الرئيسية - اقتصاد - توفيق عبدالرحيم مطهر .. قصه كفاح ونجاح
توفيق عبدالرحيم مطهر .. قصه كفاح ونجاح
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

دق جرس الهاتف عند منتصف الليل وأنا أتساءل من هذا الذي يتصل بي في هذا الوقت المتأخر وحتى لا أتأخر رفعت سماعة الهاتف وعلى طول قال المتصل وبصوت جهوري قوي أزعجناك يا أبنى ولكن ما في الثورة لابد ما أخبرك لتبلغ علي الرعوي تشككت قد يكون مقلب من احد الأصدقاء ولكنه باغتني بالقول معك توفيق عبدالرحيم مطهر فصعقت ما الخطأ الذي حدث جعله يخابرني في هذا الوقت المتأخر فقال الصفحة الأولى بها أربعة أخطاء والسادسة ثلاثة أخطاء وخمسة أخطاء لغوية في الصفحة الأخيرة وحددها بحسب الخبر والسطر وللعلم فالفقيد كان قد عمل مبكرا في العمل الصحفي وكان مراسلا لإحدى القنوات الإعلامية الخارجية. وبدأت عقب الاتصال ما بين الحين والآخر عندما اسمع جرس الهاتف يدق عند منتصف الليل أدرك انه المغفور له الحاج/ توفيق عبدالرحيم مطهر فأسرع ابحث عن نسختي من الثورة وورقة وقلم حتى يدلي المغفور له بملاحظاته وآرائه ببعض مقالات الرأي وبدوري ارفعها لرئيس التحرير حتى أصبحت مدمن على ذلك وعندما يتأخر بالاتصال أبادر أنا ولكن لا رد لأنه مسافر خارج الوطن فالكثير لا يعلمون أن الرجل العصامي لم تشغله تجارته وإعماله عن القراءة والاستماع للإذاعات العالمية فقد كان يعشقهما وكان يعرف بكبير المستمعين في الإذاعة البريطانية الـ BBC فرجل الإعمال المرحوم/ توفيق عبدالرحيم رحمة الله عليه كان في السبعينات والثمانينات أكثر الناس تواصلا◌ٍ مع راديو لندن BBC و متابع للاقتصاد والسياسة فيها و يعمل مداخلات كثيرة وكان في ذلك الحين يعرفونه الكثيرون من المستمعين من مداخلاته فلم يكن مواطنا عاديا ولكنه يطرح في القضايا السياسية بنضج وبالاقتصاد كخبير وكان شجاعا◌ٍ وصادقا◌ٍ في طرحه وجريء سواء كان للإعلام أو للسلطة بما يخدم الوطن ورغم مشاغله اليومية وتجواله ورحلاته لا يتأخر بالاتصال بأصدقائه ممن تأخر عنه ولم يراه لفترة من الزمن يبادر بالسؤال والمساعدة ويعلم اغلب مدراء السجون الإنفاق الذي يقدمه المغفور له لإخراج المعسرين وعتق الرقاب دون ضجيج إعلامي وله أعمال خيرية كثيرة باسم فاعل خير لأنه يريد الرضا من الله سبحانه وتعالى فقط واذكر انه عام 2008م أفرج عن أكثر من مائة معسر من السجن المركزي بتعز واتصلت اطلب تصريح للثورة ولكنه اعتذر مشددا على عدم النشر وبحسب طلبه انه يعمل ذلك لوجه الله فرحيل الرجل أصابني كما أصاب أولاده ورغم هذا المصاب الجلل فقد رحل توفيق عبدالرحيم مطهر الإنسان ورجل الأعمال لكن أعماله ستظل خالدة وهناك من الأعمال الخيرية والوطنية الكثيرة التي كان يقوم بها ولا يريد من احد جزاء ولكن تقربا من رب العباد ويكفي في تاريخه انه كان عصاميا وقصة حياته تعد نبراسا لكل مجتهد ويمكن أن تدرس كمعلم من معالم الاقتصاد والرأس المال الوطني الفذ وقصة كفاح ونجاح فرحلة حياة الرجل الذي جاء من الريف وركب الصعاب وتحدى الزمن وصنع المستحيل فكون ثروة ضخمة واثر في اقتصاد بلاده يجب أن تحكى للأجيال وان كانت ثروته الحقيقية هي أولاده وسيرته الحسنة والطيبة واجتهاده وخدمته لوطنه وربه.