الرئيسية - اقتصاد - التخفيضات وهم لجذب المستهلك
التخفيضات وهم لجذب المستهلك
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

استطلاع/ أحمد الطيار – دفعت الأسعار المرتفعة للسلع الغذائية والاستهلاكية حسب رأي المواطنين من محدودي الدخل والفقراء في المدن والأرياف اليمنية العديد منهم للتذمر والسخط على الأوضاع المعيشية التي يعيشونها بعد أن وجدوا أن أسعار متطلباتهم الرمضانية تفوق الخيال وتتضاعف عن مستويات دخلهم بعدة مرات ومع ذلك لاتزال آمالهم في حدوث معجزة من التخفيضات تراود أذهانهم متمنين أن يحدث ذلك ولو على سبيل تحقيق الأحلام بعيدة المنال كما في الأساطير. ويبني الفقراء ومحدودو الدخل تشاؤمهم حيال ارتفاعات الأسعار من منطلقين الأول أن أسعار المواد الغذائية هي في الأساس مرتفعة منذ العامين الماضيين اثر الأزمة السياسية التي عصفت بالبلاد وعندما كان سعر صرف الدولار أمام الريال مرتفعا والثاني أن موسم رمضان يجعل التجار يبالغون في ارتفاع الأسعار باعتباره موسما يتزايد الطلب فيه الأمر الذي يجعلهم غير مستعدين لأي تخفيض في الأسعار أو جعلها مستقرة في مكانها على الأقل . حكايات وتطلعات وآراء المواطنين حيال الأسعار للمواد الغذائية والاستهلاكية نرصدها في هذا الاستطلاع فمع التفاصيل:

الدخل كمقياس يقيس المواطنون الأسعار وفقا لمستوى دخلهم فالفقراء ومحدودو الدخل يرون أن أي زيادة سعرية تطرأ على أي من السلع الضرورية لحياتهم تعد قاصمة لظهرهم وتؤثر فيهم سلبا وهذا مايلاحظونه حيال أسعار المتطلبات الرمضانية حاليا كما يقول الحاج عبدالله العيزري من سكان المناطق الشعبية في شمال العاصمة صنعاء حيث يرى أن أسعار المواد الغذائية الرمضانية تتجه صعودا بمستوى اكبر مما هي سابقا ويقول هذا شيء سلبي يؤثر على الفقراء ومحدودي الدخل . الحاج العيزري الذي يتمحور دخله في بيع شتلات زينة للمنازل يضرب لنا مثالا بأسعار الزيوت النباتية والتي تعد ضرورية لكل الأسر لاستعمالها في إعداد الطعام ويقول أن اصغر علبة من الزيت زنة 1.8 لتر صناعة محلية تصل قيمتها إلى 800 ريال فيما كانت سابقا خلال الأعوام الماضية عند 600 ريال وشيء آخر علبة السمن القمرية زنة كيلو جرام قيمتها 500 ريال وهذه كانت بـ350 ريالا. القمح والدقيق من واقع السوق المحلية يؤكد المواطنون أن أسعار القمح والدقيق مستقرة ولم تشهد أي ارتفاعات لكنهم مع ذلك متخوفون من أن ترتفع قبل رمضان باسبوع مثلا حيث أن سعر الكيس حاليا 5200 ريال وللمطحون 5400 ريال فيما الدقيق بـ5600 ريال والنصف منه ب2800 ريال ويعزى المواطنون سبب استقرار أسعار القمح والدقيق لوجود مخزون كبير لدى التجار وأصحاب المحلات كما أن الاستهلاك لهما في رمضان ليس كبيرا لاعتماد الأسر على مأكولات جديدة تساعد في المائدة. الموظف يعد الموظف محدود الدخل والفقير الذي دخله ضعيف من اكثر شرائح المجتمع اليمني انتشارا وهم اكثر المتضررين من ارتفاع الأسعار وقدوم المناسبات التي تحتاج سلعاٍ خاصة كرمضان وتعد المواد الغذائية وتوابعها الرمضانية محك الشعور بالقلق من الدخل ومصروفاته ففي رمضان تحتاج الأسر المحدودة الدخل لمستلزمات كثيرة لا تقتصر على الخبر واللبن كما يقول الحاج المدرس فؤاد العوسجي فالاستهلاك الغذائي والسلعي والشعور بالحاجة للاستهلاك على فئة دون عينها ليس محله في رمضان لكن محدودي الدخل هم الأكثر معاناة ونقصد بهم هنا الموظفين الحكوميين المعتمدين على رواتبهم الشهرية فهم من خلال الأسعار المرتفعة للكثير من السلع يستهلكون رواتبهم خلال بضعة أيام وهذا يجعلهم يعيشون المأساة بقية الشهر. ويحكي الموظف سعيد علي حسن عن نفسه أنه كموظف ينتظر استلام راتبه بفارغ الصبر خلال الأسبوع الجاري ليتم شراء مستلزمات رمضان منه وهو متأكد أن اليوم الأول من رمضان سيكون صعبا عليه لأنه سيواكب يوم 8 في الشهر القادم وعندها لن يكون لديه أي مبلغ مدخر. وبدوره يشير محمد طه مؤذن بجامع في صنعاء إلى أنه ينتظر راتبه لشراء مستلزمات رمضان بفارغ الصبر فيما ينظر للأشياء التي يحتاجها وكأنها صاعقة ستنزل عليه فالأسعار الحالية مرتفعة للكثير من الأشياء وشراء مستلزمات بسيطة تحتاج 50-40 الف ريال وهذا مبلغ لا يتوفر لأي احد من الفقراء ومحدودي الدخل لان احتياجاتهم اليومية لا يمكن توفيرها كاملة فما بالك بمستلزمات تحتاج راتباٍ شهراٍ كاملاٍ. الاستقرار السعري لايؤثر الخوف من ارتفاع الأسعار سوى على الفقراء ومحدودي الدخل فقط فهم الشريحة التي تحسب للأسعار الف حسب ورغم أن العديد من السلع في السوق اليمنية تشهد استقرارا في أسعارها منذ نحو شهور بشهادة الفقراء ومحدودي الدخل انفسهم فإن الهاجس من صعودها يتزايد لديهم يوما بعد آخر وهذا شيء ملموس لمسته من خلال الحديث مع المئات من الناس من محدودي الدخل والفقراء ورغم انهم يؤكدون أن الاستقرار واضح لكنهم في نفس الوقت يشرحون أبعاد الارتفاعات السعرية من وجهة نظر مقارنة بالماضي وهذا ما يمثل لهم قلقاٍ. مقارنة يستسيغ الكثير من اليمنيين الحديث عن الأسعار في الماضي ويشدهم اليه ما كانت فيه الأسعار منخفضة لكن تلك المقارنة ربما لا تجدي لهم نفعا فأساس المشكلة بالنسبة لهم يكمن في قلة الدخل وهي المسألة الفارقة بين من لديه مستوى مرتفع من الدخل ومن هو فقير في دخله فهؤلاء الآخرون هم المعنيون فقط بالحديث عن الأسعار والمستلزمات الرمضانية وصعوبة توفيرها وهنا مشكلة تعبر عن هم اليمنيين الاقتصادي وتستدعي الوقوف بجد لتحسين مستوى الملايين من البشر ليتحقق لهم العيش الأدنى من الكرامة كما يقولون وكمثال على المقارنات مايشرحه فؤاد قاسم ذلك بقوله العدس حاليا الكيلوا بـ250 ريالا وكان بـ180 ريالا والفاصوليا بـ220 ريالا وكان 150 ريالا والبازلاء بـ250 ريالا وكان بـ150 ريالا والسكر بـ200 ريال وكان بـ100 ريال اما الحليب البودرة فهو في المتوسط بـ1200 ريال وكان بـ800 ريال. الاستهلاك لايمكن أنكار جهد اليمنيين لمواجهة ارتفاع الأسعار لكن الطريقة التي يطبقها ابراهيم الريمي باتت أجدى الطرق حسابيا وتكمن في الاقتصار على كمية محدودة ومدروسة من السلع وبالحد الأقل كما يقول وهو بهذا يواجه الارتفاع السعري من جهة وقلة دخله من جهة أخرى لكنه مع ذلك يعترف أن قدرته انهكت جراء الاستمرار في ذلك لأن أفراد الأسرة خصوصا الأطفال يجعلون الاحتياجات الرمضانية لا ترحم . عادات تكشف عادات التسوق لرمضان قبل حلوله مدى الضجر والتعاسة التي تتسبب للفقراء ومحدودي الدخل فهؤلاء يصابون بنكسة نفسية حين لا يتوفر لديهم المال لمواجهة الطلبات ويرون أقرانهم من الناس يقبلون بشراهة على التسوق وشراء مستلزمات رمضان الغذائية والكمالية والحلويات والمشروبات ولهذا يرى الخبير الاجتماعي الداعية حازم العريقي أن على المجتمع الالتزام بعملية التكافل الاجتماعي التي أوصى بها الإسلام وعدم الانجرار لهوى النفس في حب الأشياء وخصوصا تلك التي لا داعي لها وهي من سبيل التكبر والغرور ويحث على مساعدة الفقراء من خلال التصدق بسلع عينية وتوزيعها عليهم وإيصالها للمحتاجين خصوصا تلك السلع التي لايقدرون على شرائها.