تقرير/ أحمد الطيار – رحب رجال الأعمال اليمنيون بتراجع أسعار الغذاء عالميا في السوق الدولية متمنين أن تنعكس إيجابا على أسعار التجزئة في اليمن فورا وتحقق تحسنا في دخل الفقراء وتخفف من معاناتهم في الحصول على الغذاء بالأسعار المناسبة. وكانت منظمة الأغذية والزراعة الفاو قد أكدت في بيانها الشهري للأسعار الغذاء ان هناك تفاؤلا بحصول هبوط في أسعار الحبوب والألبان والسكر واللحوم في الأشهر القادمة مدعومة بزيادة الإنتاج في الدول الرئيسية وتحسن الطقس والتدفقات الكثيفة. وقال نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالأمانة محمد محمد صلاح: إن تراجع الأسعار العالمية للغذاء مهم جدا لليمن حيث تعد من اكبر الدول التي تعتمد على غذائها من الخارج وهذا سيخفف من تكلفة فاتورة الواردات ويحسن الأسعار أمام المستهلكين وبالذات الفقراء الذين ينفقون 90 % من دخلهم على الغذاء . مؤكدا ان الأسعار ستنعكس على المستهلك اليمني قريبا طالما وعوامل الاستقرار الاقتصادي والأمني متوفرة وهو مايؤمل من الحكومة الإسراع في توفيره كاملا . وكانت منظمة الأغذية والزراعة الفاو قد أعلنت امس الأول أن متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الغذاء بلغ 9.255 نقطة في يوليو 2013م بانخفاض بلغ 4 نقاط 2% عن مستوياته المعدِلة في يونيو و7 نقاط (3.3 %) عن مستوياته في يوليو 2012م. وأرجعت المنظمة هبوط المؤشر في يوليو للشهر الثالث على التوالي في جانب كبير منه إلى انخفاض الأسعار الدولية للحبوب والصويا وزيت النخيل في الوقت الذي تراجعت فيه أيضاٍ عروض أسعار السكر واللحوم ومنتجات الألبان عن مستوياتها في الشهر الأخير. وتنفق اليمن على الواردات الغذائية اكثر من الف مليار ريال سنويا وتحتل الحبوب المركز الأول حيث تستأثر بنسبة 50% من قيمة الواردات الغذائية فيما يليها السكر والزيوت النباتية والأرز واللحوم والدواجن المجمدة . ويعتبر القمح على قائمة الحبوب التي يستهلكها الإنسان اليمني وتصل سنويا إلى مايزيد عن 5 ملايين طن ويوفر الإنتاج المحلي منه نحو 10% فقط وتقول الإحصاءات الرسمية أن اليمن استورد من القمح في 2012م ما قيمتها 284 مليار ريال فيما بلغت واردات الذرة 20 مليارا والبقوليات 30 مليارا وهناك محضرات من الحبوب والذرة بقيمة 5مليارات ريال . وقالت المنظمة في بيان عبر موقعها على الإنترنت: إن متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الحبوب 227.7 نقطة في يوليوبانخفاض بلغ 8.8 نقطة (3.7 %) عن مستوياته في يونيو وبتراجع بلغ 33 نقطة (13 % تقريباٍ) عن مستوياته في يوليو من السنة السابقة. ويعبر هذا الهبوط الحاد في معظمه عن انخفاض أسعار الذرة حيث دفعت ظروف الطقس المواتية إلى توقع زيادة كبيرة في الإنتاج في عدد من البلدان الرئيسية المنتجة للذرة. وانخفضت أيضاٍ أسعار القمح وإن ظل الهبوط محدوداٍ بسبب قوة وتيرة الزيادة في الصادرات. وتباينت التغيرات في أسعار الأرز بتباين المنشأ حيث قوبل الهبوط في أسعار الأرز التايلندي بزيادة في عروض أسعار أرز فييت نام. وحسب بيانات أولية تنفرد الثورة بتحليلها استوردت بلادنا اكثر من 4 ملايين طن من القمح القاسي ودقيقه وتصدر القمح المستورد من أستراليا المرتبة الأولى في واردات اليمن من هذه السلعة وتم استيراد قمح من أستراليا بوزن مليون و179 الف طن بقيمة 87 مليارا و178 مليون ريال يليها الولايات المتحدة وصدرت لليمن 789 الف طن بقيمة 56 مليارا و681 مليون ريال ثم روسيا وصدرت لليمن 575 الف طن بقيمة 36 مليارا و687 مليون ريال . كما استوردت اليمن قمحا من هولندا بواقع 343 الف طن بقيمة 23 مليارا و228 مليون ريال ثم من سنغافورة بقيمة 22 مليارا و366 مليون ريال ثم من فرنسا بقيمة 13 مليارا و490 مليون ريال ثم من الإمارات بقيمة 13مليار ريال ثم من الهند بقيمة 8.273 مليار ريال ثم من كازاخستان بقيمة 7.216 مليار ريال .ثم من المانيا 97 الف طن بقيمة 6 مليارات و70 مليون ريال واكرانيا 45 الف طن بقيمة 3 مليارات و490 مليون ريال ثم من مختلف الدول الأوربية بقيمة 4.435 مليار ريال. وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الزيوت/الدهون 191 نقطة في يوليو منخفضاٍ 7 نقاط (أي 3.3 %) عن مستوياته في يونيو ومسجلاٍ أدنى مستوياته على امتداد ثلاث سنوات. ويعبر هذا الهبوط أساساٍ عن انخفاض عروض أسعار الصويا وزيت النخيل. وتراجعت أسعار زيت الصويا في ظل وفرة الكميات المتاحة للتصدير خاصة في الأرجنتين واقتران ذلك بتراجع الطلب (بما في ذلك ضِعف الطلب من قطاع الديزل الحيوي) فضلاٍ عن تحسن توقعات محصول فول الصويا في الولايات المتحدة. وتراجعت أسعار زيت النخيل أساساٍ بسبب وفرة الإنتاج والانخفاض غير المتوقع في الطلب على الواردات وبالأخص في الصين. ويعبر أيضاٍ هبوط أسعار بذور اللفت وبذور عباد الشمس عن تحسن توقعات المحاصيل للموسم 2013/2014م. بلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار منتجات الألبان 236.3 نقطة في يوليو مسجلاٍ بذلك انخفاضاٍ بلغ 2.6 نقطة (1.1 %). وبينما تراجعت الأسعار إجمالاٍ فقد ظل الانخفاض أقل مما في الشهرين السابقين بسبب نقص الكميات المتاحة في أوقيانوسيا وركود إنتاج الألبان بين البلدان المصدرة الأخرى خاصة أوروبا وأمريكا الجنوبية والولايات المتحدة. وتحسِنت أسعار مسحوق الحليب بسبب نقص المعروض من الإمدادات غير أن هذه الزيادة قوبلت بانخفاض في أسعار الجْبن بسبب تراجع الطلب على الواردات. كما بلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار اللحوم 173.3 نقطة في يوليو دون تغيير يْذكر عن مستوياته المعدِلة في يونيو . وسجلت أسعار لحوم الدواجن انخفاضاٍ أقل بينما ارتفعت أسعار لحوم الأبقار ولحوم الأغنام. وتلْوح عموماٍ بوادر تراجع الأسعار الدولية للحوم بسبب انخفاض الطلب على الواردات خاصة من البلدان الآسيوية وهو ما يعبر عن نمو الإنتاج وكذلك في بعض الحالات تراكم أرصدة اللحوم المنتجة محلياٍ. كما بلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار السكر 239 نقطة في يوليو بانخفاض بلغ 3.6 نقطة (1.5%) عن مستوياته في يونيو . وهبطت أسعار السكر للشهر الرابع على التوالي في يوليو على خلفية توقع فوائض كبيرة في الإنتاج في المناطق المنتجة الرئيسية خاصة في البرازيل التي تعد أكبر منتج ومصدر للسكر في العالم. وشجِع أيضاٍ هبوط أسعار الإيثانول في البرازيل على تحويل كميات أكبر من قصب السكر إلى سكر بدلاٍ من الإيثانول وهو ما شكل ضغوطاٍ إضافية دفعت أسعار السكر الدولية إلى الهبوط.