الرئيسية - الأخبار - جيش ثلثه من الأطفال .. خمسة مغريات تثير شهية الحوثيين لتجنيد صغار السن
جيش ثلثه من الأطفال .. خمسة مغريات تثير شهية الحوثيين لتجنيد صغار السن
الساعة 08:34 مساءً الثورة نت/ تقرير - كمال حسن

 

- القباطي: الأطفال أقل كلفة في الحرب ولايتطلعون للقيادة والزعامة.

- زعبل: مليشيا الحوثي تستخدم الأطفال في الصفوف القتالية الأولى.

- تقارير حقوقية: مليشيا الحوثي جندت 18 ألف طفل ضمن مقاتليها.

تظهر الصور التي تنشرها مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة إيرانياً لقتلاها جراء المعارك الدائرة في عدد من جبهات القتال مدى استغلالها للأطفال وصغار السن ممن لم تتجاوز أعمارهم السابعة عشر عاماً.
ورغم تصنيف تجنيد الأطفال في طائلة جرائم الحرب التي تحرمها التشريعات والاتفاقيات الدولية واليمنية تمضي مليشيا الحوثي في جريمتها غير آبهة بمقتل وجرح آلاف الأطفال ممن وجدوا أنفسهم في الصفوف الأمامية دفاعاً عن انقلاب الحوثيين.
وتقدر التقارير الحقوقية الأممية والمحلية أن مليشيا الحوثي زجت بآلاف الأطفال للمشاركة في القتال إلى جانبها، منذ انقلابها على الحكومة الشرعية في 21 ديسمبر 2014.

نتائج كارثية

ويتسبب زج مليشيا الحوثي بالأطفال في جبهات القتال في نتائج كارثية على حياة الأطفال ومستقبلهم وفق مايذكره الصحفي المتخصص في شؤون الطفل عمار زعبل لـ"الثورة نت".
فإضافة إلى خطر الموت المحقق في جبهات القتال، يقول زعبل إن الأطفال المجندين يتعرضون لمخاطر كبيرة في معسكرات مليشيا الحوثي منها الاعتداءات الجسدية بالضرب، وأيضا التهديد بالسلاح، والحرمان من الأكل، والعقاب بالسجن، وهناك من يتعرض للاعتداء الجنسي. وفق مايذكره زعبل.
ويضيف عن التأثيرات النفسية التي تصيب المجندين الصغار: "الطفل المجند يصل إلى حالة عدم الرضا بالحياة ،ومن الممكن أن يفكر بالموت والانتحار،  وقد يستغل وجوده في الجبهة فيكون في المقدمة ،وربما يتحول إلى انتحاري كل ذلك من أجل أن يتخلص من آلامه ويضع حد للانتهاكات التي تمارس عليه من قبل مشرفي الجماعة".
وأكد أن هناك تأثيرات متفاوتة من القلق النفسي للطفل المجند نتيجة للصدمات النفسية التي يتعرض، كالتبول اللاإرادي، والكوابيس، والتأخر المدرسي، والانطواء والعدوانية، الأمر الذي يتطلب عمليات إعادة تأهيل مكثفة لهم حتى يتمكنوا من العودة إلى الحياة الطبيعية.
ولا توجد إحصائيات دقيقة تبيّن الأعداد الحقيقة للقتلى من الأطفال خلال الحرب الدائرة في البلاد، إلا أن بعض تلك الإحصائيات تشير إلى أن الحرب تسببت في مقتل نحو ستة ألاف طفل، ويعد تجنيد الأطفال أحد أهم أسباب ارتفاع نسبة القتلى بينهم.

أساليب ومغريات

وتلجأ مليشيا الحوثي إلى سلوك أساليب عدة لاستقدام الأطفال من أجل القتال معهم، منها إغرائهم بالحصول على السلاح، ومنحهم شهادات دراسية بمعدلات متفوقة، واستخدام الإختطاف والترهيب والترغيب.
تقول "هاجر" - إسم مستعار لأم تسكن العاصمة صنعاء يحتفظ "الثورة نت" بإسمها الحقيقي -  إن ابنها الأكبر محمد ذو الـ 11 ربيعا، اختفى عنها بشكل مفاجئ، وبعد البحث المكثف عنه, عُثر عليه في أحد معسكرات تدريب جماعة الحوثي.
وتضيف لـ"الثورة نت" بعد أن عاد معنا إلى البيت وجدنا تغيرات كبيرة قد طرأت عليه من الناحية النفسية والسلوكية؛ فلم يعد يتصرف كطفل، وأصبح شرساً وعدوانياً بتعامله معي ومع إخوته.
محمد - وفق والدته التي تحدثت وهي تغرورق في البكاء - اختفى بعد شهر من عودته إلى المنزل، ليعود هذه المرة قطعاً صغيرة بالكاد تم التعرف عليه بعد أن قُتل في حجور بمحافظة حجة.
فيما يؤكد زعبل أن مليشيا الحوثي تستخدم أساليب كثيرة لاستقطاب الأطفال، منها أساليب الترغيب من خلال وعودها لهم باعتماد رواتب وأسلحة، وكذلك التأثير على عواطفهم بالخطابات العاطفية لاستدراجهم إلى الجبهات.
كما لاتتورع مليشيا الحوثي - وفق زعبل - من استخدام أساليب الترهيب وذلك من خلال ممارسة الاضطهاد على الفئات المستضعفة وتهديدهم وترويعهم حتى يسلموا أطفالهم إلى الجبهات.
وأكد أن مليشيا الحوثي سخرت كل ما لديها من إمكانيات من أجل استقطاب كل شرائح المجتمع بما فيهم الأطفال مستغلة اندفاعهم وتأثرهم بكل ما يقال لهم، وبالتالي يؤدون المهام لها بأقل التكاليف.
وأشار إلى أن الحوثيين يستخدمون الأطفال المجندين كنسق أول في المواقع الأمامية لجبهات القتال، وفي النقاط التابعة لهم، وفي نقل الإمداد، والتموين، والتجسس، ونقل المعلومات، كما أنهم يستخدمونهم كمرافقين لمشرفيهم وغير ذلك من المهن التي لا تتناسب مع أعمارهم.
ويشير تحالف رصد انتهاكات حقوق الإنسان إلى أن الحوثيين استفادت من الفقر السائد في البلد، بالإضافة لتوقف العملية التعليمية وغياب الأطفال عن المدرسة لتعزيز عمليات التجنيد والأدلجة الفكرية الضارة والتي تُعتبر الطريق الرئيسي للتجنيد.

لماذا الأطفال؟

وأمام هذه الجريمة التي ترتكبها مليشيا الحوثي بحق الأطفال يبرز السؤال عن الأسباب التي تدفع المليشيا لتجنيد صغار السن في القتال في صفوفها رغم غياب الخبرة القتالية، وطبيعة مرحلتهم العمرية التي لاتزال غير مهيأة لخوض القتال وحمل السلاح.
وفي هذا السياق التقى موقع "الثورة نت" مدير مشروع إعادة تأهيل الأطفال المجندين والمتأثرين بالنزاع المسلح في اليمن عبدالرحمن القباطي الذي تحدث عن أسباب تعرف عليها من خلال الأطفال الذين تم إعادة تأهيلهم على مدى ثلاث سنوات في المركز المدعوم من المملكة العربية السعودية.
يقول القباطي: بالرغم أن الأطفال  يجندون في الغالب بسبب نقص عدد الجنود من الكبار أو الشباب، إلا أننا وجدنا من خلال قصص الأطفال الذين تم إعادة تأهيلهم على مدى ثلاثة أعوام أن من أهم الأسباب تتمثل في أن الأطفال أقل كلفة في الحرب، إذ يكتفون بمبالغ بسيطة ، وأحياناً مقابل الغذاء بعكس تكلفة الكبار، بالإضافة إلى  سهولة التأثير عليهم عقائديا وفكريا، وبالتالي تسهل عملية إدارتهم في المعارك.
ويضيف: يستغل الحوثيون حب المغامرات لدى الأطفال وعدم تطلعهم إلى القيادة والزعامة، وبالتالي فإنهم يعملون كقطيع تحت إمرة القائد المعين من الجماعة المسلحة، علاوة على استغلاها لضمائر الطرف الآخر للحرب كون الأطفال يشكلون تحدياً أخلاقياُ أمامهم "فلا أحد يجرؤ أن يقتل طفلا".
يجدر الإشارة إلى أن القانون الدولي الإنساني مشاركة الأطفال في النزاعات المسلّحة، ويعتبر أن مشاركتهم في الأعمال العدائية انتهاك للقواعد الإنسانية، كما يعتبر تجنيد الأطفال دون الـ15 من العمر إلزامياً أو طوعياً في أو استخدامهم للمشاركة فعلياً في الأعمال الحربية، جريمة حرب وفقاً للنظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية (نظام روما الأساسي).
 كما أوصى المؤتمر الدولي الـ26 للصليب الأحمر والهلال الأحمر المعقود في كانون الأول (ديسمبر) 1995 بأن تتخذ أطراف النزاع كل الخطوات الممكنة لضمان عدم اشتراك الأطفال دون سن الـ18 في الأعمال الحربية.