الرئيسية - رياضة - الواقع التحكيمي .. بين سندان الكم .. ومطرقة الكيف
الواقع التحكيمي .. بين سندان الكم .. ومطرقة الكيف
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

شهدت لعبة كرة القدم خلال الآونة الأخيرة اعتزال أبرز الحكام الدوليين الذين قرروا مغادرة مجال التحكيم الدولي والاتجاه نحو مجالات أخرى متعلقة بالتأهيل والتدريب وتقييم الحكام. وترك رحيل الحكام النخبة فراغا كبيرا في الوسط التحكيمي الذي بات في أمس الحاجة لإيجاد البديل من الحكام الشباب القادرين على العطاء والإبداع في المحافل الخارجية والذين يمتلكون قدرات وإمكانات تؤهلهم على التألق وإدارة المباريات الدولية بكفاءة واقتدار. وبالرغم من وجود عدد هائل من الحكام العاملين إلا أنه بات من الصعوبة إيجاد أسماء تحكيمية قوية تحل مكان الحكام الذين حصدوا علامات التميز وحققوا العلامة الكاملة من النجاح في مختلف المحافل الدولية مثل الحكم الدولي مختار صالح الذي صال وجال وأدار العديد من المباريات الدولية في مختلف المنافسات العربية والآسيوية كحكم ساحة بالإضافة إلى الحكام المساعدين أحمد قائد سيف وهشام قاسم الذين قرروا ترك الشارة الدولية بعد مسيرة حافلة بالعطاء والنجاح والانتقال إلى المجال الفني كمحاضرين حيث بدأ كل منهم مجال التحصيل التدريبي في هذا المجال من خلال دورة فوترو الدولية التي تقام حاليا بمدينة دبي الإماراتية والتي يسعى خلالها الحكم الدولي المعتزل مختار صالح للتخصص كمحاضر آسيوي معتمد لدى الاتحاد الآسيوي للعبة فيما تخصص الحكم الدولي المعتزل أحمد قائد سيف في مجال اللياقة البدنية وأجهزة ومعدات واختبارات الحكام (فتنس تست) وبدوره يسعى الحكم الدولي المعتزل هشام قاسم للتأهيل كمحاضر ومقيم حكام محلي. وعند الحديث عن الواقع التحكيمي فإنه بات يمر بحال من الفراغ نتيجة تواري أبرز العناصر التحكيمية عن الأنظار وأصبح الأمر مقتصرا على بعض العناصر التحكيمية القليلة مثل حكام الساحة خلف محمد وفؤاد السيد وعلي جوف وأنيس سالم وحسين شقران والمساعدين علي الحسني وعبدالهادي باحزيم وأحمد الوحيشي وحمود المقفزي ونادر شخص. وعند مقارنة الوضع التحكيمي خلال الفترة الماضية مع الواقع الذي يشهده اليوم فإنه يتبادر إلى الأذهان جيل الزمن الجميل من الحكام العمالقة أمثال عبدالواحد الخميسي وعبدالله الرحومي ومحمد سنهوب وغيرهم والذين كانت لهم بصمات كبيرة في مجال التحكيم من خلال عطاءهم وتألقهم في ملاعب كرة القدم. لجنة الحكام العليا باتحاد كرة القدم باتت مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى لمضاعفة الجهود والعمل على تأهيل أكبر عدد من الحكام وفق المعايير الدولية المتبعة من الاتحادين الدولي والآسيوي وبما يضمن إيجاد قاعدة من الحكام الواعدين القادرين على العطاء والتألق وسد الفراغ الكبير الذي تركه الحكام الدوليين الذين قرروا الاعتزال والاتجاه نحو مجال التأهيل والتدريب. ويجب على لجنة الحكام التركيز على الكيف قبل الكم من أجل الحصول إلى عناصر تحكيمية فاعلة ووفقا للإحصائيات المتوفرة فإنه يوجد حاليا (11) حكما دوليا و(73) حكما درجة أولى و(60) حكما درجة ثانية وأكثر من (100) حكم درجة ثالثة إلا أن أولئك الحكام بحاجة للتقييم الدوري وإخضاعهم للدورات الإنعاشية واختبارات اللياقة البدنية من أجل تأهيل الحكام المتميزين للدرجات الأعلى وإعادة النظر في واقع الحكام المتهاونين وغير المؤهلين فنيا وبدنيا بالإضافة إلى التركيز على جانب التأهيل في مهارات الحاسوب واللغة الإنجليزية والتي أصبحت تشكل شرطا أساسيا للتأهيل الدولي والحصول على الشارة الدولية. ومما يعزز من الآمال بمستقبل أفضل للتحكيم اليمني وجود الحكم الدولي أحمد قائد سيف على رأس اللجنة المعنية بالحكام حيث تقع على عاتقه مهام كبيرة متعلقة بتطلعات وأمنيات رفاق دربه في المستطيل الأخضر والذين يعلقون عليه الكثير من الأمنيات بمستقبل واعد وتحقيق نقلة نوعية للتحكيم اليمني.