الرئيسية - اقتصاد - هدفها حزبي وليس تنموي
هدفها حزبي وليس تنموي
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

لقاء / محمد راجح – تأثيرها قصير المدى والأجدى الاتجاه لتمويل مشروعات مدره للدخل أكد الخبير الاقتصادي الدكتور محمد يحيى الرفيق – رئيس قسم العلوم المالية والإدارية بجامعة ذمار أن أعمال وأنشطة الجمعيات خيرية فردية وليست اجتماعية تنموية . وقال الدكتور الرفيق في لقاء خاص بالثورة « : أن هناك فجوة كبيرة جدا في عمل المنظمات والجمعيات الخيرية حيث يعمل معظمها أعمال بعيدة عن التنمية وتركز على الأعمال الخيرية قصيرة المدى وليس في تمويل المشروعات التنموية المدرة للدخل وأشار إلى أن مشكلتها الحقيقية أنها تعمل في إطار حزبي ضيق وليس في خدمة المجتمع واستهداف الفقراء بدرجة رئيسية ولهذا دورها محدود وليس له أي تأثير واضح . ● هل برأيك تقوم الجمعيات الخيرية بخدمة التنمية ومساعدة المجتمع ¿ – دور الجمعيات مهم جدا ويمكن أن تساهم بشكل أفضل وفاعل في التنمية وخدمة المجتمع ومكافحة الفقر والبطالة طبعا إذا ما عملت بشكل عادل وابتعدت عن الحزبية لكن المشكلة أن هناك من يستغل الجمعيات الخيرية في اليمن لأغراض حزبية فقط ولا يوجد أي هدف تنموي في أدائها . نموذج ● ما الذي يجب عمله لتوظيف أداء وأنشطة هذه الجمعيات للقيام بدورها الحقيقي المناط بها كمنظمات تنموية تقدم خدمات إيجابية يستفيد منها الفقراء¿ – الجمعيات الخيرية تعتبر من أفضل وأهم الأدوات التنموية التي يمكن استغلالها والاستفادة المثلى منها في البطالة ومكافحة الفقر لأنها على احتكاك مستمر وصلة وثيقة بالمجتمع في هذا الجانب يجب أن نستلهم ما قام به محمد يونس في بنجلادش عندما قام بإنشاء مؤسسة «أمل» للتمويل الأصغر واستطاع أن يحقق معدل نمو عال جدا وانعكس ذلك على إحداث نهضة اقتصادية كبيرة في بلاده الأمر الذي جعل المؤسسات الدولية تهتم بتجربته كنموذج فريد من نوعه في مكافحة الفقر والبطالة والنهوض الاقتصادي وأيضاٍ الاهتمام بالنمو والإدارة التي حققتها هذه الجمعية وما تقدمه من قروض وتمويلات للمجتمع هذا هو الدور الحقيقي للجمعيات الخيرية والتنموية . ويمكن أن يمثل هذا الأمر نموذج فريد ونوعي ينبغي على الجمعيات الخيرية في بلادنا ان تحذو حذوه ويكون دورها بطريقة تستهدف الفقراء بشكل مباشر بخدمات نوعية متطورة واعتقد انها ممكن تحقق ذلك إذا كان هدفها الرئيسي تنموياٍ وليس حزبياٍ . إطار ضيق ● كيف تقيم أداء الجمعيات الخيرية في ظل الظروف والأوضاع التي تعيشها اليمن ¿ – مع الأسف هناك توجهات خاطئة للجمعيات العاملة في اليمن التي تعمل في ظل حزبية ضيقة ولهذا لن تقوم بأي دور خدمي ومؤثر في المجتمع إلا إذا تخلصت من العباءة الحزبية واتجهت للعمل وفقاٍ لأسس تنموية صحيحة وأن تشمل أهدافها وخدماتها كل أفراد المجتمع هناك بعض الجمعيات تعمل بشكل صحيح وواسع وخدمي ولأغراض تنموية والبعض يعمل في إطار حزبي .نحن في بلد يعاني من مشاكل عديدة أهمها وأكثرها مشاكل اقتصادية مثل الفقر والبطالة وانخفاض متوسط دخل الفرد الأمر الذي يجعل بعض الجمعيات تستغل هذه الوضعية وهذه المشاكل لاستقطاب وجذب الأفراد والناس في المجتمع إلى الأحزاب التي تنتمي لها . ولهذا تجد اغلب المنظمات والجمعيات الخيرية لم تقم بدورها الحقيقي في التنمية بسبب نهجها وتوجهاتها الحزبية والبعض منها أيضا تقوم باستغلال الدعم الدولي الذي تحصل عليه بغرض أنها تعمل لأهداف تنموية لكنها لا تقوم بهذه الأدوار التي تحصل مقابلها على دعم دولي كبير لكن هناك جمعيات بأعداد قليلة من تقوم بأداء تنموي هام وفاعل . مساعدة الدولة ● كيف يمكن استفادة الدولة من هذه الجمعيات كأداة مؤثرة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية ¿ – هناك فجوة كبيرة جداٍ في عمل المنظمات حيث يعمل معظمها أعمال بعيده عن التنمية يركزون على الأعمال الخيرية وليس في تمويل المشروعات التنموية المدرة للدخل أي أن أعمالها وأنشطتها خيريه فرديه وليست اجتماعية تنموية المفترض أن يكون أساس أنشطتها مساعدة الدولة في التنمية ومكافحة الفقر والبطالة من خلال ابتكار وتطوير آليات وطرق حديثة لإيصال المساعدات للفقراء والمحتاجين بصورة أفضل وأكثر نفعا وفائدة وتمويل مشروعات صغيرة لخلق مجتمع منتج وليس مستهلكاٍ للصدقات والمساعدات والأعمال الخيرية . المشكلة أن أغلب الجمعيات الخيرية والمنظمات والبنوك تجدهم يقدمون قروضاٍ قصيرة الأجل وهذه بالطبع مشكلة حقيقية هذا نهج ربحي سريع ولا يحقق المستفيد منه أي فوائد بهذه الطريقة ولهذا تجد أن هناك اختلالاٍ كبيراٍ في أداء وأنشطة هذه الجمعيات والمؤسسات التي كما قلنا ممكن أنها تساعد الدولة إذا كانت هناك بيئة عمل ملائمة وتشريعات وقوانين تعيد هيكلة أدائها في تقديم المساعدات بشكل آخر وطريقة حديثة تستهدف الفقراء .