هجوم إرهابي يستهدف قائد اللواء 22 مشاة والجيش يتوعد بملاحقة الجناة
سفير اليمن يبحث مع وزيرة التعليم الجزائرية تعزيز التعاون في مجال التعليم الفني والتدريب المهني
البكري يناقش برامج تأهيل وتدريب شباب الضالع وأوضاع نادي عرفان أبين
وزير الأوقاف يترأس اجتماعاً للجنة المناقصات والمزايدات بالوزارة
ضبط 64 متهما بجرائم جنائية خلال شهر أكتوبر في تعز
#الحوثي_يدمر_الصناعة.. حملة إلكترونية لتعرية الحرب الاقتصادية ضد اليمنيين
وزير الداخلية يطّلع على سير عملية مداهمة أوكار عصابات المخدرات بالمهرة
مباحثات سعودية - بريطانية لتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية
الاتحاد الأوروبي يبحث عن سبل جديدة لدعم المحكمة الجنائية الدولية
اليمن يشارك في المسابقة العالمية للروبوت والذكاء الاصطناعي في بنما
بـِمعزل عن قراءة التاريخ، هناك من يصف انقلاب جماعة الحوثـي الإرهابـية، واستيلاءها على السلطة يوم 21 سبتمبر 2014م بـالحق الإلهـي الذي عاد إلى أهله بعد 52 عامًا إلا أربعة أيام، وهو التبرير الذي انطلى- للأسف الشديد - على كثيرين؛ لوجود ما يُعززه من داخل موروث الثورة السبتمبرية ذاتها، وأدبيات مُناضليها، ومُفكريها، وصحفـييها، وسياسييها، ودائمًا ما تتكرر عبارة: "الثورة التـي أنقذت اليمن من ظلم الكهنوت الذي جثم على أراضـيها لأكثر من ألف عام".
المُتلقـي- هنا- ينظر إلى اليمن بجغرافـيتها الحاليـة، غيـر مـُدرك أنَّ اليمن تاريخيًا حكمته عِدة دول مُتصارعة، وأنَّ الإمامة الزّيدِيّة (الهادوية) ما هـي إلا جزء من كُـل، عاشت تاريخها الطويل فـي ترقب حذر، وانحسار دائم، ولم تتجـاوز مناطق اليمن الشمالية إلا بمراحل متأخرة من عهد الأئمـة القاسمـيين.
حقائق مهمة ولافتة يتجاهلها كثيرون، والدافع لاستجلابها- هنا- ظهور أصوات نشاز لا تُجيد قراءة التاريخ، وتجيره حسب هواها، واستنتاجاتها لا تتوقف عند حدود عودة الحق لأهله؛ بل تتعداها إلى الاستدلال بذلك المُوروث المُتراكم، وبالذاكرة الشعبية المُغيبة، فهـي- على حد وصفها- تحفظ ذلك وتستسيغه، دون الرجوع إلى كُتب التاريخ ومَراجعه الموثوقة، وتزيد على ذلك: بأنَّ آباءنا وأجدادنا رضخوا لحكم الأئمة المسنودين من السماء! وصبروا على أذاهم، ولا ضير أنْ نعيش- نحن- فـي كنفهم إلى أنْ يقيم الله الساعة، وهـي مُغالطة سمجة من السهولة تفنيدها.
الإمامة الزّيدِيّة حكمت محافظة صعدة وما جاورها خلال تلك المدة الزمنية الطويلة والمُتداولة، التي تتجاوز الـ 1150 سنة، إذا ما استثنينا سنوات معدودة من حُكم الصليحيين، والأيوبيين، والرسولـيين، والعثمانيين، وتعميم تلك المدة على اليمن ككل مُغالطة تاريخية، والأسوأ أنْ تمر على مَسامعنا مُرور الكرام.
الإمامة الزّيدِيّة ليست ذات نزعة وطنية، ولم تحافظ على وحدة اليمن تَاريخيًا، وجغرافـيا. وهـي بخريطتها الحالية تعيش أسـرع تمدد، وأسوأ انكماشة، وعبدالملك الحوثي - إمامها الجديد - لم يحد قيـد أنملةٍ عن تلك الوسائـل العنصـرية والاستعلائية التـي انتهجها أسلافه؛ بل كـان الأسوأ، والأغبى، والأكثر تهورًا. بسـرعة خاطفة التهم الجغرافـيا، وبعنجهـية مُتوارثة أذل الإنسان، بمساعدة لاعبين محليين وخارجيين، كانوا يرونه وسيلة انتقام لا أكثر.
وبتحليل نفسـي عميق لشخصية هذا الإمام الكارثة، نجد أنَّه شخص مَريض، مَطحـون بمشـاعر الدونية والعجز، تُسيره طموحات غيبية اتكالية ذات طابع كابوسـي. انتقم من الجميع شـرَّ انتقام، ولم يستثنِ حتى نفسه، وجماعته، وأولئك السُذج الذين ساندوه، ولا يزال حتى اللحظة يهرول صوب حتفه، ويصعد صوب الهاوية، منتشيًا بـ (الصـرخة)، وزعيق (ما نبالي)!
إنَّ مآثر الصليحيين والأيوبيين والرسوليين والطاهريين والعثمانـيين- من مَساجد ومدارس وحصـون، لا تزال شاهدًا حيًا على أنَّهم كانوا هنا، ومروا من هنا، تُفصح بنبرة تباهٍ عن عظيم اهتمامهم بالأرض والإنسان. وما ذلك الكم الهائل من المُوروث الذي صاغه من عاشوا فـي كنفهم- من علماء، وأدباء، ومؤرخـين، إلا دليل واضح على أنَّ اليمن عاش عصـره الزاخر فـي ظل تلك الدول، وبلغ مجده فـي عهد الدولة الرسولـية التـي استمرت لأكثر من قرنين وربع القرن من الزمن.
وفـي المُقابل، أعيانا البحث عن حسنةٍ واحدةٍ وأثرٍ جميلٍ لحكمِ الأئمة السلاليين، فلا شـيء غير الدم والبارود، وتاريخ من الغزو والفـيد، وجراحات ما تزال غائرة. وخُلاصة المُقارنة: شتان بين دول حضارية حفظت لنفسها صفحات ناصعة فـي كتب التاريخ، وبين إمامة عُصبوية لا تؤمن إلا بالعنف والاستحواذ، شعارها كان ولا يزال: "فوق جيش، وتحت عيش"!






