شرطة مأرب تعلن منع حركة الدراجات النارية داخل المدينة بصورة نهائية استكمال تجهيزات إصدار البطاقة الذكية في حيران غرب حجة طارق صالح يبحث مع سفير الإمارات مستجدات الأوضاع العرادة يناقش مع المستشار العسكري للمبعوث الأممي المستجدات العسكرية والأمنية وتأثيرها على عملية السلام مجلس القيادة الرئاسي يناقش المستجدات الوطنية والاقليمية وفد عسكري يطلع على سير العمليات العسكرية في محور علب بصعدة الارياني يرحب بإعلان حكومة نيوزيلندا تصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية نيوزيلندا تصنف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية الارياني: استمرار تجاهل التهديد الحوثي وعدم التعامل معه بحزم، سيؤدي لمزيد من زعزعة الامن والاستقرار المكتب التنفيذي لأمانة العاصمة يناقش انتهاكات الحوثي وتحديات النازحين
استلهم اليمنيون على المستويين الرسمي والشعبي أمس ذكرى ثورة «26 سبتمبر» ضد نظام الأئمة في 1962، عبر إقامة احتفالات وفعاليات واسعة شهدتها جميع المناطق اليمنية في سياق مناهضتهم لانقلاب الجماعة الحوثية ضد الشرعية.
وبينما حفلت جميع مواقع التواصل الاجتماعي باستدعاء ذكرى الثورة التي أعلنت قيام الجمهورية في اليمن، خرج آلاف اليمنيين للاحتفال في مدن تعز ومأرب وشبوة.
وجدد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في خطاب مكتوب بمناسبة ذكرى «ثورة 26 سبتمبر» الدعوة للتمسُّك بمشروع الدولة الاتحادية التي قال إنها ستكون «ضامنة للتنوع الخلاق والحكم الرشيد والتوزيع العادل للثروة والسلطة والتمثيل العادل لكل أبناء الشعب من أقصاه إلى أقصاه».
ورفض هادي ما وصفه بـ«محاولات التقسيم والتهميش والإقصاء والعودة للعيش في مستنقعات التخلف»، في إشارة إلى حكم الإمامة الذي أنهته «ثورة سبتمبر» في عام 1962، في الوقت الذي تحاول فيه جماعة الحوثيين استعادته في ثوب ولاية الفقيه الإيرانية.
وقال هادي: «مشروعنا واضح المعالم وثابت الأقدام، مشروع الإجماع الوطني الذي اختاره الشعب اليمني بكل فئاته في مؤتمر الحوار، يقوم على أساس من سيادة الدولة واستقلالها وحريتها وعلى قيم العدالة والحرية والمواطنة المتساوية».
وأشار الرئيس اليمني إلى أن «معركة بناء الدولة لن تتوقف»، وقال إن «النضال من أجل الحرية والديمقراطية والمواطنة المتساوية والتوزيع العادل للثروة والسلطة وتحقيق الحكم الرشيد وترسيخ الدولة الاتحادية بصيغتها التي قررتها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني سيستمر حتى تحقيق تلك الأهداف كاملة غير منقوصة».
وحول مساعي السلام في بلاده قال هادي إن حكومته لا تزال «تدعم جهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص لليمن السيد مارتن غريفيث»، مشيراً إلى تقديم الحكومة للتنازلات الكبيرة من أجل تحقيق السلام.
وطالب الرئيس اليمني المجتمع الدولي بالضغط على الميليشيات الحوثية لتنفيذ «اتفاق استوكهولم» وعدم السماح لها بالتحلل من التزاماتها، مثمناً جهود القيادة السعودية الهادفة إلى إحلال السلام.
وفي سياق الاحتفاء بالذكرى الـ57 للثورة اليمنية، قال رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك إن «ذكرى هذه الثورة تعيد للأرواح والأذهان صورة اليمن النقية العصية على الانكسار».
وأضاف: «قُتل كثير من قيادات سبتمبر، وقضى آخرون في السجون والمنافي آخر لحظات حياتهم، لكن الطريق الذي مهَّدته الثورة، والعجلة التي حركتها عبقرية 26 سبتمبر كانت أقوى من أن يتم قتلها أو سجنها أو نفيها. وكل محاولات الطمس والتحريف لم تفلح في إطفاء وهج سبتمبر أو كبح التدفق الخلاق لقوى الشعب التي حولت أبناء الفقراء والمنسيين إلى رؤساء ومسؤولين وتجار وأطباء ومهندسين».
وهاجم رئيس الحكومة اليمنية المساعي الحوثية الرامية إلى إعادة بلاده لحكم الأئمة، وقال إن الشعب «لم ينل من اجتماع المشاريع الظلامية التواقة لزمن السادة والعبيد على أيدي ميليشيات مرتهنة لأجندات خارجية إيرانية تستهدف استقرار اليمن والمنطقة، ومشاريع أخرى للتمزيق والفرز على أسس غير وطنية، سوى الويلات والفقر والانهيار الاقتصادي وهدم المنجزات والمؤسسات».
ودعا عبد الملك إلى تجنُّب الخلافات الجانبية بين المكونات اليمنية، وإلى التركيز على المخاطر المحدقة باليمن وهويته وقال إن «طبيعة المعركة يجب أن تكون حاضرة في الأذهان، وعدم الالتفات إلى محاولات الزج بنا إلى صراعات جانبية تهدف في الأساس إلى تشتيت جهودنا في استرداد دولتنا وحماية نظامنا الجمهوري والحفاظ على سيادة اليمن ووحدة وسلامة أراضيه».
وربط رئيس الوزراء اليمني استعادة الدولة باستعادة مفاهيم الحرية والعدالة والقانون التي بدأت مع «ثورة 26 سبتمبر»، التي قال إنها «اكتملت عبر نضالات وتضحيات كبيرة، بلغت ذروتها في مخرجات الحوار الوطني، والتي أجمع فيها اليمنيون على معالجة الأزمات السياسية بالحوار والقبول بالآخر وتوزيع الثروة والسلطة ضمن نموذج حضاري فيدرالي حديث لليمن».
وبالمناسبة نفسها، كانت أغلب الأحزاب والمكونات اليمنية أصدرت بيانات للاحتفاء بذكرى «سبتمبر»، في حين شهدت كثير من المدن العالمية فعاليات رسمية وشعبية أقامتها السفارات والجاليات لتأكيد أهمية استحضار الثورة لمواجهة الانقلاب الحوثي واستعادة الدولة.
وأشعل وزير الدفاع اليمني في مدينة مأرب شعلة الثورة، في احتفال كبير، في حين شهدت محافظات تعز والجوف وشبوة والمهرة وصولاً إلى المحافظات الخاضعة للحوثيين احتفالات مماثلة.
وفي حين توافد إلى شوارع مدينة تعز آلاف اليمنيين يحملون العلم اليمني ويرددون الأناشيد الوطنية، اعتبر وزير الإعلام في الحكومة الشرعية معمر الإرياني أن الاحتفال بهذه الثورة التي وصفها بـ«العظيمة» هو «إحياء لكل مبادئ الثورة الخالدة التي كانت خلاصة نضالات الأحرار لعقود من الزمن».
وأشار الإرياني في ندوة نظمتها السفارة اليمنية في الرياض إلى أن نظام الإمامة كان سبباً «في تخلُّف الشعب وتناحره وابتعاده عن ركب الحضارة»، وقال إن «وحدة البلاد الاجتماعية والسياسية باتت معرّضة لتهديد جادّ، بسبب بعض الممارسات الخاطئة، منذ أن أطلَّت الإمامة بقرونها عبر الحركة الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران».
ودعا الوزير اليمني إلى الوقوف خلف الرئيس هادي لمواجهة ما وصفه بـ«المشروع الكهنوتي الجديد المتمثل بالميليشيا الحوثية المدعوم من إيران، الذي يحاول العودة بالشعب إلى عهد التخلف والاستبداد والظلام».
ورغم عدم استعداء الميليشيات الحوثية لثورة «26 سبتمبر» بشكل رسمي، فإنها ضيَّقت في مناطق سيطرتها على السكان لمنعهم من الاحتفال، خشية أن يؤدي ذلك إلى انفجار غضب شعبي في وجه الجماعة.
من جهته، اعتبر محافظ مأرب سلطان العرادة في كلمة أن «(ثورة 26 سبتمبر) كانت نقطة تحول تاريخية توحدت خلالها الأهداف السامية للتحرر من الاستبداد والاستعمار في ملحمة قضت على الإمامة شمالاً، ودحرت المستعمر من جنوب الوطن وصولاً لجلاء آخر جندي بريطاني».
وتحولت المناسبة على مواقع التواصل الاجتماعي إلى دعوات من قبل الناشطين اليمنيين لإحياء مشاعر الثورة في نفوس المواطنين، من خلال إبراز الإرث الذي قامت عليه، واستعراض أدوار الثوار الذين أسدلوا الستار على نظام الأئمة في اليمن.
* صحيفة الشرق الأوسط