الرئيسية - اقتصاد - المنافسة‮ ‬غير الشريفة تهيئ السوق لسيطرة المتنفذين‮ ‬
المنافسة‮ ‬غير الشريفة تهيئ السوق لسيطرة المتنفذين‮ ‬
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

استطلاع‮/ ‬أحمد الطيار‮ ‬ – ‬حين احتفلت إحدى الشركات اليمنية المشهورة في‮ ‬التنمية الزراعية بعيد ميلادها الخمسين‮ ‬في‮ ‬2007م كانت سمعة مضخاتها الأوروبية وجودتها العالية كبيرة في‮ ‬السوق وكانت تباع الواحدة منها بمليوني‮ ‬ريال‮ ‬وبعدها بشهرين كانت الفاجعة للشركة أن تجارا مستوردين جلبوا مضخات من دول شرق آسيا بنفس الشكل والعلامة‮ ‬لكن بسعر‮ ‬800‮ ‬ألف ريال مما استدعى الشركة رفع دعوى للمحكمة والتقاضي‮ ‬أمامها ضد من انتهك حقوقها وتقليد منتجها وانتهاء الحكم القضائي‮ ‬لصالحها وتغريم المنافسين‮ ‬غير الشرفاء‮ ‬600‮ ‬ألف‮ ‬يورو‮.‬ الكثير من الأمثلة والنماذج للمنافسة‮ ‬غير المشروعة في‮ ‬السوق اليمني‮ ‬تتردد صداها بقوة في‮ ‬سوق مفتوح على كل الجوانب كل واحد‮ ‬يريد تحقيق أرباح كبيرة لكن تلك الأرباح‮ ‬يحققها أشخاص أثروا بشدة ويخشى أن‮ ‬يتم في‮ ‬يوم ما سيطرتهم على السوق لكن الحقيقة أن الخسائر‮ ‬يتلقاها المستهلك اليمني‮ ‬ويصرف عليها ملايين الريالات نتيجة للتزوير والتقليد والتهريب لمنتجات أضرارها أكبر من نفعها‮ .‬ أوجه ‮ ‬للمنافسة‮ ‬غير المشروعة في‮ ‬اليمن عدة أوجه لكنها في‮ ‬المجال التجاري‮ ‬باتت مستفحلة في‮ ‬ظل سوق مفتوح لا قيود عليه وضعف في‮ ‬الإجراءات القضائية وتفشي‮ ‬عدم الاستقرار وضعف تطبيق القانون حيث‮ ‬يقوم متنفذون لديهم المال والمكانة والوجاهات القبلية بمنافسة التجار الحقيقيون ويدخلون سلعا تجارية مقلدة لسلع مسجلة بأسماء وماركات رسمية ذات توكيلات رسمية ويحاولون بيعها في‮ ‬السوق اليمنية بأسعار اقل مستفيدين من جهل المستهلكين بالجودة من جهة والأسعار المنافسة من جهة أخرى‮.‬ الصناعة الوطنية‮ ‬ تأثرت الصناعة الوطنية بشدة من عمليات المنافسة‮ ‬غير المشروعة في‮ ‬السوق اليمنية حيث‮ ‬يستغل تجار مكانة وشهرة المنتج الوطني‮ ‬ويقومون بتقليده مما‮ ‬يتسبب خسارة كبيرة للاقتصاد الوطني‮ ‬كما‮ ‬يقول محمد إبراهيم حسن مدير الإدارة التجارية والصناعية بغرفة الأمانة‮ ‬وكمثال على ذلك تونة الغويزي‮ ‬ذات الشهرة الوطنية والجودة الكبيرة حيث قام تجار بتقليد هذه الماركة عن طريق استيراد تونة من دول شرق آسيا بنفس التعبئة والعلامة‮ ‬وإنزالها السوق وتحقيق أرباح خيالية مستغلين شهرة وجودة الغويزي‮ ‬في‮ ‬هذا الشأن‮ .‬ كما أن سجائر كمران الوطنية تتعرض للتقليد دوما من قبل تجار عن طريق التهريب ويقومون بتوزيع سجائر مقلدة تؤدي‮ ‬للأضرار بالمستهلكين والاقتصاد الوطني‮ ‬وهناك أيضا بعض المنتجات الخاصة بالمنظفات وهي‮ ‬صناعة وطنية تم تقليدها وبيعها بسعر أقل مما‮ ‬يسبب للمصنع الوطني‮ ‬متاعب ومنافسة‮ ‬غير مشروعة تؤدي‮ ‬لإفلاسه وتسريح عمالته‮.‬ نماذج‮ ‬ حفلت السوق اليمنية بالكثير من النماذج حول المنافسة‮ ‬غير المشروعة وتتمثل في‮ ‬الاعتداءات على المنتجات والتوكيلات التجارية فمثلا قامت شركة مشهورة بالتجارة للمواد الكهربائية بالإعلان المتواصل لمدة زمنية أنها الوكيل الحصري‮ ‬لعلامات تجارية معروفة وحذرت من سلع‮ ‬يتم إدخالها للسوق اليمنية تحمل نفس الماركة لكنها مقلدة‮ .‬ وعلى نفس المنوال كانت المحكمة التجارية تتلقى العديد من الشكاوى في‮ ‬التقليد لمنتجات‮ ‬غذائية من قبل شركات أخرى ففي‮ ‬مجال البسكويت المستورد ما‮ ‬يدفعها لتقليد بعضها البعض بشراسة وتكون اليمن ميدانا للمنافسة‮ ‬غير الشريفة‮ ‬فخلال العام الماضي‮ ‬قامت شركة منافسة بتقليد بسكويت‮ ‬يباع بـ‮ ‬80‮ ‬ريالا في‮ ‬السوق اليمنية بمنتج‮ ‬يباع بـ50‮ ‬ريالا وقاموا بتقليد نفس العلبة والتغليف والماركة‮.‬ على نفس الصعيد وصلت المنافسة التجارية‮ ‬غير الشريفة على السوق اليمنية إلى شركتين من بلدان دول الجوار‮ ‬ينتجان الحليب طويل الأجل حيث استغلت شركة ناشئة قوة الطلب في‮ ‬السوق اليمنية وقامت بتوريد حليب جديد بنفس مواصفات حليب شركة أخرى في‮ ‬الشكل واللون لكنه مشهور وهكذا أملت أن‮ ‬يتم تسويقه بنفس شهرة الحليب المشهور وهو ما جعل وكيل الشركة الأولى‮ ‬يرفع قضية إلى المحكمة‮ ‬كما قام تاجر آخر بجلب شراب طاقة من الصين مقلد لشراب طاقة مشهور من تايلند‮ ‬‮ ‬وآخر‮ ‬يقوم بجلب صابون ماركة مشهورة صنع في‮ ‬إندونيسيا‮ ‬ليقوم آخر منافسة له بتقليد تلك المنتجات وجلبها من دولة أخرى‮.‬ السوق المفتوح‮ ‬ تظهر المنافسة‮ ‬غير المشروعة‮ ‬في‮ ‬السوق اليمنية كما‮ ‬يشير الأخ محمد إبراهيم مدير الإدارة التجارية والصناعية بغرفة الأمانة‮ ‬نتيجة لأن اليمن‮ ‬ينتهج نظام السوق المفتوح وهنا تبرز المنافسة‮ ‬غير المشروعة والتي‮ ‬تمثلها التهريب والتزوير والتقليد للبضائع فهذه تمثل لب المنافسة‮ ‬غير المشروعة وقد حدد عقوباتها القانون في‮ ‬التشريعات التجارية ورغم ذلك‮ ‬يستمر المفسدون بهذه التجارة لأنهم‮ ‬يحققون أرباحا طائلة‮ .‬ مشجعون‮ ‬ يمثل المسوقون الفرديون أداة لتشجيع تسويق السلع المهربة والمقلدة والمزورة ونتيجة لتوسع السوق اليمنية وتباعدها وتعدد مناطقها‮ ‬يجد المسوقون الفرديون فريستهم في‮ ‬المستهلك الجاهل بالمواصفات والبيانات وهكذا‮ ‬يكون دائما هو الخاسر لأنه‮ ‬ينفق أمواله على بضائع فاسدة لا‮ ‬يستفيد منها‮. جهات‮ ‬ يقود علميات التقليد والتزوير للبضائع جهات منظمة كبيرة تعمل في‮ ‬البر والبحر كما‮ ‬يقول رجل الأعمال عبد الرقيب البعداني‮ ‬ولعل السفن التجارية ذات المعامل المتخصصة في‮ ‬التقليد الأكثر شهرة في‮ ‬هذا المجال فهي‮ ‬تقوم بإنتاج مئات والآلاف من الماركات المقلدة بدأ بالمستحضرات التجميلية وانتهاءٍ‮ ‬بالأدوية والمواد الغذائية التي‮ ‬يؤثر مباشرة على صحة الإنسان وهنا مكمن الخطورة‮ ‬‮ ‬مضيفا أن هناك سفنا تجارية عملاقة في‮ ‬أعالي‮ ‬البحار متخصصة في‮ ‬التقليد لمنتجات صناعية عديدة ولديها شبكة من المهربين‮ ‬يستلمون البضائع ويدخلونها للأسواق المحلية على أنها الماركات الأصلية ويؤدون لأحداث خسائر كبيرة للاقتصاد الوطني‮ .‬ الأدوية‮ ‬ وفقا لتقرير رسمي‮ ‬تبين أن‮ ‬60٪‮ ‬من تجارة الأدوية في‮ ‬السوق اليمنية تعتبر‮ ‬غير مشروعة لأنها إما أصناف مقلدة أو مهربة أو موزعة بطرق‮ ‬غير منظمة ولاتوزع عن طريق وكلاء ويدخل لليمن أصناف كثيرة تأتي‮ ‬عن طريق معامل السفن التي‮ ‬تقلد الصناعات الدوائية في‮ ‬البحر أو تجلب من دول شرق أسيا ويتم تهريبها بواسطة المهربين بلا هوادة ولهذا فالكثير من اليمنيين‮ ‬يستعملون أدوية كثيرة لمرض ما ولا‮ ‬يحقق لهم أي‮ ‬شفاء‮ ‬‮ ‬وتشتهر أدوية السكر والضغط والصداع ونزلات البرد وأدوية الحمى والمنشطات والمقويات بأنها الأكثر عرضة للتقليد والتزوير نظرا لحجم الإقبال اليومي‮ ‬عليها ولسوقها الاستهلاكي‮ ‬الكبير‮.‬ ‮ ‬قطع الغيار‮ ‬ هناك نسبة‮ ‬80٪‮ ‬من قطع‮ ‬غيار السيارات في‮ ‬اليمن‮ ‬غير مشروعة فهي‮ ‬تأتي‮ ‬من مصادر‮ ‬غير حقيقية من أسواق مشهورة بالتقليد والتزوير كما في‮ ‬دول شرق آسيا والأسواق بدبي‮ ‬فيما لا‮ ‬يستطيع الوكلاء المعتمدون والرسميون السيطرة إلا على أقل من‮ ‬10٪‮ ‬في‮ ‬سوق‮ ‬يبلغ‮ ‬إنتاجها اكثر من‮ ‬66‮ ‬مليار ريال‮ ‬وتعد سوق قطع الغيار من أكبر الأسواق التي‮ ‬تظهر فيها المنافسة‮ ‬غير المشروعة نظرا لأنها‮ ‬غير منظمة وتجد السلع المقلدة والمزورة طريقها إليه بقوة‮ .‬ زيوت السيارات‮ ‬ تعد مشكلة زيوت السيارات من أحدث المشاكل التي‮ ‬تواجه المستهلكين في‮ ‬اليمن حيث ظهرت في‮ ‬الآونة الأخيرة أصناف وأشكال متعددة من التقليد والتزوير لهذه المنتجات وتقدر دراسات ميدانية أن‮ ‬90٪‮ ‬من الزيوت تأتي‮ ‬بطرق‮ ‬غير شرعية لليمن من خلال التهريب والتقليد حيث أن معامل داخلية تقوم بإعادة الزيوت المستعملة وتكريرها وضخها للسوق في‮ ‬عبوات مزورة وبيانات‮ ‬غير صحيحة‮ ‬كما‮ ‬يقوم مهربون بتهريب آلاف الأطنان لماركات‮ ‬غير حقيقة وآخرها ظهورا الزيوت الملونة والتي‮ ‬تعتبر لب الزيوت المزيفة‮.‬ الخاسرون‮ ‬ يخسر الاقتصاد الوطني‮ ‬من التجارة‮ ‬غير المشروعة مليارات الريالات سنويا ويعد المستهلك اليمني‮ ‬الخاسر الأكبر حيث تستغل الشركات والمتنفذون حاجته للسلع ويقومون بإغراق السوق بسلع مخالفة وتعد السلع الغذائية والأدوية ما‮ ‬يتعلق بصحته وسلامته أكبر الأضرار التي‮ ‬يواجهها كما‮ ‬يفقد الصناعيون والوكلاء التجاريون الرسميون قدرتهم على الاستمرار‮ ‬يحدق بهم الإفلاس من كل جانب عندما تزداد محاربة التجارة‮ ‬غير المشروعة لهم فيؤثر ذلك على العمالة الوطنية والدخل للأسر‮ . ‬