صادرات السعودية غير النفطية ترتفع 22.8 بالمائة في سبتمر 2024 العميد الأكحلي: شرطة تعز ماضية في تثبيت الأمن والاستقرار بالمحافظة اللواء الجبولي: الوحدة 16 طيران مسير تلعب دورًا محوريًا وحاسما في ميدان المعركة قائد لواء الريان بالمنطقة العسكرية الثانية يؤكد أهمية تعزيز الحس الأمني تدشين برنامج الطبيب الزائر الـ41 لجرحى القوات المسلحة في مأرب انطلاق البطولة الثانية لكرة اليد لأندية محافظة مأرب اليمن يترأس الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين الارياني: مليشيات الحوثي تواصل احتجاز المئات على خلفية نيتهم الاحتفال بذكرى ثورة سبتمبر الوزير الزنداني يصل العاصمة الإيطالية للمشاركة في منتدى حوارات روما المتوسطية "صحة مأرب" يوزع 53 ألف ناموسية مشبعة بالمبيد في مديريات الوادي وحريب ورغوان
استطلاع/ أحمد الطيار – حين احتفلت إحدى الشركات اليمنية المشهورة في التنمية الزراعية بعيد ميلادها الخمسين في 2007م كانت سمعة مضخاتها الأوروبية وجودتها العالية كبيرة في السوق وكانت تباع الواحدة منها بمليوني ريال وبعدها بشهرين كانت الفاجعة للشركة أن تجارا مستوردين جلبوا مضخات من دول شرق آسيا بنفس الشكل والعلامة لكن بسعر 800 ألف ريال مما استدعى الشركة رفع دعوى للمحكمة والتقاضي أمامها ضد من انتهك حقوقها وتقليد منتجها وانتهاء الحكم القضائي لصالحها وتغريم المنافسين غير الشرفاء 600 ألف يورو. الكثير من الأمثلة والنماذج للمنافسة غير المشروعة في السوق اليمني تتردد صداها بقوة في سوق مفتوح على كل الجوانب كل واحد يريد تحقيق أرباح كبيرة لكن تلك الأرباح يحققها أشخاص أثروا بشدة ويخشى أن يتم في يوم ما سيطرتهم على السوق لكن الحقيقة أن الخسائر يتلقاها المستهلك اليمني ويصرف عليها ملايين الريالات نتيجة للتزوير والتقليد والتهريب لمنتجات أضرارها أكبر من نفعها . أوجه للمنافسة غير المشروعة في اليمن عدة أوجه لكنها في المجال التجاري باتت مستفحلة في ظل سوق مفتوح لا قيود عليه وضعف في الإجراءات القضائية وتفشي عدم الاستقرار وضعف تطبيق القانون حيث يقوم متنفذون لديهم المال والمكانة والوجاهات القبلية بمنافسة التجار الحقيقيون ويدخلون سلعا تجارية مقلدة لسلع مسجلة بأسماء وماركات رسمية ذات توكيلات رسمية ويحاولون بيعها في السوق اليمنية بأسعار اقل مستفيدين من جهل المستهلكين بالجودة من جهة والأسعار المنافسة من جهة أخرى. الصناعة الوطنية تأثرت الصناعة الوطنية بشدة من عمليات المنافسة غير المشروعة في السوق اليمنية حيث يستغل تجار مكانة وشهرة المنتج الوطني ويقومون بتقليده مما يتسبب خسارة كبيرة للاقتصاد الوطني كما يقول محمد إبراهيم حسن مدير الإدارة التجارية والصناعية بغرفة الأمانة وكمثال على ذلك تونة الغويزي ذات الشهرة الوطنية والجودة الكبيرة حيث قام تجار بتقليد هذه الماركة عن طريق استيراد تونة من دول شرق آسيا بنفس التعبئة والعلامة وإنزالها السوق وتحقيق أرباح خيالية مستغلين شهرة وجودة الغويزي في هذا الشأن . كما أن سجائر كمران الوطنية تتعرض للتقليد دوما من قبل تجار عن طريق التهريب ويقومون بتوزيع سجائر مقلدة تؤدي للأضرار بالمستهلكين والاقتصاد الوطني وهناك أيضا بعض المنتجات الخاصة بالمنظفات وهي صناعة وطنية تم تقليدها وبيعها بسعر أقل مما يسبب للمصنع الوطني متاعب ومنافسة غير مشروعة تؤدي لإفلاسه وتسريح عمالته. نماذج حفلت السوق اليمنية بالكثير من النماذج حول المنافسة غير المشروعة وتتمثل في الاعتداءات على المنتجات والتوكيلات التجارية فمثلا قامت شركة مشهورة بالتجارة للمواد الكهربائية بالإعلان المتواصل لمدة زمنية أنها الوكيل الحصري لعلامات تجارية معروفة وحذرت من سلع يتم إدخالها للسوق اليمنية تحمل نفس الماركة لكنها مقلدة . وعلى نفس المنوال كانت المحكمة التجارية تتلقى العديد من الشكاوى في التقليد لمنتجات غذائية من قبل شركات أخرى ففي مجال البسكويت المستورد ما يدفعها لتقليد بعضها البعض بشراسة وتكون اليمن ميدانا للمنافسة غير الشريفة فخلال العام الماضي قامت شركة منافسة بتقليد بسكويت يباع بـ 80 ريالا في السوق اليمنية بمنتج يباع بـ50 ريالا وقاموا بتقليد نفس العلبة والتغليف والماركة. على نفس الصعيد وصلت المنافسة التجارية غير الشريفة على السوق اليمنية إلى شركتين من بلدان دول الجوار ينتجان الحليب طويل الأجل حيث استغلت شركة ناشئة قوة الطلب في السوق اليمنية وقامت بتوريد حليب جديد بنفس مواصفات حليب شركة أخرى في الشكل واللون لكنه مشهور وهكذا أملت أن يتم تسويقه بنفس شهرة الحليب المشهور وهو ما جعل وكيل الشركة الأولى يرفع قضية إلى المحكمة كما قام تاجر آخر بجلب شراب طاقة من الصين مقلد لشراب طاقة مشهور من تايلند وآخر يقوم بجلب صابون ماركة مشهورة صنع في إندونيسيا ليقوم آخر منافسة له بتقليد تلك المنتجات وجلبها من دولة أخرى. السوق المفتوح تظهر المنافسة غير المشروعة في السوق اليمنية كما يشير الأخ محمد إبراهيم مدير الإدارة التجارية والصناعية بغرفة الأمانة نتيجة لأن اليمن ينتهج نظام السوق المفتوح وهنا تبرز المنافسة غير المشروعة والتي تمثلها التهريب والتزوير والتقليد للبضائع فهذه تمثل لب المنافسة غير المشروعة وقد حدد عقوباتها القانون في التشريعات التجارية ورغم ذلك يستمر المفسدون بهذه التجارة لأنهم يحققون أرباحا طائلة . مشجعون يمثل المسوقون الفرديون أداة لتشجيع تسويق السلع المهربة والمقلدة والمزورة ونتيجة لتوسع السوق اليمنية وتباعدها وتعدد مناطقها يجد المسوقون الفرديون فريستهم في المستهلك الجاهل بالمواصفات والبيانات وهكذا يكون دائما هو الخاسر لأنه ينفق أمواله على بضائع فاسدة لا يستفيد منها. جهات يقود علميات التقليد والتزوير للبضائع جهات منظمة كبيرة تعمل في البر والبحر كما يقول رجل الأعمال عبد الرقيب البعداني ولعل السفن التجارية ذات المعامل المتخصصة في التقليد الأكثر شهرة في هذا المجال فهي تقوم بإنتاج مئات والآلاف من الماركات المقلدة بدأ بالمستحضرات التجميلية وانتهاءٍ بالأدوية والمواد الغذائية التي يؤثر مباشرة على صحة الإنسان وهنا مكمن الخطورة مضيفا أن هناك سفنا تجارية عملاقة في أعالي البحار متخصصة في التقليد لمنتجات صناعية عديدة ولديها شبكة من المهربين يستلمون البضائع ويدخلونها للأسواق المحلية على أنها الماركات الأصلية ويؤدون لأحداث خسائر كبيرة للاقتصاد الوطني . الأدوية وفقا لتقرير رسمي تبين أن 60٪ من تجارة الأدوية في السوق اليمنية تعتبر غير مشروعة لأنها إما أصناف مقلدة أو مهربة أو موزعة بطرق غير منظمة ولاتوزع عن طريق وكلاء ويدخل لليمن أصناف كثيرة تأتي عن طريق معامل السفن التي تقلد الصناعات الدوائية في البحر أو تجلب من دول شرق أسيا ويتم تهريبها بواسطة المهربين بلا هوادة ولهذا فالكثير من اليمنيين يستعملون أدوية كثيرة لمرض ما ولا يحقق لهم أي شفاء وتشتهر أدوية السكر والضغط والصداع ونزلات البرد وأدوية الحمى والمنشطات والمقويات بأنها الأكثر عرضة للتقليد والتزوير نظرا لحجم الإقبال اليومي عليها ولسوقها الاستهلاكي الكبير. قطع الغيار هناك نسبة 80٪ من قطع غيار السيارات في اليمن غير مشروعة فهي تأتي من مصادر غير حقيقية من أسواق مشهورة بالتقليد والتزوير كما في دول شرق آسيا والأسواق بدبي فيما لا يستطيع الوكلاء المعتمدون والرسميون السيطرة إلا على أقل من 10٪ في سوق يبلغ إنتاجها اكثر من 66 مليار ريال وتعد سوق قطع الغيار من أكبر الأسواق التي تظهر فيها المنافسة غير المشروعة نظرا لأنها غير منظمة وتجد السلع المقلدة والمزورة طريقها إليه بقوة . زيوت السيارات تعد مشكلة زيوت السيارات من أحدث المشاكل التي تواجه المستهلكين في اليمن حيث ظهرت في الآونة الأخيرة أصناف وأشكال متعددة من التقليد والتزوير لهذه المنتجات وتقدر دراسات ميدانية أن 90٪ من الزيوت تأتي بطرق غير شرعية لليمن من خلال التهريب والتقليد حيث أن معامل داخلية تقوم بإعادة الزيوت المستعملة وتكريرها وضخها للسوق في عبوات مزورة وبيانات غير صحيحة كما يقوم مهربون بتهريب آلاف الأطنان لماركات غير حقيقة وآخرها ظهورا الزيوت الملونة والتي تعتبر لب الزيوت المزيفة. الخاسرون يخسر الاقتصاد الوطني من التجارة غير المشروعة مليارات الريالات سنويا ويعد المستهلك اليمني الخاسر الأكبر حيث تستغل الشركات والمتنفذون حاجته للسلع ويقومون بإغراق السوق بسلع مخالفة وتعد السلع الغذائية والأدوية ما يتعلق بصحته وسلامته أكبر الأضرار التي يواجهها كما يفقد الصناعيون والوكلاء التجاريون الرسميون قدرتهم على الاستمرار يحدق بهم الإفلاس من كل جانب عندما تزداد محاربة التجارة غير المشروعة لهم فيؤثر ذلك على العمالة الوطنية والدخل للأسر .