الرئيسية - الأخبار - أزمة مشتقات نفطية بصنعاء والمليشيا تنعش السوق السوداء
أزمة مشتقات نفطية بصنعاء والمليشيا تنعش السوق السوداء
صورة ارشيفية
الساعة 08:57 مساءً الثورة نت../ خاص

يجلس فواز حميد 13 عام على كرسي خشبي كان يستخدم قديما في المدارس، لا يهتم كثيرا للمارين بسياراتهم من فج عطان بصنعاء كقائد منتصر عاد للتو من معركته، ترتص امامة مجموعة قنينات بأحجام مختلفة معبئة بمادة البنزين الأحمر معروضة للبيع، ولكن بالسعر الذي يقرره فواز او من ارسله الى هذه المنطقة.

يقول عبدالسلام مرعي :"ان هذا المشهد اختفى منذ ستة اشهر تقريبا لكنه عاد للظهور بداية هذا الأسبوع بعد ان نشرت وسائل اعلام تتبع مليشيا الحوثي اخبار عن احتجاز ناقلات نفط في البحر".

وتشهد العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها المليشيا الحوثية ، ازمة خانقة في مادتي البنزين والديزل أجبرت المواطنين للوقوف في صفوف طويلة لأيام امام محطات البنزين التي ماتزال تعمل ، في حين استعادت السوق السوداء جزء كبير من نشاطها حيث نصب تجار المشتقات النفطية براميلهم في الكثير من شوارع العاصمة وعلى مداخلها.

وفي حديثه لـ"الثورة نت" اكد مرعي انه اشترى "دبة بنزين" عشرن لتر من السوق السوداء مقابل 14 الف و300 ريال ما يعني ان سعر التر البنزين الواحد بلغ 715 ريال.

وارجع ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي ارتفاع أسعار المشتقات النفطية الى رغبة المليشيات في دفع نصف راتب شهر لموظفي بعض مؤسسات الدولة، يقول الصحفي عبدالقادر عبدالله سعد في منشور على صفحته في الفيس بوك "ازمة بترول .. يعني نص المرتب قريب جدا".

وفي السياق ذاته كتب الناشط منصور الحضرمي "قبل ان يقرر الحوثة صرف نصف راتب للموظفين ، يسرقونه من جيوب الناس عن طريق رفع الأسعار او اختلاق الازمات".

وتسيطر جماعة الحوثي الانقلابية على سوق المشتقات النفطية في المناطق التي تخضع لسلطتها عبر عدد من الشركات النفطية التي تعود ملكيتها لعناصر قيادية في المليشيا، حيث كشف تقرير فريق خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن، نشر نهاية يناير الماضي،  استحواذ  شركة  "يمن لايف" "Yemen life"، التي يملكها محمد عبد السلام فليته ،الناطق الرسمي باسم المليشيا، و"شركة أويل بريمر" التي يملكها دغسان محمد دغسان، المقرب من الحوثيين على معظم حركة استيراد المشتقات النفطية الى السوق اليمنية.

وتستغل الجماعة الانقلابية الأوضاع الإنسانية الناتجة عن الازمات المفتعلة من قبلها لكسب التعاطف الدولي و تحقيق مصالح سياسية واقتصادية، من خلال اختيار توقيت افتعال الازمات بالتزامن من الحراك السياسي الإقليمي او الاممي باتجاه إيجاد حلول للحرب في اليمن، وقد جاءت ازمة المشتقات النفطية الحالية بالتزامن مع زيارة المبعوث الى اليمن  الاممي مارتن غريفيث لصنعاء هذا الاسبوع.