحية على المستهلك نتيجة لتناوله سلعاٍ‮ ‬مغشوشة ومقلدة أو منتهية‮ ‬وبالتالي‮ ‬قد‮ ‬يكون ضررها خطيراٍ‮ ‬على المستهلك فيما‮ ‬يتعلق بالمواد الغذائية‮ ‬وقد تنقل له أمراضاٍ‮ ‬خطيرة‮.. ‬أما فيما‮ ‬يتعلق بالأدوية فخطورتها أكثر‮ ‬وتتركز عملية الغش والتقليد في‮ ‬الأدوية المرتفعة الثمن‮ ‬مثل الانسولين وأدوية القلب والكلى‮ ‬وكثير من الأدوية التي‮ ‬يرتفع ثمنها‮ ‬وهذه تشكل خطورة على المستهلك‮ ‬حيث إذا تناول أدوية مغشوشة أو مقلدة قد تعرض حياته للخطر أو الوفاة‮.‬ ومن الآثار السلبية الناتجة عن الغش ضرر اقتصادي‮ ‬على المجتمع ككل‮ ‬حيث تهدر أموال لشراء سلع ومقتنيات إلكترونية أو كهربائية معمرة‮ ‬بينما هي‮ ‬سلع مغشوشة ومقلدة بالتالي‮ ‬يخسر المستهلك اقتصاديا ويخسر الوطن من الناحية الاقتصادية‮ ‬والمستفيد هي‮ ‬فئة محدودة جدا‮ ‬إما التاجر الذي‮ ‬مارس هذه العملية أو الدولة التي‮ ‬قامت بتصدير المواد المقلدة إلى السوق اليمنية‮.‬ الأسواق الشعبية ‮❊ ‬ماذا عن الرقابة الحكومية هل تقوم بدورها‮.. ‬أم هناك مداخل أخرى للغش¿ ‮- ‬مع الأسف الشديد الغش‮ ‬يتزايد من سنة إلى أخرى‮ ‬والآن‮ ‬يمكن أن‮ ‬يكون إجمالي‮ ‬حجم ما هو مغشوش ومقلد في‮ ‬الأسواق اليمنية‮ ‬يفوق نصف حجم التجارة المتواجدة في‮ ‬السوق اليمنية‮ ‬وقد‮ ‬يصل إلى‮ ‬60٪‮ ‬من حجم ما هو موجود‮ ‬إذا مر أحد المستهلكين في‮ ‬الأسواق الشعبية سيجد أن الغش والتقليد‮ ‬يتركز في‮ ‬مثل هذه الأسواق‮ ‬لأن رواد هذه الأسواق فئة من ذوي‮ ‬الدخل المحدود‮ ‬وأيضا من الناس الذين‮ ‬يأتون من الأرياف والذين لا‮ ‬يقرأون ولا‮ ‬يكتبون‮.. ‬إضافة إلى استغلال حاجة المواطن‮.. ‬ويشكل الغش والتقليد التجاري‮ ‬نسبة كبيرة جدا من حجم التجارة في‮ ‬اليمن‮ ‬وهذا أمر خطير جدا‮ ‬ولا‮ ‬يقتصر الغش على الأدوية والمواد الغذائية‮ ‬وإنما أيضا أدوات التجميل‮ ‬معظم أدوات التجميل مغشوشة ومقلدة‮ ‬والعطور التي‮ ‬تصل إلى اليمن‮ ‬يمكن‮ ‬90‮-‬95٪‮ ‬مغشوشة‮ ‬وبالتالي‮ ‬ينفق المواطن أموالا بدون سلعة‮ ‬يستفيد منها‮ ‬أيضا الأدوات الكهربائية والإلكترونية منها مغشوشة ومقلدة‮ ‬وكذلك الملابس وغيرها‮ ‬وهذه ليس لها مواصفات قياسية ولا تقوم الجهات المعنية بالرقابة عليها‮.‬

تفعيل القوانين ‮❊ ‬برأيك‮.. ‬كيف‮ ‬يتم الحد من هذه الظاهرة¿ ‮- ‬الحل من خلال تفعيل القوانين الموجودة وتطوير وتأهيل هيئة المواصفات والمقاييس ودعمها وتوفير الإمكانيات اللازمة‮ ‬باعتبارها الحارس الأول على المنافذ الحدودية‮ ‬وبالتالي‮ ‬تفعيل وتأهيل وتدريب الأجهزة المعنية بالرقابة وإنفاذ القوانين دون تركها في‮ ‬الأدراج‮.‬ ‮❊ ‬ما أوجه التعاون بين الجمعية وهيئة المواصفات والمقاييس¿ ‮- ‬لدينا مذكرة تفاهم‮ ‬ونحن متعاونون دائماٍ‮ ‬حيث نقوم بإبلاغهم من خلال الشكاوى‮ ‬الذين‮ ‬يقومون بإجراء الفحوصات‮ ‬إلا أن إمكانية الهيئة محدود نتيجة لقلة الإمكانيات المادية والكادر الفني‮ ‬وبالتالي‮ ‬نحن نطالب بدعم الهيئة وتوفير الإمكانيات المالية والفنية والبشرية حتى تقوم بواجبها على اعتبار أنها في‮ ‬إطار حرية التجارية هي‮ ‬المعنية الأولى بحماية المستهلك‮.‬

بيانات تحذيرية ‮❊ ‬كجمعية‮.. ‬هل تكتفون بالبيانات التحذيرية التي‮ ‬تصدرونها من حين إلى آخر¿ ‮- ‬نحن لا نقوم بإصدار البيانات التحذيرية فقط‮ ‬إنما نوجه خطابات رسمية للجهات المختصة ونقوم بإجراء الفحوصات للتأكد من سلامة الشكوى التي‮ ‬تصلنا عن كثير من السلع‮ ‬ومن ثم نقوم إما بالتخاطب مع الجهات المعنية‮ ‬وإنزال إعلانات تحذيرية للمستهلك باعتباره هو المعني‮ ‬الأساسي‮ ‬بالدرجة الأولى‮.‬

التأني‮ ‬في‮ ‬الشراء ‮❊ ‬ما هي‮ ‬أوجه التواصل بين الجمعية والمستهلك¿ ‮- ‬نحن نتلقى الشكاوى من المستهلكين بشكل دائم‮ ‬وكذلك علاقتنا بالمستهلكين عبر وسائل الإعلام المختلفة‮ ‬من خلال الندوات وورش العمل والبروشورات التعريفية‮.‬

تصوير/ عادل حويس