الرئيسية - اقتصاد - 400 مليار ريال انفاق الأسر اليمنية في رمضان
400 مليار ريال انفاق الأسر اليمنية في رمضان
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

/‬أحمد الطيار‮ ‬ – يمثل الإنفاق الأسري‮ ‬في‮ ‬شهر رمضان المبارك واحدا من أكبر التحديات التي‮ ‬تواجه الأسر اليمنية اقتصاديا كل عام‮ ‬ففي‮ ‬هذا الشهر تتضاعف مستويات الإنفاق الأسري‮ ‬مقارنة بغيره من الشهور‮ ‬الأمر الذي‮ ‬يلقي‮ ‬بظلال من الأعباء على الأسر تحسب له ألف حساب وتظل تعمل للوفاء به طيلة الشهور السابقة واللاحقة له‮. ‬ وعلى الرغم من أن شهر رمضان لهذا العام لايزال متأخرا بمقدار‮ ‬20‮ ‬يوما على الأقل فإن اكثر من‮ ‬3‭.‬3مليون أسرة‮ ‬يمنية‮ ‬ينتابها القلق من ارتفاع‮ ‬تكاليف مصروفاته ومستلزماته الغذائية والكمالية في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬لايبدو في‮ ‬الأفق بوادر تحسن في‮ ‬مستويات الدخل تواكب الوفاء بالحد الأدنى للمتطلبات الرمضانية‮.‬

الإنفاق يقدر إحصائيون وخبراء اقتصاد حجم إنفاق الأسر اليمنية في‮ ‬شهر رمضان المبارك بأكثر من‮ ‬400‮ ‬مليار ريال‮ ‬على اعتبار أن كل أسرة‮ ‬يمنية‮ ‬يمكنها إنفاق‮ ‬120‮ ‬ألف ريال في‮ ‬المتوسط سواء في‮ ‬الريف أو الحضر حيث أن عدد الأسر اليمنية‮ ‬يصل إلى‮ ‬3‭.‬337‮ ‬مليون أسرة حسب إحصاءات الجهاز المركزي‮ ‬للإحصاء وتعداد السكان‮ ‬يصل في‮ ‬تقديرات‮ ‬2013م نحو‮ ‬25‮ ‬مليونا و230‮ ‬ألف نسمة‮ ‬ويرى‮ ‬الخبير الاقتصادي‮ ‬علي‮ ‬فضل طه أن مستوى إنفاق الأسر في‮ ‬شهر رمضان‮ ‬يتضاعف مرة إلى مرتين في‮ ‬هذا الشهر مقارنة ببقية أشهر السنة‮ ‬والتي‮ ‬لاتزيد الإنفاق فيها عن‮ ‬60‮ ‬ألف ريال في‮ ‬المتوسط ويقول هذا الإنفاق‮ ‬يأتي‮ ‬نتيجة استهلاك أنماط عديدة من السلع والمنتجات المرتبطة عادة برمضان كاللحوم بالدرجة الأولى والتمور والمكسرات والحلويات والفاكهة والعصائر الطازجة والمبردة إضافة إلى باقي‮ ‬المستلزمات الضرورية‮ .‬ العادات‮ ‬ يؤكد الخبراء أن ارتفاع مستوى إنفاق الأسر في‮ ‬رمضان‮ ‬يعود بدرجة أساسية لبروز عادات وأنماط استهلاكية‮ ‬غير حميدة فالأسر اليمنية تتسابق على اقتناء مجموعة من السلع الرمضانية بشراهة وتدفع لذلك مبالغ‮ ‬باهظة‮ ‬خصوصاٍ‮ ‬تلك الأسر الميسورة فيما‮ ‬يكافح الفقراء وذوي‮ ‬الدخل المحدود لمجاراتهم وشراء مستلزمات رمضان بمبالغة الأمر الذي‮ ‬يؤدي‮ ‬للقضاء على ميزانيتهم الشهرية خلال‮ ‬يوم واحد ويشير الخبير الاقتصادي‮ ‬نبيل الطيري‮ ‬إلى أن الأسر اليمنية اكتسبت عادات استهلاكية ضارة جعلتها تعتقد أن شهر رمضان‮ ‬يحتاج الكثير من السلع‮ ‬ولهذا تدخل عدة أنواع من الأطعمة والحلويات وغيرها من المأكولات المائدة الرمضانية فقط‮ ‬فيما تغيب بقية الأشهر وهذه السلع هي‮ ‬من تسبب زيادة في‮ ‬مستوى الإنفاق الأسري‮ ‬بهذا الشهر الكريم حساب الفاتورة يحسب الفقراء ومحدودو الدخل لدخول رمضان اقتصاديا من اليوم الأول لشهر شعبان وطوال هذا الشهر‮ ‬يفترض الإعداد والتجهيز لشراء تلك المصروفات حيث تدرك جميع الأسر اليمنية في‮ ‬الريف والحضر أن شهر رمضان الفضيل‮ ‬بحاجة ماسة لمصروفات ومستلزمات‮ ‬غذائية واستهلاكية خاصة بالصيام ومعظمها في‮ ‬الغالب لا تدخل الموائد الأسرية إلا في‮ ‬رمضان‮ ‬وهذه تعتبر من خصائص رمضان جيلا بعد جيل‮ ‬لكن مع قلة الدخل وارتفاع الأسعار لهذه المواد حاليا أصبحت هذه المستلزمات هما‮ ‬يؤرق الأسر وهذا لب المشكلة هذه الأيام بداية من شعبان ويشير الدكتور علي‮ ‬الخلاقي‮ ‬استاذ علم الاجتماع بجامعة عدن أن رمضان‮ ‬يتسم بعادات‮ ‬غذائية معينة في‮ ‬اليمن‮ ‬تحرص الأسر على تحضيرها منذ أجيال وهذا التقليد عادة فرض على الأسر تكليف إضافية على موازنتها لا تقدر على توفيرها وفي‮ ‬حالة محدودي‮ ‬الدخل والفقراء تكون المشكلة أوضح وأعمق‮.‬ الأعباء‮ ‬ تعترف الأسر اليمنية‮ ‬أن تكاليف نفقات شهر رمضان تعتبر تحديا لموازنتها لكنها بطرق الادخار والتكافل الاجتماعي‮ ‬تتغلب عليه‮ ‬وهذا ما جعل مراكز البحوث الاقتصادية تتحرى مسألة الأرقام في‮ ‬عملية الإنفاق ووفقا لنتائج استطلاع للرأي‮ ‬العام أجرى قبل عامين لقياس مستوى إنفاق الأسر اليمنية‮ ‬استعدادا لشهر رمضان كشف الاستطلاع عن تزايد حجم الأعباء المعيشية على الأسر اليمنية مع تصاعد الإنفاق المعيشي‮ ‬خلال شهر رمضان‮. ‬ وأوضح الاستطلاع الذى أجراه مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي‮ ‬وشمل ما‮ ‬يربو على‮ ‬400‮ ‬أسرة‮ ‬أن‮ ‬50‮ ‬٪‮ ‬من الأسر اليمنية‮ ‬يزيد حجم إنفاقها على السلع والخدمات خلال شهر رمضان بصورة دائمة‮ ‬فيما تزيد النفقات لدى الأسر بنسبة‮ ‬35‮ ‬٪‮ ‬أحيانا‮ ‬كما تبين من الاستطلاع أن الأسر اليمنية التي‮ ‬تغطي‮ ‬نفقاتها من السلف تصل إلى‮ ‬28‭.‬5‮ ‬٪‮ ‬بينما تضطر‮ ‬15‮ ‬٪‮ ‬من الأسر اليمنية إلى بيع ممتلكات شخصية لتغطية نفقاتها المتزايدة‮. ‬ كما اتضح أن‮ ‬23‮ ‬٪‮ ‬من الأسر اليمنية تعتمد على إكرامية رمضان‮ ‬وهى المنحة التي‮ ‬تقدمها الدولة أو جهات العمل في‮ ‬القطاع الخاص‮ ‬للموظفين بها والأجور الإضافية‮ ‬وذلك لتغطية زيادة النفقات‮ ‬فيما تعتمد نسبة‮ ‬22‮ ‬٪‮ ‬من الأسر اليمنية على مبالغ‮ ‬مدخرة لديها سابقا‮. ‬ وتوصل إلى أن‮ ‬46‮ ‬٪‮ ‬من الأسر اليمنية لا تخصص أي‮ ‬ميزانية خاصة لشهر رمضان‮ ‬فيما تخصص‮ ‬54‮ ‬٪‮ ‬ميزانية للنفقات الرمضانية و56‮ ‬٪‮ ‬منهم‮ ‬يخصصون مبالغ‮ ‬تقل عن‮ ‬40‮ ‬ألف ريال‮ ‬مقابل‮ ‬44‮ ‬٪‮ ‬ينفقون أكثر من‮ ‬40‮ ‬ألف ريال القيمة الفعلية مستلزمات رمضان التي‮ ‬تحرص الأسر على اقتنائها تكلفها في‮ ‬أقل تقدير وأبسطه بمفهوم الفقراء مبلغا لا تقل عن‮ ‬60‮ ‬ألف ريال وتخصص لشراء البقوليات كالعدس‮ ‬والحمص‮ ‬والفاصوليا‮ ‬والبازاليا وبهارات منوعة كالكمون‮ ‬فلفل‮ ‬هيل‮ ‬زر‮ ‬هرد‮ ‬قرفة والمكسرات كحب العزيز‮ ‬والزبيب‮ ‬ودقيق السنبوسة‮ ‬والبسبوسة‮ ‬وبهارات الأرز‮ ‬فيما تحتاج لكميات لابأس بها من الحليب المسحوق والسمن والزيوت للقلي‮ ‬والطبيخ وصفائح التمر والدقيق ونصف قمح و قطمة سكر وقطمة رز‮ ‬وعلبة عصير‮ ‬مسحوق‮.‬ ورغم أن مبلغ‮ ‬60‮ ‬ألف ريال لن‮ ‬يوفر كميات كبيرة من تلك الأشياء إلا أنها فعلا من الواقع العملي‮ ‬تحتاج ميزانية تعادل راتبي‮ ‬شهرين متتاليين لمحدودي‮ ‬الدخل‮ (‬الموظفين‮) ‬ويقول المدرس فضل الشهاري‮ ‬أنه‮ ‬يشعر بالقلق من قدوم رمضان قبل شهر لأنه‮ ‬يعرف أنه‮ ‬يحتاج مبلغاٍ‮ ‬كبيراٍ‮ ‬لشراء احتياجاته فيما هو موظف محدود الدخل‮ ‬يستلم راتبه ليصرفه سريعا على الاحتياجات اليومية لأسرته فهو لا‮ ‬يتمكن من إدخار أي‮ ‬مبلغ‮ ‬نقدي‮ ‬ليواجه مصروفات رمضان‮.‬

معاناة‮ ‬ من‮ ‬يعيش حياة الفقراء ومحدودي‮ ‬الدخل سيستشعر فعلا معاناتهم وخير دليل على ذلك المواءمة بين دخل هؤلاء الفقراء ومحدودي‮ ‬الدخل وما وصلت إليه مستويات الأسعار في‮ ‬السوق للكثير من السلع ويقول محمد طه‮ (‬موظف بسيط‮ ) ‬أن الأسعار الحالية رغم أنها مستقرة إلا أنها مرتفعة وفقا لمقياس الدخل الذي‮ ‬تحصل عليه الأسرة فعلبة الحليب‮ (‬2‭.‬5‮ ‬كيلوجرام)بـ3900‮ ‬ريال والسمن النصف بـ‮ ‬2800‮ ‬ريال أما البهارات والمكسرات والتمور فأسعارها مرتفعة منذ العام الماضي‮ ‬ولشراء مستلزمات بسيطة تحتاج أكثر من‮ ‬60‮ ‬ألف ريال وهذا مبلغ‮ ‬لايتوفر لأي‮ ‬أحد من الفقراء ومحدودي‮ ‬الدخل لأن احتياجاتهم اليومية لا‮ ‬يمكن توفيرها كاملة فما بالك بمستلزمات تحتاج إلى راتب شهر كامل‮.‬