الرئيسية - اقتصاد - أنشطة إغاثية قصيرة المدى !!
أنشطة إغاثية قصيرة المدى !!
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

استطلاع‮ / احمد الطيار – لا‮ ‬يعتقد‮ ‬غالبية المواطنين اليمنيين أن الكثير من الجمعيات الخيرية المنتشرة في‮ ‬كافة مديريات اليمن ذات منفعة اقتصادية وتنموية للمجتمع‮ ‬في‮ ‬المدى الطويل فمن خلال تجربتهم معها‮ ‬يؤكدون أنها لم تحرز أي‮ ‬تقدم‮ ‬يذكر‮ ‬في‮ ‬التخفيف من الفقر وإغاثة المتضررين الحقيقيين من أعمال التخريب والكوارث والنزاعات بل على العكس تماما تتقوقع تلك الجمعيات في‮ ‬مهام إنسانية محدودة ذات صبغة موسمية ترتكز في‮ ‬رمضان والأعياد فقط فيما تسخر باقي‮ ‬أوقاتها للحصول على التمويلات وتستميت في‮ ‬البحث عنها والإعلان لها كلما سنحت لها الفرصة‮ ‬وهنا مربط الفرس‮.‬ تشتهر الجمعيات الخيرية بأسمائها ولافتات عناوينها في‮ ‬العديد في‮ ‬الحارات والمديريات بأمانة العاصمة لكنها كما‮ ‬يقول الحاج حسن الوظاف قيم جامع بمديرية شعوب‮ ‬غير ملموسة المنافع على المدى الطويل حيث لايظهر لها نشاط سوى في‮ ‬رمضان وهو نشاط مزدوج فمن ناحية‮ ‬يهتمون بدعوة الناس للتبرع لهم ومن ناحية أخرى‮ ‬يبدأون‮ ‬في‮ ‬صرف المعونات السنوية على شكل وجبات كل‮ ‬يوم بيومه‮. ‬ وفي‮ ‬منطقة مذبح هناك جمعيات خيرية متعددة‮ ‬الأهداف والاتجاهات تنشط باهتمام في‮ ‬مواسم معينة جلها في‮ ‬رمضان والعيد لكن اللافت للنظر كما‮ ‬يقول صالح المطري‮ ‬هو تهافتها في‮ ‬المسجد على حشد التبرعات من الناس لإقامة وجبة رمضان لأبناء الحارة الفقراء كما‮ ‬يقولون‮.‬ دور محدود يعترف خبراء اجتماع أن دور الجمعيات الخيرية بشكل عام في‮ ‬اليمن محدود للغاية انطلاقا من أن عملها في‮ ‬الأساس لايتعدى المواسم الهامة كرمضان‮ ‬والأعياد ويقولون إنها تهتم بشكل كبير بقضايا اليتيم و إفطار رمضان والسلال الغذائية فيه وكسوة العيد وبدأ العام الدراسي‮ ‬رغم عملها الدؤوب للحصول على تبرعات ضخمة من الداخل والخارج‮ ‬ويرى الدكتور‮ ‬يحيى الوشلي‮ ‬الباحث في‮ ‬التنمية المجتمعية أن عدد الجمعيات الخيرية اليمنية‮ ‬يصل للألاف فيما‮ ‬يقتصر عملها على أنشطة تنموية عاجلة وقصيرة المدى من خلال توزيع مواد عينية ونقدية في‮ ‬بعض الأحيان على المحتاجين وتظل تدور حول هذا النشاط عاما بعد آخر‮.‬ العمل الحقيقي تغيب مسائل العمل التنموي‮ ‬بمعناه الحقيقي‮ ‬عن فكر وخطط الكثير من الجمعيات الخيرية اليمنية ولهذا تجد أن مشاريعها تتجه دائما لمحاولة سد نقص‮ ‬غذائي‮ ‬أو مالي‮ ‬أو عيني‮ ‬لدى الفقراء والمحتاجين المسجلين لديها وهي‮ ‬عملية آنية لاتثمر في‮ ‬التنمية وتعد عملا قصير المدى ويعاب على الجمعيات الخيرية اليمنية حسب ما‮ ‬يشير الدكتور فهد المراني‮ ‬أستاذ التاريخ الحديث بجامعة العلوم والتكنولوجيا إلى أن‮ ‬غياب التخطيط الاستراتيجي‮ ‬للجمعيات والذي‮ ‬يرتكز على مساندة أبناء المجتمع في‮ ‬الحصول على مهارات ومعارف‮ ‬يسهم في‮ ‬تحويل الفقراء والمحتاجين إلى قوة عاملة منتجة وهذا العمل هو لب العمل التنموي‮ ‬طويل المدى وسيسهم في‮ ‬تحويل القوة البشرية إلى أدوات إنتاج اقتصادي‮ ‬تفيد أصحابها من جهة ومن جهة أخرى تقوى الاقتصاد الوطني‮ ‬من خلال المشاريع الصغيرة المنتجة‮.‬ سند‮ ‬ ليس لليمن تجربة كبيرة في‮ ‬إنشاء وعمل الجمعيات الخيرية وأنشطتها فبعد الوحدة اليمنية في‮ ‬العام‮ ‬1990م بدأت تلك الجمعيات في‮ ‬الظهور كجزء من التحول الجديد في‮ ‬اليمن ولتفعيل دور المجتمع في‮ ‬التنمية ولهذا نشأت العديد من الجمعيات تحت مسميات عدة وتم إصدار القانون رقم‮ ‬1‮ ‬لسنة‮ ‬2001م والذي‮ ‬حدد التعامل مع الجمعيات الخيرية على اعتبار أنها سند اجتماعي‮ ‬لتحسين واقع الفقراء وإشباع احتياجاتهم وحل مشكلاتهم والدفاع عن مصالحهم والتعبير عن آرائهم‮ ‬وتسعى لتحقيق أهداف وغايات معينة كدعم جْهود الدولة في‮ ‬تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة وخلق أنشطة اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية فعالة في‮ ‬المجتمع‮ ‬وتعليم وتدريب الأفراد على المْمارسات الديمقراطية‮.‬ الغذاء‮ ‬ يقوم عمل الجمعيات الخيرية في‮ ‬اليمن في‮ ‬المرتبة الأولى على منح مواد‮ ‬غذائية للمسجلين لديها من المحتاجين وتبرز هذه العملية في‮ ‬شهر رمضان بالذات ويتم توزيع مئات الآلاف من أكياس القمح والدقيق والأرز والسكر بالإضافة إلى الزيوت والسمون وبعض المستلزمات الرمضانية كالتمر والحلويات وبحسب المحلل الاقتصادي‮ ‬بشير القدسي‮ ‬يستفيد السوق كثيرا من هذه المنح نتيجة لضخ أموال كبيرة فيه لشرائها لكنها أيضا تسهم في‮ ‬ركود لعدة أشهر لاحقة‮ ‬ويضيف‮ ‬يتم ضخ مواد‮ ‬غذائية عبر الجمعيات الخيرية‮ ‬في‮ ‬شهر رمضان بما‮ ‬يتراوح من‮ ‬10‮-‬20‮ ‬مليار ريال وهي‮ ‬مواد عينية تضخها الجمعيات الخيرية وأصحاب الخير للفقراء والمحتاجين‮ . ‬ الفقر والبطالة‮ ‬ بالنظر لعمل الجمعيات الخيرية في‮ ‬المجالات‮ ‬غير الغذائية والعينية‮ ‬يتضح قصور كبير في‮ ‬أنشطتها فهي‮ ‬لم تحقق‮ ‬نتائج بارزة في‮ ‬حل مشاكل متفاقمة في‮ ‬الشعب اليمني‮ ‬كالفقر والبطالة لدى الأسر اليمنية والشباب والتي‮ ‬باتت تصل إلى مستوى‮ ‬يفوق‮ ‬40٪‮ ‬كما‮ ‬يقول الدكتور محمد علي‮ ‬النعامي‮ ‬استاذ الاجتماع في‮ ‬الجامعة اليمنية الحديثة‮ ‬مضيفا الدور الفاعل للجمعيات الخيرية لمعالجة قضايا الفقر والبطالة لم تتبلور بشكل فاعل على أرض الواقع في‮ ‬اليمن لأن هذه الجمعيات تنشط‮ ‬في‮ ‬العاصمة صنعاء وعواصم المحافظات والمدن الرئيسية فقط وتتكرر خدماتها لنفس الفئات الاجتماعية وهي‮ ‬خدمات العون الغذائي‮ ‬والعيني‮ ‬وأحياناٍ‮ ‬الصحي‮ ‬مضيفا‮ ‬من المحزن أن الخدمات لا تمتد إلى الريف حيث‮ ‬يتواجد‮ ‬غالبية الفقراء من الأسر المحتاجة والشباب من الجنسين‮ ‬وهذا أمر‮ ‬يثبت قصور الجمعيات الخيرية‮.‬