حوار/ حسن شرف الدين – – البناء العشوائي مظهر من مظاهر عدم احترام القوانين

أكد الدكتور أحمد الوظاف مدير المركز الاستشاري الهندسي بجامعة صنعاء استاذ مشارك الهندسة الإنشائية أن تأخر نزول المخططات الحضرية من أسباب انتشار البناء العشوائي في المناطق الناشئة.. مشيرا إلى أن الازدحام بكافة أشكاله من الآثار السلبية الناتجة عن البناء العشوائي. وأشار الدكتور الوظاف في حوار مع “الثورة” إلى أن البناء العشوائي مظهر من مظاهر عدم احترام القوانين.. داعيا الجهات المختصة إلى وضع معايير وإنتاج مواصفات للبناء اليمني للحصول على مدينة حضرية توفر جميع الخدمات للمواطن.. مؤكدا أهمية توعية المجتمع بأهمية العمل الهندسي. وفي إطار ملف البناء العشوائي التي تفتحه “الثورة” لكشف أسباب انتشار هذه الظاهرة وسبل الحد منها كان لقاؤنا مع الدكتور أحمد الوظاف الذي تحدث عن الآثار السلبية للبناء العشوائي وأسبابها وغيرها تقرأون تفاصيله في السطور التالية:

* .. بداية.. الكثير لا يفرق بين البناء العشوائي والبناء الحضري.. هل لك أن تعرف القراء بماهية البناء العشوائي¿ – البناء العشوائي له عدة مظاهر يمكن أن يكون البناء في شوارع التخطيط الحضري كذلك قيام أصحاب الأراضي بتقسيمها حسب الرغبات وفتح الشوارع تتراوح بين المترين والثلاثة أمتار.. أي أن البنايات والمناطق العشوائية لا يتم بناء بحسب التخطيط المصرح به.. ومن مظاهر العشوائية كذلك أن يقوم أصحاب الأرض بالبناء بدون مخططات هندسية أي أن تخطيط المنطقة موجود والشوارع مضبوطة بحسب المخطط لكن المالك لا يلتزم بالبناء على المخططات الهندسية.. وأحيانا يكون كل شيء تمامآ المنطقة التي يبنى فيها مرخصة والشارع جيد ولديه رسومات هندسية لكن التنفيذ ليس صحيحا. تأخر المخططات * ما هي أسباب العشوائية في البناء¿ – إما أن تكون المنطقة غير مرخصة للبناء فيها يتأخر نزول المخططات الحضرية وكذلك غياب الدور الرقابي لمنع مثل هذه التصرفات. * الآثار السلبية للبناء العشوائي¿ – الازدحام بكافة أشكاله نتاج عن عدم التخطيط الجيد للشوارع والمناطق الحضرية.. إذا وجد تخطيط حضري جيد سيعمل على امتصاص كافة أشكال الازدحام أي أن التخطيط يعمل على تشتيت أماكن الازدحام.. كذلك من الآثار السلبية للبناء العشوائي التشوه في المنظر العام بسبب البناء بحسب الرغبات وعدم اعتماد أشكال معينة كما هو معمول به في الدول الأخرى التي عملت على تحديد البناء حتى على مستوى عدد الأدوار ولون الواجهة.. وبوجود البناء العشوائي تختفي جميع مظاهر المدينة الحضرية التي توفر جميع وسائل الراحة للمواطنين والتخفيف من الازدحامات والاختناقات المرورية. مصلحة شخصية * برأيك.. ما هي أسباب عدم تطبيق مخططات المدن¿ – البناء العشوائي مظهر من مظاهر عدم احترام القوانين بشكل عام في النواحي كلها والقضية ذات شقين من قبل الدولة والمواطن قد يكون المواطن لا يهمه القانون ويعمل ما يريد وينظر إلى مصلحته الخاصة والشخصية لا ينظر إلى أن هذا الشارع مرفق عام والناس بحاجة إليه فيعمل على استخدام الشارع لمصلحته ويقوم بالبناء في الشارع ولا يهتم بالآخرين.. أما الدولة فهي لم تفرض سلطتها وهيبتها من خلال فرض القوانين بالرغم من وجود قوانين للتخطيط الحضري والبناء العمراني كذلك هناك متواطؤون في جهات حكومية مستفيدون من الوضع حيث ينزل البعض إلى موقع البناء ويستلم مبلغاٍ من المال “رشوة” من المواطن وبالتالي يسكن عن أي مخالفة. كذلك عدم وجود معايير للبناء بسبب عدم وجود مواصفات يمنية بالنسبة للبناء أي أن كل مهندس يعمل بحسب المدرسة التي تخرج منها فالخريجون من كلية الهندسة بصنعاء درسوا الكود الأمريكي وخريجو عدن درسوا الكود البريطاني وكثير من خريجي الدول العربية والأجنبية يمتلكون المواصفات التي درسوها. ماستر بلان * الدولة عند إسقاطها لأي مخطط نجد فيها أماكن مخصصة للمدارس والمستشفيات والأماكن الترفيهية ومركز شرطة وغيرها من المراكز الخدمية.. لكن للأسف يتم البسط على هذه المساحات.. ما تعليقك¿ – كان قد تم في صنعاء اقتراح “ماستر بلان” في ثمانينات القرن الماضي لكن لم يتم تنفيذه بشكل كامل الـ”ماستر بلان” يضمن لكل منطقة سكنية جامعاٍ ومدرسة وحديقة.. وكان المعني بتنفيذ هذا البرنامج وزارة الإنشاءات وأمانة العاصمة ووزارة الداخلية. * ما هي مهام مركزكم الاستشاري الهندسي¿ – المركز الاستشاري يقدم خدمات استشارية هندسية للعملاء ويقدم دراسات وتصاميم لمختلف المشاريع الهندسية في كل مجالات الهندسة والمركز الاستشاري هو انعكاس لما هو موجود في أقسام كلية الهندسة بجامعة صنعاء من كوادر وإمكانيات لدينا إمكانيات فنية ومهندسون فنيون ممتازون بالإضافة إلى كادر أكاديمي وهندسي من أعضاء هيئة التدريس الذين يستطيعون تقديم مختلف أنواع الاستشارات الهندسية. * ما هي أوجه التعاون بين المركز والجهات الحكومية المختصة بالتخطيط الحضري¿ – وقعنا مع أمانة العاصمة مؤخرا على اتفاقية للتعاون المشترك حيث يتولى المركز الاستشاري تقديم الاستشارات الفنية وأيضا مراجعة ما يتم تصميمه في أمانة العاصمة من مشاريع وكذلك إجراء الفحوصات المعملية للمشاريع التي تنفذها أمانة العاصمة.. كذلك لدينا تعاون كبير مع وزارة الإنشاءات الذين طلبوا أدلة إرشادية ومواصفات.. ونحاول أيضا تعزيز هذه الشراكة أكثر مع وزارة الإنشاءات. تطبيق القانون * برأيك.. ما هي الحلول المقترحة للحد من هذه العشوائيات¿ – أولا الأطراف الذين يتحملون المسئولية هم أيضا الذين يستطيعون معالجة هذه المشكلة فالدولة لا بد أن تفرض تطبيق القوانين على المخالفين ووزارة الإنشاءات وأمانة العاصمة عليهما تنفيذ المخططات الهندسية ووضع معايير وإنتاج مواصفات للبناء اليمني.. كذلك لا بد على وزارة الداخلية أن تتعاون مع الجهات المعنية بتنفيذ القوانين وضبط المخالفات.. كذلك على القضاء البت في القضايا المنظورة أمام المحاكم. * ما هي أهمية تنفيذ المخططات الحضرية¿ – تنفيذ المخططات الحضرية تضمن وجود المدينة الحضارية التي توجد فيها متطلبات المدن الحضرية من جميع النواحي إلى الآن لا توجد في صنعاء مناطق مخصصة “سكنية صناعية حكومية.. وغيرها” فتجدها متناثرة ومع تحديد هذه المناطق بناء على المخططات والدراسات الميدانية سيوفر ذلك الكثير من الخدمات الهامة للمواطنين. العمل الهندسي * ماذا عن توعية المجتمع بسلبيات البناء العشوائي وإيجابيات التخطيط الحضري¿ – إلى الآن هناك نقص كبير في الثقافة لدى المجتمع المجتمع ليس مستوعباٍ العمل الهندسي بشكل عام هناك بعض ورش العمل والندوات التي قامت بها وزارة الأشغال وبعض المراكز الهندسية لكن الدولة لم تتبن إلى الآن تثقيف المواطن العادي بالعمل الهندسي نأمل أن تتبنى الدولة أهمية أن يكون لدى المجتمع وعي هندسي.. قد يكون للجانب الاقتصادي أهمية لدى الناس حيث يقوم بتوفير كلفة التصاميم الهندسة لكنه لا يعلم أنه قد يوفر أكثر عند تنفيذ المخططات الهندسية وقد يخسر مبالغ مالية أضعافاٍ مضاعفة عند قيامه بالبناء دون مخطط هندسي. [email protected]

تصوير/ عادل حويس