اليمن يترأس الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين الارياني: مليشيات الحوثي تواصل احتجاز المئات على خلفية نيتهم الاحتفال بذكرى ثورة سبتمبر الوزير الزنداني يصل العاصمة الإيطالية للمشاركة في منتدى حوارات روما المتوسطية "صحة مأرب" يوزع 53 ألف ناموسية مشبعة بالمبيد في مديريات الوادي وحريب ورغوان توقيع اتفاقية تنفيذ المرحلة الـ3 من مشروع العودة الى المدراس باليمن وكيل مأرب يشيد بالانجازات التي حققتها جامعة اقليم سبأ خلال سنوات محدودة الزُبيدي يناقش مع رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي وسفيري وهولندا وألمانيا عدد من القضايا المهمة تدريب 30 ناشطاً في سيئون حول رصد وتوثيق إنتهاكات حقوق الإنسان وزير الصحة يؤكد أهمية تطوير برنامج مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات محافظ الحديدة يدشن حملة طارئة للتغذية والتحصين تستهدف 45 ألف طفل
استطلاع / احمد الطيار – لا يعتقد غالبية المواطنين اليمنيين أن الكثير من الجمعيات الخيرية المنتشرة في كافة مديريات اليمن ذات منفعة اقتصادية وتنموية للمجتمع في المدى الطويل فمن خلال تجربتهم معها يؤكدون أنها لم تحرز أي تقدم يذكر في التخفيف من الفقر وإغاثة المتضررين الحقيقيين من أعمال التخريب والكوارث والنزاعات بل على العكس تماما تتقوقع تلك الجمعيات في مهام إنسانية محدودة ذات صبغة موسمية ترتكز في رمضان والأعياد فقط فيما تسخر باقي أوقاتها للحصول على التمويلات وتستميت في البحث عنها والإعلان لها كلما سنحت لها الفرصة وهنا مربط الفرس. تشتهر الجمعيات الخيرية بأسمائها ولافتات عناوينها في العديد في الحارات والمديريات بأمانة العاصمة لكنها كما يقول الحاج حسن الوظاف قيم جامع بمديرية شعوب غير ملموسة المنافع على المدى الطويل حيث لايظهر لها نشاط سوى في رمضان وهو نشاط مزدوج فمن ناحية يهتمون بدعوة الناس للتبرع لهم ومن ناحية أخرى يبدأون في صرف المعونات السنوية على شكل وجبات كل يوم بيومه. وفي منطقة مذبح هناك جمعيات خيرية متعددة الأهداف والاتجاهات تنشط باهتمام في مواسم معينة جلها في رمضان والعيد لكن اللافت للنظر كما يقول صالح المطري هو تهافتها في المسجد على حشد التبرعات من الناس لإقامة وجبة رمضان لأبناء الحارة الفقراء كما يقولون. دور محدود يعترف خبراء اجتماع أن دور الجمعيات الخيرية بشكل عام في اليمن محدود للغاية انطلاقا من أن عملها في الأساس لايتعدى المواسم الهامة كرمضان والأعياد ويقولون إنها تهتم بشكل كبير بقضايا اليتيم و إفطار رمضان والسلال الغذائية فيه وكسوة العيد وبدأ العام الدراسي رغم عملها الدؤوب للحصول على تبرعات ضخمة من الداخل والخارج ويرى الدكتور يحيى الوشلي الباحث في التنمية المجتمعية أن عدد الجمعيات الخيرية اليمنية يصل للألاف فيما يقتصر عملها على أنشطة تنموية عاجلة وقصيرة المدى من خلال توزيع مواد عينية ونقدية في بعض الأحيان على المحتاجين وتظل تدور حول هذا النشاط عاما بعد آخر. العمل الحقيقي تغيب مسائل العمل التنموي بمعناه الحقيقي عن فكر وخطط الكثير من الجمعيات الخيرية اليمنية ولهذا تجد أن مشاريعها تتجه دائما لمحاولة سد نقص غذائي أو مالي أو عيني لدى الفقراء والمحتاجين المسجلين لديها وهي عملية آنية لاتثمر في التنمية وتعد عملا قصير المدى ويعاب على الجمعيات الخيرية اليمنية حسب ما يشير الدكتور فهد المراني أستاذ التاريخ الحديث بجامعة العلوم والتكنولوجيا إلى أن غياب التخطيط الاستراتيجي للجمعيات والذي يرتكز على مساندة أبناء المجتمع في الحصول على مهارات ومعارف يسهم في تحويل الفقراء والمحتاجين إلى قوة عاملة منتجة وهذا العمل هو لب العمل التنموي طويل المدى وسيسهم في تحويل القوة البشرية إلى أدوات إنتاج اقتصادي تفيد أصحابها من جهة ومن جهة أخرى تقوى الاقتصاد الوطني من خلال المشاريع الصغيرة المنتجة. سند ليس لليمن تجربة كبيرة في إنشاء وعمل الجمعيات الخيرية وأنشطتها فبعد الوحدة اليمنية في العام 1990م بدأت تلك الجمعيات في الظهور كجزء من التحول الجديد في اليمن ولتفعيل دور المجتمع في التنمية ولهذا نشأت العديد من الجمعيات تحت مسميات عدة وتم إصدار القانون رقم 1 لسنة 2001م والذي حدد التعامل مع الجمعيات الخيرية على اعتبار أنها سند اجتماعي لتحسين واقع الفقراء وإشباع احتياجاتهم وحل مشكلاتهم والدفاع عن مصالحهم والتعبير عن آرائهم وتسعى لتحقيق أهداف وغايات معينة كدعم جْهود الدولة في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة وخلق أنشطة اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية فعالة في المجتمع وتعليم وتدريب الأفراد على المْمارسات الديمقراطية. الغذاء يقوم عمل الجمعيات الخيرية في اليمن في المرتبة الأولى على منح مواد غذائية للمسجلين لديها من المحتاجين وتبرز هذه العملية في شهر رمضان بالذات ويتم توزيع مئات الآلاف من أكياس القمح والدقيق والأرز والسكر بالإضافة إلى الزيوت والسمون وبعض المستلزمات الرمضانية كالتمر والحلويات وبحسب المحلل الاقتصادي بشير القدسي يستفيد السوق كثيرا من هذه المنح نتيجة لضخ أموال كبيرة فيه لشرائها لكنها أيضا تسهم في ركود لعدة أشهر لاحقة ويضيف يتم ضخ مواد غذائية عبر الجمعيات الخيرية في شهر رمضان بما يتراوح من 10-20 مليار ريال وهي مواد عينية تضخها الجمعيات الخيرية وأصحاب الخير للفقراء والمحتاجين . الفقر والبطالة بالنظر لعمل الجمعيات الخيرية في المجالات غير الغذائية والعينية يتضح قصور كبير في أنشطتها فهي لم تحقق نتائج بارزة في حل مشاكل متفاقمة في الشعب اليمني كالفقر والبطالة لدى الأسر اليمنية والشباب والتي باتت تصل إلى مستوى يفوق 40٪ كما يقول الدكتور محمد علي النعامي استاذ الاجتماع في الجامعة اليمنية الحديثة مضيفا الدور الفاعل للجمعيات الخيرية لمعالجة قضايا الفقر والبطالة لم تتبلور بشكل فاعل على أرض الواقع في اليمن لأن هذه الجمعيات تنشط في العاصمة صنعاء وعواصم المحافظات والمدن الرئيسية فقط وتتكرر خدماتها لنفس الفئات الاجتماعية وهي خدمات العون الغذائي والعيني وأحياناٍ الصحي مضيفا من المحزن أن الخدمات لا تمتد إلى الريف حيث يتواجد غالبية الفقراء من الأسر المحتاجة والشباب من الجنسين وهذا أمر يثبت قصور الجمعيات الخيرية.