الارياني: مليشيا الحوثي تحاول جر اليمن لحروب لا طائل منها وتحويل صنعاء إلى نسخة من "الضاحية الجنوبية" "سلمان للإغاثة" يوزع مساعدات إيوائية طارئة في شبوة تعادل الكويت مع عمان بهدف لمثله في أولى مباريات خليجي 26 الفريق القانوني المساند لمجلس القيادة يعقد اجتماعه الأول في عدن أجهزة الأمن بشبوة تفكك عبوة ناسفة زرعت لاستهداف قوات الجيش والأمن مصدر مسؤول: سفارة اليمن في دمشق ستستأنف عملها بمجرد استعادة مقرها اجتماع يناقش المشاركة في مباحثات مجلس الأعمال اليمني - السعودي في مكة ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال الاسرائيلي على غزة إلى 45,227 شهيدا اليمن يشارك في حفل افتتاح بطولة كأس الخليج بنسختها الـ٢٦ في الكويت إصابة مدني بانفجار لغم من مخلفات المليشيات الحوثية الارهابية شمالي الجوف
قام الحوثيون بتصفية واختطاف وتدمير منازل 22 من المشائخ المتواطئين.
أقدمت على اختطاف أربعة من المشائخ أحدهم عينته محافظاً لمحافظة للحديدة.
اقتحمت المليشيا منازل اثنين من المشائخ أحدهم وزيراً في دولتهم الإنقلابية.
لم يكن شيوخ القبائل الذين ساندوا عبدالملك الحوثي ومليشياته للانقلاب على الدولة وضرب القوى المعارضة لمشروعها يدركون أنهم سيتحولون إلى هدف لمن وقفوا إلى جانبهم، وأن حياتهم وممتلكاتهم وكرامتهم باتت مطلباً حوثياً لا رجعة عنه، بعد كل التضحيات والخدمات التي سبق وأن قدموها خلال مرحلة إسقاط الدولة.
لقد تحول 2019 إلى عام تصفية المشائخ الذين ساندوا المليشيا في الإنقلاب، ومطاردتهم واختطافهم وتفجير منازلهم، حيث رصد موقع "الثورة نت" قيام مليشيا الحوثي بتصفية واختطاف ومداهمة وتدمير منازل 22 من مشائخ القبائل، موزعة على 12 جريمة تصفية، وخمس عمليات اختطاف، وتفجير ثلاثة منازل، ومداهمة منزلين.
قتل مباشر
وكان الشيخ القبلي البارز أحمد سالم السكني، أحد أهداف المليشيات الحوثية في 2019، حيث قتل برصاص مشرف المليشيات الحوثية على منطقة صرف بصنعاء المدعو أبو ناجي الماربي، الذي تعمّد إهانة الشيخ السكني قبل أن يطلق عليه الرصاص المباشر ليرديه قتيلاً مطلع أبريل 2019.
وأثارت الطريقة التي قُتل بها السكني على يد المليشيات، غضباً واسعاً في الأوساط الشعبية والقبلية، تداعت على إثرها قبائل صنعاء وعمران، في اعتصامات ووقفات احتجاجية منددة بالجريمة، ومطالبة بتسليم المجرم وتقديمه للعدالة، إذ كان يحظى الشيخ السكني بحضور قبلي واسع.
ورغم حالة الاحتجاج والغضب التي شكلها مقتل السكني للمطالبة بالقاتل الذي يحظى بحماية المليشيات الحوثية، إلا أن أنها تملصت عن تسليمه لتصل بعد ذلك إلى رفض التسليم، مهددة المشاركين في الإعتصامات بالزج بهم في المعتقلات وقمعهم بالقوة.
وفي 26 مايو 2019 أقدم مشرف المليشيات الحوثية في مديرية الحشاء بمحافظة الضالع ويكنى "أبو عماد" المقرب من زعيم المليشيات على تصفية قيادي موالي لها يدعى زيد جزيلان البرطي، إثر خلافات حول تولي منصب مدير المديرية، وتبادل اتهامات بشأن الاستحواذ على ما تم نهبه من الممتلكات العامة والخاصة.
وفي يونيو 2019 أقدمت عناصر حوثية مسلّحة على قتل وكيل محافظة إب المعين من قبل المليشيات، وأحد وجهاء المحافظة الذين سهلوا لها السيطرة على المحافظة ويدعى إسماعيل سفيان، بعد دخوله في خلافات مع قيادات حوثية انتهت بمقتله وإصابة عدد من مرافقيه.
الشهر الأسوأ
ومثل شهر يوليو من العام 2019 الشهر الأكثر وحشية على مشائخ القبائل في مناطق سيطرة المليشيات حيث أقدمت خلال هذا الشهر على قتل ستة من المشائخ والوجاهات الإجتماعية كان على رأسهم الشيخ سلطان محمد الوروري (37 عاماً) - مهندس إسقاط عمران وإسقاط اللواء 310 بقيادة الشهيد حميد القشيبي- والذي قتل بطريقة غادرة على يد خمسة من مسلحي مليشيات الحوثية، أحدهم من محافظة صعدة، وأربعة أخرين من محافظة عمران.
وبحسب رواية مقربين فقد قام الحوثيون باستدراج الشيخ الوروري، من منزله الكائن بإحدى قرى مديرية قفلة عذر بعمران إلى مكان خارج القرية، وهناك قاموا بتصفيته ورميه جثة هامدة على قارعة الطريق، ولم يعرف أحد عنه شيئًا إلا صباح اليوم التالي حينما وُجد مقتولاً وقد نهبت سيارته، وجنبيته، ومسدسه الشخصي، وتلفونه والنقود التي كانت معه.
وجاءت تصفية الشيخ الوروري، وفقاً لرواية المقربين، على خلفية قيامه بالتوسط في قضية أحد أبناء منطقته، الأمر الذي أغضب المليشيات الحوثية ودفعها لتصفيته ليكون عبرة لكل من يحاول التعاطف مع أي شخص تعتقله أو تقرر استهدافه.
ويعد الوروري، أحد الوجاهات القبلية البارزة الذين أعلنوا ولائهم للمليشيات الحوثية منذ وقت مبكر، وقاتل إلى جانبها في حروب صعدة الست ضد الدولة بين عامي (2004م - 2009م) ، وشارك فعلياً في الهجوم على اللواء 310 وقائده العميد حميد القشيبي في يوليو 2014م، كما شارك معها في العديد من الجبهات في الجوف ومأرب والحديدة.
الغدر القاتل
وتنوعت طرق الحوثيين في تصفية حلفائهم، إلا أن أبرزها هو القتل بطريقة غادرة ومهينة بغرض بث الرعب في أوساط السكان والشيوخ الآخرين الموالين لها، وهو المصير الذي لاقاه الشيخ محمد المطري، المكني "أبو سراج"، أحد مشايخ بني مطر غرب صنعاء.
فبينما كان الشيخ محمد المطري، يوم 14 يوليو 2019، في منزله بصنعاء، قدم إليه أحد مشائخ محافظة صعدة يكنى “أبو الزهراء“ أحد المقربين من زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي، وحينها اشتبكا بالأيدي، قبل أن يتدخل المرافق الشخصي للقيادي "أبو الزهراء" ويطلق على "المطري" وابلًا من الرصاص ويرديه قتيلًا، وفقاً لمصادر محلية.
ويعد الشيخ المطري، ممن قاتلوا إلى جانب المليشيات الحوثية أثناء اقتحامها العاصمة صنعاء أواخر 2014، ليصبح أحد قياداتها البارزين بعد أن كلّفته بالعمل ضمن استخباراتها.
ومنتصف يوليو 2019، قتل الشيخ جلال محسن منصور- أحد الموالين للمليشيات- وأصيب آخرون من مسلحي الحوثي في محافظة إب، نتيجة خلافات بينه وبين قيادات حوثية قدمت من محافظة صعدة، ممن يسمون أنفسهم بالمشرفين الأمنيين.
القتل بالوكالة
ورغم العدد الكبير من جرائم القتل التي ارتكبتها مليشيات الحوثي بمناطق سيطرتها خلال 2019، إلا أن أغربها هو التخلص من شيخ قبلي بشيخ قبلي آخر، وهو ما حدث لكل من الشيخ محمد الشتوي والشيخ مجاهد قشيرة نهاية يوليو 2019 بعد افتعال مشاكل بينهما قادت لقيام قشيرة بقتل الشتوي، لتصبح جريمة قتل الشتوي ذريعة للتخلص من الشيخ قشيرة.
والشيخ "محمد الشتوي" هو أحد وجهاء مديرية سفيان بمحافظة عمران، ومن أبرز الموالين للمليشيات الحوثية، في حين ينتمي الشيخ "مجاهد قايد قشيرة الغولي" إلى مديرية القفلة بذات المحافظة وهو أحد الوجاهات القبلية المتحالفة مع الحوثيين.
وفي ذات الأحداث التي اندلعت على خلفية هذه القضية قتل شقيق الشيخ محمد الشتوي، ويدعى هادي الشتوي، وثلاثة آخرين خلال الحملة التي قادتها المليشيا لتصفية الشيخ مجاهد قشيرة، وجميع هؤلاء الضحايا هم ممن ساندوا المليشيا الحوثية لإسقاط عمران، وإسقاط العاصمة صنعاء، وشاركوا في إجهاض انتفاضة 2 ديسمبر 2017 التي انتهت بتصفية الرئيس السابق "علي عبدالله صالح" على يد الحوثيين.
ولم تتوقف المليشيا الحوثية عند قتل "قشيرة" بل أقدمت على سحله بعد مقتله والتمثيل بجثته في مديرية ريدة، والتنكيل بعدد من أفراد أسرته، وتفجير منزله، وإمعاناً في الإهانة والإذلال تعمّدت توثيق وتصوير عملية التمثيل والسحل وتوجيه الشتائم للجثة، وترديد الصرخة الطائفية، قبل أن تنشر المقاطع المسجلة، على مواقع التواصل الاجتماعي باعتبارها انتصاراً كبيراً يوجب الاحتفال.
خيانة التضحيات
ومطلع سبتمبر 2019، أقدمت مليشيا الحوثي على تصفية الشيخ احمد الشعملي، أحد مشائخ مديرية سفيان بمحافظة عمران، أثناء تناوله وجبة الغداء في مطعم أمام ملعب الثورة بصنعاء، ويعد من القيادات القبلية الموالية للحوثيين وضحى بإثنين من أولاده الذين قاتلوا إلى جانب الحوثيين.
ورغم تمكن أهالي المجني عليه من تحديد هوية مرتكبي جريمة القتل من خلال كاميرا أحد المحلات القريبة من المطعم الذي كان يتناول الغداء فيه إلا أن مليشيا الحوثي رفضت ملاحقة الضالعين في الجريمة، وتسترت عليهم وفق المصادر.
ومنتصف أكتوبر 2019، أقدم أحد عناصر المليشيات الحوثية على إعدام الشيخ طفيان علي طفيان، أحد مشائخ مديرية شرس بمحافظة حجّة، وأمين عام مجلسها المحلي.
ويعد الشيخ طيفان، أحد مشايخ مديرية شرس الداعمين لمليشيا الحوثي وعمل على تحشيد أبناء المديرية إلى جبهات القتال الحوثية، قبل أن يستدرجه مسلح حوثي من ذات المنطقة إلى خارج المنزل ويباشر إطلاق الرصاص عليه ويرديه قتيلًا بالقرب من منزله وأمام أهله وأبنائه.
ويوم السبت 5 أكتوبر 2019، داهمت عناصر حوثية مسلّحة على متن أطقم قرية المعزية بمنطقة العود بمحافظة إب، وقامت باعتقال الشيخ أحمد مصلح الحضرمي (55 عاماً)، واقتادته بالقوة على متن أحد الأطقم إلى خارج المنطقة.
وطبقاً لشهادات الأهالي، حينها، فإن المسلحين الحوثيين أقدموا على تصفية الشيخ "الحضرمي" على متن الطقم فور مغادرتهم القرية، رغم أن الذريعة التي داهموا بها القرية هو زعم سماعهم إطلاق نار بأحد الأعراس فيها.
اختطاف واقتحام
ومنذ مطلع 2019، أقدمت المليشيات على اختطاف العديد من الرموز القبلية والوجاهات الاجتماعية ومنهم اللواء علي الضبيبي - أحد شيوخ محافظة ريمة - والشيخ محمد حسين الضبياني - أحد مشائخ ذمار - والشيخ حميد أحمد أمين الشهاري - أحد وجاهات محافظة إب - والشيخ مختار القشيبي - شيخ مشائخ بلاد الروس والأمين العام لحزب العمل اليمني - والشيخ علي بن علي القوزي - محافظ الحديدة المعين من قبلهم - والذي أصدرت بحقّه حكمًا بالإعدام بتهمة "الخيانة" وهي تهمة تقوم بتلفيقها لابتزاز وإذلال أي شخص يخالفها.
كما شهد العام 2019، قيام المليشيات باقتحام العديد من منازل المشائخ والوجاهات الإجتماعية، ومنها اقتحام منزل الشيخ المتحوث محمد علي الحضرمي - أحد مشايخ مديرية سنحان بصنعاء - بتاريخ 27 يوليو 2019، وكذا اقتحام منزل عضو مجلس النواب اليمني المتحوث ووزير المالية في حكومة الإنقلاب عبده بشر.
كما قامت بتفجير منازل العديد من شيوخ القبائل في مناطق سيطرتها ومنها منزل الشيخ القبلي علي فرحان الجلحوي، ومنزل الشيخ علي أحمد صلاح المقدشي، بمحافظة ذمار، وهو والد وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محمد علي المقدشي، ومنزل القيادي الحوثي مجاهد قشيرة بعد قتله.
ويعيش المشايخ والوجاهات المجتمعية والقيادات العسكرية والمدنية البارزة في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية وضعاً أشبه ما يكون بـ"الإقامة الجبرية" جراء حملة الإرهاب والابتزاز التي تنفّذها بحقّهم، ويخشون باستمرار انتقامها منهم باختطافهم وتعذيبهم أو قتلهم بتهمها الجاهزة "الخيانة" و"العمالة" والتي عادة ما تلّفقها لكل من لا يروق لها قبل أن تبطش به.