أجبرت مليشيا الحوثي جميع المدارس في المناطق التي تقع تحت سيطرتها على منح  المقاتلين في صفوفها من التلاميذ شهادات بمعدلات مرتفعة رغم تغيبهم عن أداء الامتحانات النهائية في الترمين للعام الدراسي 2018 - 2019 الماضي.

وتلقت وزارة التربية والتعليم التي يديرها شقيق زعيم المليشيا يحيى الحوثي يوم امس السبت توجيها صادرا عن ما تسمى اللجنة الثورية العليا التي يتراسها القيادي في المليشيا محمد علي الحوثي يفيد بـ"منح جميع الطلاب الملتحقين بالجبهات شهادات نجاح بمعدلات مرتفعة كلا بحسب صفه الدراسي"

واكد مصدر في وزارة التربية لـ"الثورة نت" ان المدعو يحيى الحوثي وجه مدراء عموم التربية والتعليم في جميع المحافظات الخاضعة لسيطرة الجماعة الانقلابية بتنفيذ ما جاء في مذكرة اللجنة الثورية العلياء.

وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه ان هذا التوجه جاء عقب رفض مدراء عدد من المدارس تنفيذ توجيهات مماثلة تلقوها من قيادات عسكرية حوثية بهذا الخصوص، مشيرا الى ان بعض القيادات التربوية طالبوا بتوجيه من الوزارة المعنية "التربية والتعليم".

وتشهد العملية التعليمية في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي منذ 2015 انتكاسات حادة نتيجة لعدم حصول المعلمين على مرتباتهم بالدرجة الأولى بالإضافة الى ان سيطرة عناصر حوثية من خارج المهنة على جميع المؤسسات التعليمية وتعيين كوادر الجماعة في المناطق التعليمية والإدارات العامة للتربية في المحافظات والمديريات وفرض بعض الأنشطة الطائفية التي ساهم في تجنيد الطلاب وارسالهم الى جبهات القتال بالإضافة الى تسرب الالاف من المدراس.

كما ساهم توقف نشاط قطاع التوجيه والرقابة في المزيد من الإهمال والتسيب في عموم المدارس.

وأفاد مصدر في قطاع التوجيه بوزارة التربية ،طلب عدم ذكر اسمه، عن تجميد العمل تماماً في هذا القطاع منذ العام الدراسي 2017_2018 .وقال في تصريح لـ"الثورة نت" إن إيقاف التوجيه والرقابة على المدارس أتاح للمعلمين ومدراء المدارس الحكومية الفرصة لحذف معظم المقرر على الطلاب والاكتفاء بأجزاء بسيطة لا تتجاوز 10% من المنهج.

وحذر المصدر من تخريج جيل "فاشل" مالم يتم إعادة الاعتبار للتعليم وانهاء سيطرة المليشيا على العملية التعليمية وتخليص مؤسسات التربية والتعليم من كونها مكان لتجنيد الأطفال لصالح المليشيا ومنبر لنشر الفكر الطائفي ،حد تعبيره.

يذكر ان الوزارة لم تضع الخطة التعليمية السنوية منذ عامين دراسيين ، وهذا ،بحسب تربويين تحدثوا لـ"الثورة نت" ، يضاعف العمل العشوائي والعجز وافشال العملية التعليمية ،اذ تم تعليق عمل اللجان المتخصصة في التخطيط التي كان يوكل اليها دراسة سير العام الدراسي وتقييمه ومن ثم وضع المقترحات و الحلول لتجويد العمل وتجاوز القصور وتجنب الوقوع في الأخطاء، بالإضافة الى لجنة المناهج والاختبارات وغيرها.

واتهموا المليشيا بتحويل المدارس الى أماكن تجنيد مستغلين تجمع الطلاب لنشر ثقافتهم وافكارهم ومن ثم تحشيدهم للالتحاق بالجبهات الحوثية. مؤكدين بان مخرجات التعليم خلال هذه الفترة ستكون ضعيفة ولا يمكن التعويل عليها في احداث أي تغيير إيجابي رغم حصول الكثيرين على درجات مرتفعة في نتائج الثانوية العامة.