الرئيسية - رياضة - عشوائية وتكتل
عشوائية وتكتل
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

يحيى الحلالي –

من الرائع جدا◌ٍ أن يكون لدينا من قيادات الاتحادات الرياضية من يحمل درجة دكتور أو مهندس أو أستاذ أو خبير أو فني أو رياضي أو غيرها من الصفات التي تنال استحسان رؤساء الاتحادات. ولكن من المعيب جدا◌ٍ أن يكون من يمتلك هذه الصفات غير قادر على تحديد مصير اتحاده وليس لديه أي آراء أو قناعات شخصية ليكون مجرد تابع لا يقدم ولا يؤخر حتى على مستوى اتحاده. معظم رؤساء الاتحادات أكدوا أنهم مجرد أشخاص يسيرهم رئيس اتحاد أقوى ليتكتلوا بإسم التنسيق والتطوير وتوحيد الجهود والآراء وكله في الأخير وفي الحقيقة مجرد أمور خفية لا تصب في صالح التنسيق أو التطوير أو التوحيد. فكيف يمكن توحيد جهود اتحاد فاشل مع مرتبة الشرف مع جهود اتحاد آخر يمتلك جزءا◌ٍ من النجاح على صعيديه الداخلي والخارجي .. وفي هذه الحالة إما أن الناجح يؤثر على الفاشل ويجعله يطمح للنجاح وهذا أمر مستبعد تماما◌ٍ وإما أن الفاشل يسحب الناجح إلى مستواه وهذا هو الأمر المتوقع والأقرب للواقع¡ لأن التنسيق يتطلب حتى إيقاف النشاط إذا ما استدعت الضرورة ذلك. وكيف يمكن تنسيق جهود اتحاد يتسلم مئات الملايين كمخصص سنوي مع جهود اتحاد يتسلم ملاليم ومع ذلك قد تكون له بضع بصمات من النجاح. إذا◌ٍ في الأخير لو حسبناها صح فإن الأمر ليس فيه تنسيق وإنما تكتل واضح للضغط على جهة معينة .. وليس معنى ذلك أنني ضد هذا الضغط بل يجب أن تكون هناك مصداقية وشفافية ووضوح والتي هي أساس العمل. وعلى رؤساء الاتحادات أن يكونوا صادقين من أجل أنفسهم أولا◌ٍ¡ وثانيا◌ٍ لأنه من غير المقبول أن يكون رئيس اتحاد ما دكتورا◌ٍ أو “باش” مهندس أو خبيرا◌ٍ أو رياضيا◌ٍ قديرا◌ٍ أو .. أو .. إلخ ويسير وفقا◌ٍ لرؤى شخص قد لا يجيد من أبجديات الرياضة حتى أسمها. وثالثا◌ٍ .. من أجل أن يحققوا رغبات وأمنيات جمعياتهم العمومية التي أوصلتهم إلى هذه الكراسي ومن أجل التطوير المنشود بعيدا◌ٍ عن أي حسابات ضيقة أو مساعي تصفية حسابات شخصية يكون فيها المتضرر هو الشاب والرياضي الغلبان. نحن مع تنسيق الجهود وتوحيدها ولكن وفق رؤى علمية هدفها الظاهر والباطن الرياضة واللعبة واللاعب فقط¡ لا أن يكون هدفها الظاهر اللعبة واللاعب وهدفها الباطن في بطن الشاعر. وفي المقابل ليس معنى ذلك أن الوزارة وصندوقها ناجحان ومتميزان بل فيهما الكثير من السلبية التي يجب تداركها وحلها وبما يوصلنا إلى عمل رياضي وشبابي أفضل وأرقى. ومن هنا فإن على الوزارة والصندوق الالتزام بمواعيد صرف المخصصات لأن عدم الانتظام يؤثر على النشاط برمته وعلى التطور المنشود. وفي الأخير على الوزارة تحمل مسؤولياتها بجدارة واقتدار والعمل على تنفيذ آلية الصرف المحددة وكذا التعامل بدون روتينية مع الاتحادات وبما يجعل من كل الاتحادات شعلة من النشاط ومن ثم يبدأ تطبيق مبدأ الثوب والعقاب .. أما إذا ما استمرت العشوائية والإرتجالية في الوزارة والتكتلات في الاتحادات فعلى رياضتنا ألف سلام.