الرئيسية - رياضة - دروس وعبر
دروس وعبر
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

عيدروس عبدالرحمن [email protected]

من أسوأ الأخبار التي تصدمك في بعض الأحيان هي الأخبار التي تحمل الفزع والخوف والابتعاد عن الطريق السوي والسليم ومن ابرزها وفاة اللاعب الكاميروني في أحد ملاعب الجزائر بسبب مقذوف أصاب اللاعب بعد انتهاء مباراة شبيبة القبائل وخسارته في المباراة ..وما دام أن الفريق خسر المباراة فهل يعني ذلك أن يموت أحدهم ..لماذا صارت ملاعبنا ومدرجاتنا موقع تصدير واستجلاب للموت لماذا وصل بنا الأمر أن نكون غير قادرين على تقبل الخسارة أو الهزيمة ..ومن الذي أعطى للمشجع والمناصر حقوق القتل والفتك بالآخرين طالما خسر فريقه المباراة ..قلنا من زمان أن المشجع والمناصر عليه أن يعرف حدوده وخصائص تشجيعه دون تدخل منه في حاجات وأشياء لا علاقة له بها ..وعلينا الاستفادة والتعلم من الآخرين الذين تمتلىء بهم شاشات التلفزة يبقى الجمهور يصفق لنجومه ولاعبيه وهم خسرانين ..لأن الكرة أساسا متعة وتسلية ولو لم تكن كذلك لما ارتفعت أسعار ورواتب من يمنحونا المتعة والارتياح.. ولكن هناك مسألة غاية في الأهمية وهي أن نعرف حدود ومسموحات كل جهة أو فرع من فروع المنظومة الكروية ويحافظ عليها دون تداخل أو تدخل أو تجاوز من صلاحياتنا لصلاحيات الآخرين وهذا ما بدأنا نراه ونسمعه في العديد من بلداننا العربية الشقيقة التي صارت فيها الجماهير والمشجعين لا يكتفون بدور المؤازر والمشجع ..ولكن وصل بهم الأمر إلى أشياء واستحداث أمور وطلبات ليست لهم علاقة بها أو اختصاص فيها ..والبعض منهم يتدخل في التشكيل أو في مجالس الإدارات أو في خطط وبرامج الأندية القادمة والمستقبلية وهذا كله بسبب احتياج البعض من المسؤولين أو أعضاء بعض الإدارات لبعض الجماهير والتي تمادت وفشخت أرجلها. الآن الجزائر الشقيقة في وضع لا تحسد عليه في جميع الأصعدة الكروية وأيسرها وأبسطها ما أعلنه وزير الرياضة الجزائري عن إلغاء الدوري مما يعني ذلك توقف أسر وعائلات وآلاف من الناس ومن الشعب كانوا يتعيشون من الرياضة ومن الكرة ..ناهيك عن العقوبات وعن الغرامات المفروضة على الكرة الجزائرية بسبب رمية رعناء واياد مجهولة لا تعرف البتة ماذا تفعل وماذا أقدمت عليه وماهي التبعات التي سحبتها على نفسها وعلى رياضة بلادها. باختصار شديد المشجعون والجماهير مكانها في المدرجات تهتف وتناصر فقط ومن لديه أو عنده طاقات أخرى أو نوايا غير ذلك فليبق في داره وكفى الله المؤمنين شر القتال ويا دار ما دخلك شر ..لأنه إن لم تستطع أن تفيد الناس فلا تكن حشرة ضارة تؤذي وتجرح وتفتك وتقتل ..ولنا من تجارب آخرين دروس وعبر.