تهدف الصين إلى بناء شبكات منفصلة للركاب والشحن داخل نظام السكك الحديدية الخاص بها والتى تعد واحدة من اكثر الشبكات استخداما في العالم من الممكن أن يصبح ذلك حقيقة على بعض الخطوط التي تشهد إزدحاما في عام 2015م حيث من المتوقع أن تصبح شبكات نقل الركاب عالية السرعة جاهزة للعمل . وطبقا للخطة الخماسية الخاصة بنظام النقل في الصين والتى تم الموافقة عليها مؤخرا من قبل مجلس الدولة مجلس الوزراء الصينى فإن الصين ستنشئ شبكة رئيسية من السكك الحديدية فائقة السرعة تضم اربعة خطوط من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب بحلول نهاية عام 2015م. وذكرت وزارة السكك الحديدية لوكالة انباء (شينخوا) أن إجمالي المسافة التي ستغطيها السكك الحديدية فائقة السرعة ستصل إلى حوالي 18 ألف كم (11148 ميل) بحلول ذلك الوقت . ووفقا للوزارة فان خطوط السكك الحديدية الصينية عالية السرعة والتى ينبغى لها أن تبلغ سرعتها اكثر من 200 كم في الساعة توقفت عند 6849 كم في اغسطس الماضى وهي اقل من العام الماضي حيث تم خفض حد السرعة بعد وقوع حادث ونتشو . وقال وانغ مينغ شو وهو خبير السكك الحديدية انه بمجرد فتح خطوط السكك الحديدية عالية السرعة فان قدرة النقل ستحرر من الخطوط التقليدية والتي ستتحول تدريجيا إلى خطوط للشحن. وقال وانغ وهو أكاديمى بالاكاديمية الصينية للهندسة « أن وضع الركاب والشحن على مسارين منفصلين سوف يزيد بشكل كبير حجم حركة المرور» وأضاف « أن الخطة تشير إلى أن الصين ستستمر في تطوير القطارات فائقة السرعة لمعالجة اختناقات عمليات النقل «. وتتقاسم قطارات الركاب نفس المسارات مع قطارات الشحن منذ إنشاء نظام سكك الحديد في الصين . وقد خلق نظام السكك الحديدية المشتركة صعوبة في تلبية طلب السوق على تلك الخطوط المشغولة. وتظهر أرقام البنك الدولي أن الصين تحتل المركز الثانى عالميا في الشحن عبر السكك الحديدية كما أن سككها الحديدية الخاصة بالركاب هي الأكثر إستخداما. واشار وانغ إلى أن الصين لديها فقط 93 ألف كم من السكك الحديدية بنهاية عام 2011م»حيث أن عدد الكيلومترات للسكك الحديدية للفرد الواحد هو أقصر من طول السيجارة «. وقال وانغ « أن شبكة السكك الحديدية في الصين ليست كافية لخدمة ثاني أكبر اقتصاد في العالم «. وقالت يه تان وهي معلق اقتصادى كبير في الصين « أن إنشاء شبكة عالية السرعة سيترك مزيدا من الخطوط التقليدية الحرة لنقل البضائع وتلبية احتياجات السوق. وقالت أن السكك الحديدية فائقة السرعة ينظر إليها كبديل لتحل محل القطاع العقارى لخلق فرص عمل ودفع عجلة النمو الاقتصادي في الصين والتي تجمدت عند 7.6% في الربع الثاني من العام وهو أدنى مستوى لها في السنوات الثلاث الماضية . وبينما تباطأت عملية البناء بعد وقوع حادث ونتشو فإن قطاع السكك الحديدية الصينية فائقة السرعة حقق بعض الاختراقات في مجال البحوث والتنمية والتعاون الدولى في الاشهر الماضية . ففي أغسطس الماضي سلمت شركة قطارات الصين الشمالية المحدودة وهي شركة مساهمة مجموعة من عربات القطار الفائق السرعة إلى شركة سيمنز AG بقيمة 14.3 مليون دولار لتمثل أول قطارات تصدر إلى أوروبا . وفي ابريل الماضي فازت شركة قطارات جنوب الصين المحدودة بعطاء لتوفير قطارات فائقة السرعة لهونج كونج. وستجرى القطارات في قطاع هونج كونج عبر السكك الحديدية عالية السرعة الرابطة بين هونج كونج وشنتشن وقوانغتشو وتعد الصفقة هي الأولى التي تبيع فيها إحدى الشركات الصينية قطارات فائقة السرعة لهونج كونج. وأبدى الزعماء الأجانب اهتمامهم بالسكك الحديدية الصينية عالية السرعة فخلال زيارتها إلى الصين في ابريل الماضي استقلت رئيسة وزراء تايلاند ينجلوك شيناواترا قطارا عالى السرعة من بكين إلى تيانجين وفى نهاية الرحلة التي استغرقت 33 دقيقة لمسافة قدرها 120 كم قالت رئيسة الوزراء أن القطارات فائقة السرعة مريحة وتبدو بكين وتيانجين كأنهما مدينة واحدة . ووقعت الصين وتايلاند اتفاقا بشان تعزيز التعاون في مجال السكك الحديدية وذلك خلال زيارة ينجلوك وفقا لبيان مشترك صدر عن الحكومتين . وعاد الركاب إلى القطارات عالية السرعة في الصين حيث سافر 52.6 مليون راكب على متن القطارات فائقة السرعة بين بكين وشنغهاى في السنة الاولى من التشغيل والتى انتهت في 30 يونيو الماضي بمعدل يزيد عن 144 ألف راكب على هذا الخط يوميا . في حين اصبحت المدن الصينية متصلة بخطوط سكك حديدية فائقة السرعة كما أنه يتم التخطيط لبناء شبكة اكبر من السكك الحديدية فائقة السرعة لربط جميع المدن التي يبلغ عدد سكانها 500 ألف شخص أو أكثر . ووفقا للخطة الخماسية فإن الصين سوف تشكل شبكة سكك حديد طولها 40 ألف كم وتتالف من خطوط بمتوسط سرعة تشغيلية تبلغ 160 كم في الساعة بحلول عام 2015م.