قطر تدين مصادقة "الكنيست" على مشاريع قوانين لضم الضفة الغربية
محافظ تعز يترأس اجتماعاً لمجلس إدارة مؤسسة المياه ولجنة تحديد رسوم المدارس الأهلية
الخارجية الفلسطينية: لن يكون لإسرائيل أي سيادة على الأرض الفلسطينية
السعودية تدين إقرار «الكنيست» مقترحين لفرض السيادة على الضفة الغربية
رئيس مجلس القيادة يطمئن على صحة قائد اللواء الخامس حرس رئاسي
الدكتور عبدالله العليمي يطمئن على صحة العميد عدنان رزيق بعد العملية الإرهابية الحوثية الغادرة
مجلس النواب يشارك في اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي بجنيف
اللواء حنتف يتفقد أبطال الجيش في جبهة العلم شرق الجوف
السفير الأصبحي يبحث مع رئيس مجلس النواب المغربي تعزيز التعاون البرلماني
الجامعة العربية تدعو إلى تكثيف جهود إعادة الاعمار في المناطق العربية المتضررة
في صباح الجمعة ٢٥ أكتوبر، بدأت أولى رحلاتي خارج بكين منذ وصولي إليها مطلع سبتمبر الماضي. أدهشتني تفاصيل بكين الساحرة، لكن الصين العظيمة تضم العديد من المقاطعات، وكل مقاطعة تتميز عن الأخرى على مستويات عدة، ومن بينها مقاطعة جيانغشي التي تعد واحدة من أروع المقاطعات. وتلقب بعاصمة الخزف في العالم، وتحتضن أكبر متحف في العالم مخصص لهذه الحرفة العريقة.
زرت هذه المقاطعة مع زملاء من دول مختلفة ضمن برنامج التبادل الإعلامي الخاص بمركز الصين الدولي للتواصل الصحفي. كان في استقبالنا شخصية دبلوماسية رفيعة المستوى راقي في تعامله. استقبلنا وفريقه اللطيف في المطار عند وصولنا ظهر الجمعة واستمر مرافقًا لنا طوال الزيارة حتى الاختتام وهو يعمل نائب مدير مكتب الشؤون الخارجية بالمقاطعة. أما فريق عمله، فقد كانوا يعملون كخلية نحل لإنجاح الزيارة.
في اليوم الأول زرنا المتحف الصيني للخزف في جينغدتشن، ثم معهد جينغدتشن. تعرفنا على تجربة فريدة في صناعة الخزف. اطلعنا على الإرث الثقافي العريق وجمال فن الخزف الفريد وكيفية تصنيعه.
عدنا بعدها إلى فندق جميل محاط بالأشجار، وبجواره سوق نابض بالحياة ليلًا لبيع الخزف بمختلف أنواعه. تجولت في السوق في اليوم نفسه، ورغم قلة النوم إلا أن جمال المدينة ودهشة المكان جعلاني لا أشعر بالتعب.
الحياة هنا صاخبة بالزوار من كل أنحاء العالم. التقيت روسيين وإيطاليين وبوسنيين وعرب ومن دول مختلفه.
شاركنا في حفل افتتاح معرض الخزف الدولي، وقمنا بجولة في المعرض، ثم حضرنا حفل انطلاق موكب العربات المزينة الذي نظمه المركز الدولي للتبادل الثقافي والتعاون في الخزف.
كما شاركنا في المنتدى العالمي لرؤساء البلديات لصناعة الخزف التقليدية لعام 2025، الذي أقيم في مدينة جينغدتشن بمشاركة دولية واسعة.
في قاعة تاوشيتشوان للمؤتمرات قدمت سؤال لرؤساء البلديات حول حماية التراث الثقافي وصونه بما يضمن نقله للأجيال.
المؤتمر شارك فيه ضيوف ومسؤولين دوليين منها روسيا وتركيا إيطاليا وكوريا وصحفيين دوليين.
ومن ثم غادرنا إلى قرية تشيانغوانغ في محافظة وويوان وهي قرى ريفية تتميز بطبيعة خلابة وتحكي قصة حية لتراث عريق توارث سكانها عادة تجفيف المحاصيل الزراعية التقليدية، وما زالت هذه العادات محفوظة حتى اليوم.
القرى المعلقة تجذب الزوار من كل أنحاء العالم، ويستقبل الأهالي ضيوفهم برقصات شعبية ومشروبات ترحيبية دافئة.
الصين مدهشة بكل تفاصيلها وشعبها اللطيف يذهلك بتقديره وكرمه. استقبلنا حاكم المحافظة رسميًا، وتحدث لنا عن المحافظة التي تعتمد على الزراعة وخاصة زراعة الأرز.
اليوم الرابع، غادرنا إلى قرية وانغكو وتعرفنا على سد تشو تشي، واحداً من النماذج لسدود حجرية". وفق مسؤولين فقد سمي بهذا الاسم لأن شكله يشبه زاوية المسطرة على شكل حرف L بجدار حجري يستخدم في الري وتوفير المياه للسكان، ويعتبر تحفة هندسية بارزة في تاريخ بناء السدود في مقاطعة جيانغشي.
في مارس 2018 أُدرج ضمن قائمة المواقع المحمية للآثار الثقافية في جيانغشي. كما أُدرجت مجموعة "السدود الحجرية" في سبتمبر 2024 ضمن قائمة التراث العالمي لمشاريع الري.
وحضرنا الجلسة الديمقراطية الاستشارية لأهالي قرية وانغكو، وكان لافتًا نقاشهم حول إمكانية تطوير المشاريع التنموية. يجتمع مسؤول القرية والشخصيات البارزة في منزل أشبه بمجلس حكم صغير لمناقشة القضايا التي تهم أبنائها من خدمات وغيرها.
ومن خلال زيارتنا لعاصمة الخزف في العالم مقاطعة جيانغشي لم تكن الدهشة مقتصرة على التعرف على حضارة الفنون والخزف والريف القروي فقط، فمساء الاثنين انتقلنا إلى الجانب الآخر الذي يميز المقاطعة أكثر المنطقة الاقتصادية التجريبية للقطار فائق السرعة في مدينة شانغراو، ووادي جيانغشي الرقمي والمنطقة الصناعية الترفيهية.
ومع حلول المساء انتقلنا إلى فندق وانغاتونغ الذي لفتتنا التقنية الحديثة فيه، وحوله بحيرة جميلة تسحر استقبلتنا سعادة نائبة رئيس بلدية شانغراو، السيدة شيه يوان، بمأدبة عشاء رسمية.
والخلاصة زوروا الصين، ستجدون فيها دهشة الإنسان، التاريخ، والحضارة. الحاضر المذهل والمستقبل الواعد. هذه الصين تصنع المستحيل.
كانت خمسة أيام في مقاطعة جيانغشي حافلة بالدهشة.
قبل الزيارة، أعددت ملابس لمواجهة البرد، لكن المقاطعة تتميز بطقس رائع. صباح الثلاثاء، كانت لحظة وداع المقاطعة والشباب الرائعين الذين رافقونا.
قال لي مسؤول مازحًا عشية الوداع: علي اليمني هل أحببت الصين تتزوج جميلة منها وتستقر. أجبته: "أحببت الصين بكل تفاصيلها".