الرئيسية - اقتصاد - الهجرة بحثا◌ٍ عن العيش الكريم
الهجرة بحثا◌ٍ عن العيش الكريم
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

واقعنا اليوم‮ ‬يفرض علينا إجراء مراجعة واقعية وتقييم صحيح لوضع اليمن خاصة في‮ ‬الجانب الاقتصادي‮ ‬فهجرة المستثمرين والأموال أمر مألوف ونتيجة منطقية لوضع بلد‮ ‬غير مستقر أمنيا وسياسيا لكن هجرة عقولها البشرية وهي‮ ‬بأمس الحاجة لها وبصورة تنذر بكارثة فهي‮ ‬الطامة الكبرى‮ ‬‭,‬فاليمن بلاد لا زالت تصنف‮ ‬ضمن الدول الأقل نموا وليس النامية وتطورها مرهون بوجود كادر بشري‮ ‬مؤهل ومواكب لما‮ ‬يجري‮ ‬في‮ ‬العالم فكيف‮ ‬يمكن تحقيق هذا التقدم وأبناؤها ممن‮ ‬يعول عليهم في‮ ‬بناء الغد الأفضل تركوها بحثا عن العيش الكريم‮.. ‬قضية نحاول في‮ ‬الثورة الاقتصادي‮ ‬أن ندق ناقوس الخطر لعلنا نجد من‮ ‬يهتم بما نطرح من قضايا خدمة لهذا الوطن‮.‬

اليمن إلى‮ ‬يومنا هذا مازالت تستقدم الكوادر الأجنبية للعمل في‮ ‬بعض التخصصات وخاصة العلمية منها وهذا مؤشر‮ ‬يؤكد أن بلادنا لازالت تحتاج الكثير من الكوادر المؤهلة ولم تصل إلى مستوى الاكتفاء من الكوادر حتى نترك عقولنا البشرية تهاجر دون أن نحرك ساكنا وزيارة المستشفيات أو الجامعات الحكومية المليئة بالكوادر الأجنبية مؤشر‮ ‬يجيب على ما نطرحه‮..‬¿ وبحسب الخبير الاقتصادي‮ ‬الدكتور سليم بن مخاشن فإن هناك عدداٍ‮ ‬من‮ ‬العوامل الطاردة والمحفزة للهجرة وعلى رأس هذه العوامل معدل النمو السكاني‮ ‬وما‮ ‬يسببه من بطالة وأزمة عمل حتى بالنسبة للكفاءات العلمية وضعف النمو الاقتصادي‮ ‬وانخفاض الدخل القومي‮ ‬فجوة الرفاه وفجوة الأمان وارتفاع معدلات الفقر والبيئة الاقتصادية الطاردة للاستثمار وكذا‮ ‬غياب البحث العلمي‮ ‬ومؤسساته وعدم توفر آفاق للإبداع والتطوير‮.‬ ويضيف أن اليمن تعاني‮ ‬من تدنُ‮ ‬كبير في‮ ‬مستوى الدخل الأمر الذي‮ ‬يفضي‮ ‬إلى عدم وجود إمكانيات لدى المواطن تجعله قادراٍ‮ ‬على سد احتياجاته الأساسية‮ ‬لا سيما إذا نظرنا إلى الطبقة المتعلمة التي‮ ‬تتميز بالخبرة والدقة في‮ ‬العمل‮ ‬وتطمح إلى أن تعيش بمستوى لائق لتطوير ذاتها‮ ‬غير أن هذه الكفاءات‮ ‬غالباٍ‮ ‬ما تجد نفسها عاجزة عن القيام بهذا مما‮ ‬يدفعها للتفكير جدياٍ‮ ‬بالهجرة إلى بلدان تعيش في‮ ‬مستوى أعلى من الرفاهية‮ ‬وتقدر الكفاءات المميزة من خلال توفير الجو المستقر والملائم لها‮ ‬يضاف إلى ذلك وجود عوامل طرد أخرى‮ ‬من أبرزها جمود المؤسسات العلمية والبحثية المحلية‮ ‬القادرة على استيعاب واحتواء مثل هذه الطاقات‮ ‬وفشلها في‮ ‬توفير الجو‮ ‬العلمي‮ ‬الملائم لها‮ ‬والاستفادة من قدراتها العلمية والعملية والبحثية‮ . ‬فحينما تقوم الدول الغنية بتوفير الظروف الملائمة للكفاءات العلمية تشكل بذلك عوامل جذب لها لتحقيق عدة مكاسب‮.‬ عوامل طاردة البحث عن العيش الكريم وتحسين مستوى الدخل عمل رئيسي‮ ‬لهجرة العقول من اليمن كما‮ ‬يراها الدكتور علي‮ ‬البريهي‮ ‬ويضيف أن ضعف المردود المادي‮ ‬لأصحاب الكفاءات العلمية‮ ‬وانخفاض مستوى الدخل‮ ‬لديهم وعدم توفير الظروف المادية والاجتماعية التي‮ ‬تؤمن المستوى المناسب لهم للعيش الكريم في‮ ‬اليمن من الأسباب الرئيسية لهجرة الكفاءات المحلية وأيضا عدم الاستقرار السياسي‮ ‬أو الاجتماعي‮ ‬وتهميش الباحث والتي‮ ‬تؤدي‮ ‬في‮ ‬بعض الأحيان إلى شعور بعض أصحاب الخبرات بالغربة في‮ ‬أوطانهم‮ ‬أو تضطرهم إلى الهجرة سعياٍ‮ ‬وراء ظروف أكثر استقراراٍ‮ ‬وكذا سفر أعداد من الطلاب إلى الخارج‮ ‬إما لأنهم موهوبون تمكنوا من الحصول على منح دراسية أو لأنهم من عائلات‮ ‬غنية‮ ‬وبالنتيجة‮ ‬يندفعون إلى التواؤم مع أسلوب الحياة في‮ ‬المجتمع الخارجي‮ ‬وطرقها حتى‮ ‬يستقروا في‮ ‬الدول التي‮ ‬درسوا فيها‮ ‬إذ إن فرصة سفرهم وفرت لهؤلاء الطلاب الاطلاع على تجارب المجتمعات الأخرى والتأثر بما هو موجود فيها من وسائل العيش‮ ‬إضافة إلى توفر الجو العلمي‮ ‬المناسب بالمقارنة بين الحالة الموجودة في‮ ‬بلدهم وبين ما هو موجود في‮ ‬الدول المتقدمة‮.‬ ويؤكد البريهي‮ ‬أن هناك صعوبة أو انعدام القدرة على استيعاب أصحاب الكفاءات الذين‮ ‬يجدون أنفسهم إما عاطلين عن العمل أو لا‮ ‬يجدون عملاٍ‮ ‬يناسب اختصاصاتهم العلمية ولنا في‮ ‬خريجي‮ ‬النفط والطيران المدني‮ ‬وغيرها من التخصصات مثال حي‮ ‬على ما تعانيه الكوادر اليمنية من إحباط‮.‬ إعادة النظر في‮ ‬الأجور تأمين العيش الكريم للكفاءات والخبرات من العوامل الرئيسية للحفاظ على الكادر البشر من الهجرة والإحباط وكذا توفير الجو المناسب للإبداع‮ ‬والتطور والاهتمام بالبحث العلمي‮ ‬ورشة‮ ‬يطرحها خبراء الاقتصاد للحكومة من أجل الحفاظ على ثروتنا البشرية من الضياع خاصة وأن هذه الكوادر كلفت البلد الكثير حتى وصلت إلى ما هي‮ ‬عليه‮.‬