صادرات السعودية غير النفطية ترتفع 22.8 بالمائة في سبتمر 2024 العميد الأكحلي: شرطة تعز ماضية في تثبيت الأمن والاستقرار بالمحافظة اللواء الجبولي: الوحدة 16 طيران مسير تلعب دورًا محوريًا وحاسما في ميدان المعركة قائد لواء الريان بالمنطقة العسكرية الثانية يؤكد أهمية تعزيز الحس الأمني تدشين برنامج الطبيب الزائر الـ41 لجرحى القوات المسلحة في مأرب انطلاق البطولة الثانية لكرة اليد لأندية محافظة مأرب اليمن يترأس الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين الارياني: مليشيات الحوثي تواصل احتجاز المئات على خلفية نيتهم الاحتفال بذكرى ثورة سبتمبر الوزير الزنداني يصل العاصمة الإيطالية للمشاركة في منتدى حوارات روما المتوسطية "صحة مأرب" يوزع 53 ألف ناموسية مشبعة بالمبيد في مديريات الوادي وحريب ورغوان
تحقيق/ أحمد الطيار – لليمنيين قصص عديدة مع السلع المقلدة إذ باتت تدخل في جميع مستلزمات حياتهم اليومية دون هوادة لكن الأظرف في هذا الموضوع تفشي حالات السلع المقلدة الخاصة بمستحضرات التجميل ومواد الزينة للنساء والرجال على حد سواء مدعومة بمنتجات كثيرة تستورد من بلدان مشهورة بالتقليد جعلت تسويقها لا يقتصر على المحلات التجارية بل تعداه إلى البيع بالتجزئة في الشوارع والأرصفة وبائعي العربيات والغريب أنها تحمل ماركات عالمية شهيرة لأرقى محلات التجميل والإكسسوارات كالفرنسية والأوروبية والأمريكية وهو أمر لا يمكن تصديق أنها تباع على أرصفة شوارع صنعاء بثمن بخس .. ترى ما قصة السلع ومستحضرات التجميل المقلدة ووصولها للسوق اليمنية ¿
يحسب للسوق اليمنية انفتاحها على المنتجات العالمية كافة وفق ما تقتضيه آلية السوق والتي تعتمد على عاملي السعر والجودة في المقام الأول لكن تطبيقها ميدانيا يجعل اليمنيين غير قادرين على اقتناء سلع وماركات عالمية تصنع في أوروبا وأمريكا وغيرها وهكذا يتطوع تجار معينون لجلب سلع مقلدة لها نفس مواصفات الماركات الأصلية في باريس ولندن ودبي وعلى رأس تلك المقتنيات مستحضرات التجميل غالية الثمن فكانت فكرة الحصول عليها من بلدان شهيرة بعمليات التقليد الصناعي للوفاء بمتطلبات السوق وتزويد المستهلكين اليمنيين بها محل تسابق وهو ما جعل السوق اليمنية ميدانا للبضائع المقلدة بلا منافس . الشامبو والصابون من أكثر سلع مستحضرات التجميل تعرضا للتقليد الشامبو والصابون وملحقاتها من أدوات تنظيف المنازل فهذه السلع نظرا لطلباتها اليومية وسرعة استهلاكها داخل الأسر تلقى رواجا من المقلدين على تسويقها في السوق وبنظرة على أحد الأرصفة والأسواق الشعبية وجدنا أكثر من 20 نوعا من السلع المقلدة لماركات شهيرة من الشامبو وبعضها تأخذ نفس الشكل واللون والحجم ويمكن التفريق بينها وبين الأصلي من ناحيتين الأول اللون الباهت والرائحة غير الحقيقية والثاني السعر فيما تظهر أيضا قوالب عديدة من ماركات الصابون لا حصر لها تباع 3 حبات بمئة ريال وهناك أيضا معجون الأسنان المقلد للماركات الشهيرة وهذا يباع ب100 ريال فقط. العطور تعد العطور المجال الأكثر تقليدا في مستحضرات التجميل فيتواجد في السوق اليمنية الآلاف من الماركات والموديلات مكتوب عليها أسماء ماركات تجارية عالمية لكنها في الواقع تقليد لمنتج أصلي شهير ولا تمت لتلك الماركة بصلة فمثلاٍ العطور الباريسية والتي تصل قيمتها إلى 450 يورو في فرنسا ستجدها في السوق اليمنية تباع ب13 دولارا وطبعا ليس الأصلي إنما تقليد مضمون- حسب ما يقول صاحب المحل في شارع السلام بصنعاء وهناك تجد الأنواع العديدة من العطور مابين أسماء عربية شهيرة وأسماء عالمية لكن سيستوقفك فعلاٍ عطر دفينشي فهذا العطر الذي يصل سعره إلى 120 دولاراٍ حسب متجر أمازون على النت ستجده في سوق السلام ب4000 ريال وهو بهذا السعر يعتبر الأغلى في المحل والحقيقة أنه تقليد تم صناعته في الهند ودبي . تقليد محلي لا تعترف السوق اليمنية عمليا بشيء اسمه التقليد للسلع ومنتجات التجميل لأن تلك السلع تأتي من الخارج بشهادات وبيانات منشأ محددة الصفة والماركة وتنشئ مشكلات قانونية في هذا الإطار فقط عندما يكون لأي سلعة وكلاء يمنيون يعتبرون هم المشرفون على بيعها وتسويقها حصريا ولهذا يهتمون بمسألة أن يأتي أحد لتقليدها وبيعها في السوق على أنها الأصلية وطبعاٍ هذا نادر في مجال مستحضرات التجميل والإكسسوارات النسائية حيث يقوم التجار اليمنيون بالاستيراد من الصين موطن التقليد للسلع كما يشير المحامي عبد الحكيم المنج مدير الشؤون القانونية بالغرفة التجارية الصناعية بالأمانة ومن هناك يجلبون ماركات وموديلات متنوعة متجاهلين أنها تخضع للحقوق الملكية والفكرية أو العلامة التجارية المهم أن تكون بضاعة بسعر منافس وذات جودة محدودة فقط ويضيف: لدينا الآن في اليمن تجار قاموا باستيراد مصانع من آسيا مهمتها تقليد صناعات غذائية ومواد ومستحضرات تجميل كالمكياج والصابون والشامبوهات وغيرها وتسويقها في السوق اليمنية على أنها منتجات أصلية ويكتب عليها صنع في كذا وكذا وهناك تقليد طال التصميمات الذهبية والمجوهرات وباتت محلات تقليد السلع المطلية بالذهب والفضة تنتشر بكثافة مستغلة أسعارها المنافسة . الحقائب النسائية يحكي أحد التجار الشباب أنه ذهب للصين وهناك في أسواق مدينة جوانزو وجد حقائب نسائية فائقة الجمال وهي تقليد لتصميم ماركات عالمية فقام بشراء 400 قطعة منها وشحنها لليمن وبسرعة البرق باع الواحدة بمبلغ 50 دولاراٍ لأن النساء اليمنيات شاهدن تلك الماركة على إعلانات القنوات الفضائية والحقيقة أنها تقليد لمنتج يباع في أوروبا ب600 يورو. الفوط الصحية آخر تقليعات عمليات التقليد واسعة النطاق في السوق اليمنية تلك التي طالت الفوط الصحية النسائية وتقول البيانات من السوق أن ماركة عالمية شهيرة للفوط الصحية ومعروفة لدى النساء بجودتها تعرضت للتقليد وتم إدخال منتجات بنفس الاسم والشكل واللون وتباع على أنها الأصلية لكن النساء اكتشفن أنها مقلدة سريعا وتعد هذه الواقعة فضيحة بكل المقاييس يتحملها المهربون والجهات الحكومية المسئولة على المنافذ حيث تعد خارقة للقيم في المرتبة الأولى. ويعلل محللون تلك التصرفات بأن عدداٍ من التجار ضعاف النفوس يتحينون الفرص وينظرون للسلع ذات الطلب الكثيف من المستهلكين فيقومون بالبحث عن منتج مقلد لها ويتمكنون من إدخاله للسوق خلسة ويجنون أرباحا طائلة من ورائها وكمثال على ذلك الفوط الصحية المستهلكة من النساء ويستعينون في عمليات التقليد بشركات عملاقة تنتج الآلاف من الأطنان في الصين وغيرها . تطور عمليات التقليد تطورت عملية التقليد نتيجة التطور التكنولوجي فثورة التكنولوجيا وللأسف الشديد سهلت الأمر كثيرا على المقلدين والساعين إلى تحقيق الربح السريع فهم يعملون على استكشاف تفاصيل مكونات السلع وتصميمها وتغليفها ويعملون على تقليدها بشكل كبير وهذا حسب ما يشير إليه المحامي المانج يحتاج إمكانيات مادية وصناعية كبيرة تتواجد في دول بعينها معروفة على مستوى العالم ولا تخضع لقوانين واتفاقيات الملكية الفكرية حتى أنهم أصبحوا يقلدون السلع وفقا لدرجات معينة بداية من سلع رديئة التقليد إلى سلع ممتازة التقليد والتي تشبه إلى حد كبير السلع الأصلية ولا يستطيع أن يميزها سوى المختص وفي بعض الأحيان يحتاج الأمر إلى فحص المكونات في مختبرات مختصة للتأكد من كون السلعة ليست أصلية وإنما مقلدة كما أن أحد العوامل التي ساعدت وشجعت العاملين على إنتاج السلع المقلدة هو تهافت الكثير من المستهلكين على هذه السلع لانخفاض أسعارها وهذه الظاهرة تكون أكثر ظهوراٍ في الدول الفقيرة كبلادنا. مجابهة يشير المحامي شمس الدين الزين المتخصص بالملكية الفكرية في اليمن إلى أن تنامي مشكلة التقليد التجاري باتت تستقطب اهتمام الدول بشكل بارز خصوصا وأن المستهلك أصبح أكثر استهدافا في العالم من خلال محاولة خداعه وتضليله وتغيير الحقائق لإيهامه وإقناعه بشراء سلعة على أنها ذات جودة عالية رغم أن الحقيقة خلاف ذلك ويتحقق بإجراء تغيير في تركيب البضاعة أو الصنف ويستوي في ذلك أن يلحق التغيير بطبيعة الصنف أو صفاته فكل تغيير مادي يقع على الشيء فيفقده طبيعته أو يضعف من صفاته يكون تقليدا وغشاٍ تجارياٍ يعاقب عليه القانون. ويمضي بالقول لو أردنا حصر آثار ونتائج التقليد التجاري فإن لها آثارا واضحة على المستهلكين وعلى الصحة العامة والبيئة بالإضافة لتأثيرها السلبي على الإنفاق الاستهلاكي والآثار على الشركات وقطاع الأعمال وعلى الاقتصاد المحلي والنظام الاقتصادي العالمي وحركة التجارة العالمية فلو دققنا النظر في آثار التقليد على المستهلكين فإن له علاقة وطيدة على الصحة والآثار السلبية على السلامة والأمان للمستهلك والمنتج وأيضاٍ التأثير على الحالة النفسية إلى جانب ضياع الوقت وهدره في المطالبة بحقوقه في الشكوى أو استرداد أمواله أو الحصول على بديل من البضائع وخصوصاٍ إذا لم يكن هناك ضمان أو اختفاء البائع.