الرئيسية - اقتصاد - المستهلك يتعرض لاستغلال تجاري بشع
المستهلك يتعرض لاستغلال تجاري بشع
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

لقاء‮/ ‬حسن شرف الدين –

, الطلب على السلع سيكون أقل من العام الماضي

أكد الخبير الاقتصادي‮ ‬الدكتور‮ ‬ياسين الحمادي‮ ‬أن‮ ‬غياب ثقافة القانون لدى المستهلك شجع التجار على التمادي‮ ‬في‮ ‬استغلالهم‮ .. ‬مشيرا إلى أن ارتفاع الطلب على المنتجات الرمضانية‮ ‬يؤثر سلبا في‮ ‬دخل الفرد ومستوى معيشته‮.‬ وأضاف استاذ الاقتصاد المساعد بكلية التجارة جامعة صنعاء أن ميزانية الأسرة تتعرض للإنهاك في‮ ‬رمضان خصوصا أصحاب الدخول المحدودة الذين لا‮ ‬يملكون إلا الراتب‮.. ‬مؤكدا ضرورة تفعيل الرقابة على المنتجات والسلع من قبل الدولة حتى لا‮ ‬يكون المواطن المستهلك هو الحلقة الأضعف‮.. ‬مزيدا من التفاصيل في‮ ‬اللقاء التالي‮ ‬أجرته معه‮ “‬الثورة‮” ‬في‮ ‬السطور التالية‮: ‬

● ‬بداية‮.. ‬ارتفاع الطلب على السلع والمنتجات بشكل جنوني‮ ‬قبل شهر رمضان بأيام‮.. ‬ما هي‮ ‬أسبابه¿ ‮- ‬يعتبر شهر رمضان من المواسم التي‮ ‬يزيد فيها الطلب‮ ‬باعتبار أن هناك حاجيات وسلع‮ ‬يحتاجها الفرد في‮ ‬رمضان بخلاف الأشهر الأخرى‮ ‬بمعنى أن رمضان له متطلبات خاصة وبالتالي‮ ‬سواء كانت الأسر الفقيرة أو الغنية تضطر بحكم العادات والتقاليد والأعراف التعامل مع طلبات لا‮ ‬يمكن أن نشتريها إلا في‮ ‬رمضان‮” ‬بالإضافة إلى أن الناس تقوم بالعزائم مع بعضها البعض‮ ‬وهذا بالتالي‮ ‬يؤدي‮ ‬إلى ارتفاع الطلب على المنتجات‮.‬ وارتفاع الأسعار مرتبط جزئيا بزيادة الطلب بالإضافة إلى أن التجار ليس عندهم ذمم ولا خوف من الله‮ ‬أيضا ليس هناك رقابة صارمة من وزارة التجارة والاقتصاد لأنه إذا لم‮ ‬يكن هناك رقابة ذاتية عند التجار‮ ‬يجب أن‮ ‬يكون هناك رقابة من الدولة‮ ‬وإذا ترك الأمر هكذا فالمواطن هو الحلقة الأضعف دائما‮ ‬وبالتالي‮ ‬يتحمل عبء زيادة الأسعار‮ ‬وبالتالي‮ ‬يفترض أن تقوم الدولة بواجبها‮.‬ ● ‬ارتفاع الطلب دفع التجار لإنزال بضائعهم المنتهية أو قريبة الانتهاء أو المهربة مشغلين حالة المواطن الاقتصادية‮.. ‬ما تعليقك على ذلك¿ ‮- ‬هناك كثير من العوامل منها أن المستهلك لا‮ ‬يرى تاريخ الانتهاء ويفكر فقط بشراء السلعة‮ ‬وبالتالي‮ ‬لا‮ ‬يرى إذا كانت هذه السلعة منتهية أو لا‮.. ‬فعلا بعض التجار في‮ ‬بلادنا لم أسمع ولم أر تجاراٍ‮ ‬مثلهم في‮ ‬العالم‮ ‬لأنهم‮ ‬يستغلون الناس استغلالا كبيرا وكأنه‮ ‬يريد نهبهم‮ ‬لا‮ ‬يكتفي‮ ‬أن‮ ‬يجيب لك سلعة ويأخذ بالمقابل ثمنها العادي‮.. ‬كل التجار في‮ ‬أي‮ ‬مكان‮ ‬يكون الربح‮ ‬يتناسب مع ثمن السلعة‮ ‬ولا تجد أرباحا نسبتها‮ ‬100٪‮ ‬أو‮ ‬80٪‮ ‬هذا شيء‮ ‬غير طبيعي‮ ‬ويعتبر استغلالاٍ‮ ‬والاستغلال حرام‮.‬ وعامة الشعب لم‮ ‬يجدوا المكان الذي‮ ‬يلجأون إليه‮ ‬مثلا في‮ ‬البلدان الأخرى هناك‮ “‬جمعية لحماية المستهلك‮” ‬إذا وجد سلعاٍ‮ ‬مزورة فيها تاريخ الانتهاء أو زيادة في‮ ‬سعرها المحدد تقوم الجمعية بإغلاق المحل‮ ‬لأن لهم سلطة قوية جدا‮ ‬لكن المواطن هنا‮ ‬يقول إلى أين‮ ‬يذهب هل إلى مركز الشرطة أم إلى وزارة التجارة والاقتصاد¿ غير مفعلة ● ‬لكن هناك في‮ ‬اليمن جمعية لحماية المستهلك‮!‬ ‮- ‬هناك جمعية لحماية المستهلك‮ ‬لكنها‮ ‬غير مفعلة‮ ‬حتى الناس‮ ‬غير عارفين بها‮.. ‬المواطنون ليس لديهم ثقافة القانون‮ ‬ليس لديه ثقافة كيف‮ ‬يأخذ حقه بالقانون‮ ‬المواطن إذا تم استغلاله‮ ‬يوكل الله تعالى ويقول حسبي‮ ‬الله ونعم الوكيل‮ ‬لكن أن‮ ‬يأخذ حقه‮ ‬فهذه ثقافة‮ ‬غير موجودة‮ ‬بمعنى أن الناس‮ ‬يساهمو جزئيا في‮ ‬استغلال التجار لهم‮ ‬وإذا رأى المواطن سلعاٍ‮ ‬مغشوشة لا‮ ‬يذهب للتبليغ‮ ‬بها أو‮ ‬يمتنع عن شراء السلعة‮ ‬سكوته‮ ‬يساعد في‮ ‬تمادي‮ ‬التجار في‮ ‬أعمالهم الذين لا‮ ‬يملكون لا ضميراٍ‮ ‬ولا خوفاٍ‮ ‬الله‮ ‬وبالتالي‮ ‬يكونون هم والزمن على المواطن المسكين‮.‬ تأثير سلبي ‮● ‬ارتفاع الطلب كيف‮ ‬يؤثر على دخل الفرد ومستوى معيشته¿ ‮- ‬يؤثر تأثيرا بالغا جدا‮ ‬هناك من الأسر تعمل طوال العام لأجل رمضان‮ ‬خصوصا الذين في‮ ‬القرى من‮ ‬يذهب إلى المدن ويحاول الادخار طوال العام لأجل رمضان‮ ‬لأن له طلباته الخاصة ويجتمع فيه الناس أكثر‮ ‬كذلك هناك سلع خاصة‮ ‬يتم اقتناؤها في‮ ‬رمضان‮ ‬كل هذه العوامل‮ ‬يتحملها المستهلك في‮ ‬رمضان‮ ‬بمعنى أن ميزانية الأسرة تتدمر في‮ ‬رمضان بالذات أصحاب الدخول المحدودة الذين لا‮ ‬يملكون إلا الراتب‮ ‬وأصحاب الرواتب هؤلاء في‮ ‬رمضان إما‮ ‬يدخرون أو‮ ‬يقترضون‮.‬ وأيضاٍ‮ ‬نحن اليمنيين لا نملك تقنين للاستهلاك‮ ‬ثقافة الأكل والموائد عندنا مختلفة عن ثقافة الموائد لدى المجتمعات الأخرى‮ ‬وبالتالي‮ ‬يكون هناك نوع من الإسراف في‮ ‬بعض الأماكن‮.‬ تراجع الطلب ● ‬‬قراءتك لمستوى الإنفاق بالنسبة للأسرة مقارنة بالعام الماضي¿ ‮- ‬العام الماضي‮ ‬كانت سنة من السنوات السيئة‮ ‬كان المواطن فعلا في‮ ‬كربُ‮ ‬وهِمُ‮ ‬وغم‮.. ‬القطاع الخاص قام بتسريح عدد كبير من الناس‮ ‬كان هناك ناس كثير عاطلين عن العمل‮ ‬بالإضافة إلى أنه ليس هناك حركة في‮ ‬الأسواق‮ ‬بمعنى كان‮ ‬الدخل بالنسبة للمواطن شحيحاٍ‮.. ‬لكن الله سبحانه وتعالى لاطف بهذا الشعب ومبارك في‮ ‬أموالهم‮.‬ من المعلوم أنه من سنة إلى سنة‮ ‬يحصل ارتفاع في‮ ‬الأسعار بسبب جشع التجار والزيادة في‮ ‬الطلب‮.. ‬وبالتالي‮ ‬أتوقع أن الطلب سيكون أقل من الطلب في‮ ‬العام السابق‮ ‬لأن الأسر قبل رمضان تكون قد انهكت من مصاريف العام الدراسي‮ ‬وعدم وجود زيادة في‮ ‬المرتبات وغيرها من العوامل التي‮ ‬ستؤدي‮ ‬إلى انخفاض في‮ ‬الطلب مقارنة بالعام السابق‮.‬ ثقافة مجتمع ● ‬ماذا عن تأثير الإسراف والإنفاق‮ ‬غير المبرر على ميزانية الأسرة¿ ‮- ‬الإنفاق هي‮ ‬ثقافة في‮ ‬أي‮ ‬مجتمع‮ ‬بمعنى أن هناك حاجات وضروريات‮ ‬وهناك تحسينيات وكماليات‮ ‬أي‮ ‬أنه في‮ ‬الأشياء الضرورية تأخذ السلعة المناسبة في‮ ‬الوقت المناسب‮ ‬ليس شراء لمجرد الشراء وإنما الشراء هو حاجة‮ ‬أي‮ ‬أن كل إنسان‮ ‬يشتري‮ ‬السلعة لأنه محتاج إلى هذه السلعة‮ ‬ولكن هناك بعض الأسر في‮ ‬المجتمع اليمني‮ ‬بحكم الكرم الذي‮ ‬يتمتع به‮ ‬يقومون بدعوة الجيران والأهل والأقارب‮ ‬هذه العوامل كلها تؤثر على الإنفاق‮ ‬الإنسان لا‮ ‬ينفق لحاجته فقط فهو‮ ‬يمكن‮ ‬يستضيف أي‮ ‬شخص‮ ‬كل هذه العوامل تؤثر بشكل أكبر على إنفاق الأسرة‮ ‬بالإضافة إلى أن ثقافة اليمنيين لا‮ ‬ينفقون على احتياجاتهم فقط‮ ‬ولكن دائما ما تزيد الحاجة ولا تقل‮ ‬بالإضافة إلى الروحانية في‮ ‬رمضان وتأثيرها على ميزانية الأسرة‮.‬

مواءمة ● ‬‬كاقتصادي‮ ‬كيف تحدد الأسرة ميزانيتها بما‮ ‬يتوافق مع طلباتها واحتياجاتها¿ ‮- ‬يفترض أن لدى رب الأسرة دخلاٍ‮ ‬معيناٍ‮ ‬يجب عليه عندما‮ ‬يستلم راتبه القيام بتحديد أولويات الأسرة‮ ‬ويخطط للإنفاق‮ ‬بمعنى أن‮ ‬يعمل على عدم العشوائية في‮ ‬الإنفاق ولا‮ ‬يعمل بقاعدة‮ (‬إصرف ما في‮ ‬الجيب‮ ‬يأتيك ما في‮ ‬الغيب‮).. ‬بمعنى إذا لم‮ ‬يقم بالتخطيط للإنفاق سيضطر بأن‮ ‬يستلف أو‮ ‬يبيع أشياء من حاجاته أو‮ ‬يفتتح أمامه باب الرشوة أو السرقة‮ – ‬والعياذ بالله‮ – ‬لكن إذا تم الإنفاق بنوع من التخطيط وبحسب القدرات الشرائية لكل مستهلك سيؤدي‮ ‬إلى الإنفاق بحسب ميزانيته‮.‬