في الوقت الذي كان يتوقع فيه الجميع أن يظهر ريال مدريد أفضل فريق أوروبي للعام 2014 في الاستفتاء الأخير عطفا على فوزه بدوري أبطال أوروبا وكأس ملك اسبانيا وكأس السوبر الأوروبي .. بمظهر الفريق القوي ويدافع عن ما حققه في الموسم الماضي .. إلا أن الواقع يقول عكس ذلك .. فبعد خسارته كأس السوبر الإسباني أمام خصمه المدريدي اتليتكو مدريد .. سقط للمرة الثانية على التوالي في بداية الدوري المحلي الذي يتصدره حاليا غريمه اللدود برشلونا .. وجاءت خسارة الريال الثانية على التوالي بعد أن خسر مباراته الأولى بأربعة أهداف من ريال سوسيداد بعد أن كان متقدما بهدفين نظيفين .. لتأتي خسارته في ديربي العاصمة الاسبانية مدريد 2/1 .. على أرضية ملعب السانتياجو برنابيو ليكرر فوزه الذي حققه عليه الموسم الماضي 1-0 في عقر داره خلال بطولة الدوري .. حاملة معها زلزال يكاد أن يعصف بالبيت الأبيض المدريدي!. هزيمة الريال في ديربي مدريد أخرجت جماهير الميرنجي عن صمتها.. وفجرت جام غضبها عبر هتافات وصافرات استهجان أطلقها الجمهور على كل من إيكر كاسياس كابتن الفريق حارس المرمى .. وفلورنتينو بيريز رئيس النادي .. واللذان كانا إلى نهاية الموسم الماضي يعنيان الكثير لجماهير الريال فالأول لقب بالقديس كاسياس والثاني بمحقق المعجزات .. الآن تراجع الريال وظهوره بهذا المستوى الذي اقلق الجميع .. جعلهم أي الجماهير المدريدية المحبة والعاشقة لناديها ترمي عاطفتها بعيدا.. لتطالب بتغيير القديس كاسياس واستقالة الرئيس بيريز .. وتابعت تعبيرها عن غضبها في الديربي بهتافات غير مسبوقة في الدقائق الأخيرة من زمن مباراة الديربي ضد الرئيس فلورنتينو بيريز حيث هتفت مطالبة إياه بالإستقالة من رئاسة النادي .. ومطالبة مدرب الفريق بتغيير كاسياس واستبداله بالحارس الجديد كيلور نافاس حارس مرمى كوستاريكا والمنتقل إليه من نادي ليفانتي في قادم المباريات. ومن خلال متابعة مباريات الريال الأخيرة وجدنا أن الفريق ظهر مهزوزا غير مترابط الخطوط .. والاهم من ذلك غياب الروح لدى اللاعبين .. وهناك عوامل عدة أوصلت الفريق للظهور بذاك المستوى الهزيل لعل أهمها يتلخص في: – عشوائية القرار في بيع اللاعبين وشراء آخرين دون تقييم فني .. بمعنى أن رئيس النادي هو المتحكم في عملية شراء النجوم ودفع أموال طائلة لقدومهم دون الحاجة إليهم وبالمقابل الاستغناء عن خدمات نجوم كبار كان لهم الأثر الكبير في تحقيق الريال للعديد من البطولات .. أمثال دي ماريا والونسو وكان قبلهم اوزيل. – التفكير من إدارة النادي في عملية كم سيجني النادي من عائدات الإعلانات وبيع القمصان وزيادة إيرادات النادي .. أثرت على الجوانب الفنية في الاختيار. – حصول نوع من التشبع لدى أصحاب القرار في النادي بعد أن حقق الريال لقبه العاشر في بطولة دوري أبطال أوروبا .. وهو ما أدركه جيدا القائد الحقيقي تشافي الونسو وطالب بالرحيل فورا .. معلقا على ذلك ببحثه عن تحدي جديد!!. – اهتزاز الثقة المتبادلة بين اللاعبين أنفسهم وظهر ذلك في غرفة تغيير الملابس .. ومن خلال تصريحات اللاعبين .. وكذا الثقة مع إدارة النادي التي ظهرت وكل منهم يحمل الآخر المسئولية وخاصة بعد رحيل النجم دي ماريا. فالمشكلة يمكن اختصارها بعدم ثبات المستوى .. وجدية اللاعبين.. والاستقرار الداخلي .. وهي أمور ظهرت بوضوح مع المدرب السابق البرتغالي مورينيو في الموسم الثالث وانتهت برحيله .. فهل سيتغلب عليها الجهاز الفني الحالي بقيادة الايطالي إنشلوتي .. !! ويظهر فريق الريال بشكل آخر يؤكد من خلاله انه بطل أبطال أوروبا.