الرئيسية - الأخبار - يحيى علاو .. تسع سنوات على رحيل يأبى الرحيل  
يحيى علاو .. تسع سنوات على رحيل يأبى الرحيل  
الساعة 05:45 مساءً الثورة نت/ فؤاد محمد

بعد تسع سنوات من رحيله في 14 يونيو 2009 مازال اليمنيون يتذكرون الإعلامي الراحل يحيى علاو .. فارس الإعلام اليمني، وفارس فرسان الميدان (البرنامج التلفزيوني الرمضاني الأكثر ارتباطاً بذاكرة المشاهد اليمني).
تسع سنوات على رحيل يأبى الرحيل من الذاكرة ، فليالي رمضان التي أحياها برنامجه مازالت تشعر بالشغور ، وشاشات الإعلام اليمنية غير قادرة حتى الآن على ملئ الفراغ الذي تركه علاو، رغم كل المحاولات.
تساؤلات هنا وهناك عن سر هذا الخلود لعلاو .. مالذي جعله هكذا حاضراً بيننا ؟ ولماذا تأبى الذاكرة الجمعية لليمنيين مفارقته؟ مالذي وجده اليمنيون في برنامجه حتى ارتسم في وجدانهم وذاكرتهم؟.
استفسارات تبحث عن إجابات، وهنا حاول البعض الغوص في سر هذا الخلود في الوجدان كتبها إعلاميون وكتاب وصحفيون في الذكرى التاسعة لرحيله .. ينقل موقع "الثورة نت" جزءً منها. 
الرسالة والقرب

يلخص وكيل وزارة الإعلام الصحفي والإعلامي عبدالباسط القاعدي - سر نجاح يحيى علاو وبرنامجه فرسان الميدان في الرسالة الهادفة والقرب من المجتمع قائلا: "يحيى علاو قدم رسالة إعلامية خدمت المجتمع تثقيفا وتربية وساهم في توعية الناس بتاريخهم وقيمهم وعاداتهم وتقاليدهم الطيبة، وكان هذا سر نجاحه وقربه في الوقت ذاته من كل فئات المجتمع".
ويضيف "أتذكر جنازة الاستاذ يحيى وهي أول جنازة في حياتي أشهدها بذات الزخم والحضور الكثيف حيث شيعه الآلاف من جماهيره التي لم تلتق به ، ولكنه صافح شغاف قلوبهم بأسلوبه الأخاذ والصادق فكان قريبا لهم ومنهم".
وأكد أن علاو جعل الإعلام قريباً من الناس وقضاياهم وقرب المجتمع من الاعلام ، فكانت برامجه مميزة وحية وتنتظرها الجماهير بشغف واهتمام بالغ ، ويمكن القول أنه أسس لعمل اعلامي يمني فريد من نوعه يحاول الكثير من الإعلاميين اليمنيين السير على نهجه وتقليده فقد كان بالفعل مدرسة وقدوة.
من جهته يرى عدنان العديني - كاتب صحفي - أن علاو لم يكن يمارس الاعلام بمفهومه المسيطر الآن ؛ بقدر ما كان يساعد الإنسان في كل اليمن على معرفة بلده بكل ما فيه من عادات وتقاليد وطقوس وطرق متعددة لممارسة الحياة ، فقد كان يساهم في تنمية الصورة المتحدة لشعب عريق من خلال تناول المتعدد فيه.
ويؤكد أن علاو مكن المشاهد اليمني من اكتشاف أجزاء مغيبة من ذاته الجمعية من خلال برنامجه الذي قال للجميع إن هذا السيل من التنوعات في حرف الزراعة والصناعة في مواسم عديدة تحددها نجوم السماء وهبّات الرياح وكلها روافد تصب في النهاية لتشكل حقيقة تاريخية كبيرة اسمها اليمن.
وأضاف: "مع علاو تحول رمضان إلى مهرجان ثقافي تحضر فيه اليمن الجبل والسهل والوادي والساحل ، ومواسم الزراعة والحصاد والانتاج ، كان يأتي كفارس تنتظره الجماهير في الشهر الكريم قادما من كل مكان من يمني يمن الايمان".
ويشير الصحفي والكاتب رشاد الشرعبي إلى السبب الذي جعل الناس يتزاحمون لسنوات أمام شاشات التلفزيون اليمني الوحيد المتوفر حينها لمشاهدة برنامج يحيى علاو في رمضان .. مؤكدا أن البرنامج وعلاو يقدمان للناس الكثير من المعلومة والفائدة ؛ يتتبع التاريخ ويقدم الموعظة ، ويطل على المناظر الخلابة ، ويعرض التسلية ويسافر بالمشاهد إلى كل مكان في اليمن ، ويشرك الكثير من الناس في الحلقة الواحدة بحثاً عن الإجابة الصحيحة في الدين والتاريخ والجغرافيا والألعاب.

عمل وطني
ويتحدث وديع عطا - أحد معدي برنامج فرسان الميدان - عن موقف مع علاو يكشف سر حب المشاهد اليمني لعلاو وعدم نسيان الذاكرة له، حيث كان ينظر للعمل في برنامجه فرسان الميدان عملاً وطنياً رفض معه العروض المغرية التي جاءت له للعمل في أماكن أخرى.
يقول عطا: كان الأستاذ يحيى علاو -رحمه الله - أول من عرض عليه العمل مراسلاً لقناة الجزيرة في اليمن، فاعتذر لأسباب تتعلق برغبته في أن يكون له بصمته الخاصة في الأعلام الوطني، وحين توفي المذيع ماهر عبدالله مذيع برنامج الشريعة والحياة في سبتمبر 2004 اتصلوا به من جديد ليكون مقدماً للبرنامج، وكنت معه حين اتصلوا به".
ويضيف: "اعتذر علاو مجدداً ؛ رغم ما عرض عليه من امتيازات .. مؤكداً رغبته في مواصلة ما يحققه من خلال برنامجه فرسان الميدان ، لأنه كان يعتبر ما يقوم به من خلال الفرسان واجب وطني في الدرجة الأولى، وتعذّر أيضاً بأن مسؤوليته كأب لـ 8 أولاد حينها يمنعه من تحمل تبعات الاغتراب.
وتقول الصحفية آفاق الحاج إن يحيى علاو لم يكن مجرد إعلامي فقط ؛ بل كان صاحب رسالة حمل فيها تفاصيل الأرض والإنسان ليدخل قلوب الجميع ويستوطن  ذاكرتهم.