صادرات السعودية غير النفطية ترتفع 22.8 بالمائة في سبتمر 2024 العميد الأكحلي: شرطة تعز ماضية في تثبيت الأمن والاستقرار بالمحافظة اللواء الجبولي: الوحدة 16 طيران مسير تلعب دورًا محوريًا وحاسما في ميدان المعركة قائد لواء الريان بالمنطقة العسكرية الثانية يؤكد أهمية تعزيز الحس الأمني تدشين برنامج الطبيب الزائر الـ41 لجرحى القوات المسلحة في مأرب انطلاق البطولة الثانية لكرة اليد لأندية محافظة مأرب اليمن يترأس الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين الارياني: مليشيات الحوثي تواصل احتجاز المئات على خلفية نيتهم الاحتفال بذكرى ثورة سبتمبر الوزير الزنداني يصل العاصمة الإيطالية للمشاركة في منتدى حوارات روما المتوسطية "صحة مأرب" يوزع 53 ألف ناموسية مشبعة بالمبيد في مديريات الوادي وحريب ورغوان
- كل المؤشرات تؤكد أن النظام الإيراني لم يعد باستطاعته إخماد غضب الشعب نهائيًا
- هناك تضامن شعبي إيراني لم يحصل مثله منذ صعود نظام الولي الفقيه
- هناك أزمة هوية حقيقية تهدد استمرار النظام الإيراني واستقراره
- النظام الإيراني يعوّل على دور الحوثيين باعتبارها الذراع الأقوى في المنطقة
- أي حركة لزعزعة النظام الإيراني لا تنتهي بالإطاحة به تنعكس سلباً على استقرار الدول
منتصف سبتمبر الماضي (2022) اندلعت سلسلة من المظاهرات الغاضبة في إيران، احتجاجاً على مقتل الشابّة الإيرانيّة من أصل كردي "مهسا أميني" بعد تعرضها للضرب المبرح أثناء احتجازها واعتقالها من قِبل شرطة الأخلاق التابعة للحكومة الإيرانيّة.
بدأت الاحتجاجات في مسقط رأس "مهسا" بمدينة سقز الإيرانية، وخلال أيام امتدت لتشمل مدن أخرى منها سنندج، ديواندره بانه وبيجار في محافظة كردستان، قبلَ أن تتوسَّع لتشمل أغلب المدن الإيرانيّة بما فيها العاصمة "طهران".
هذه الاحتجاجات، أثارت فزع النظام الإيراني الذي سارع لاستخدام القوّة المفرطة لقمع المحتجّين السلميين، وفرض تعتيم إعلامي واسع النطاق على مستوى البلاد، بما فيها قطع خدمة الإنترنت وتقييد الوصل إلى وسائل التواصل الاجتماعي، وإطلاق حملات تشوية وتحريض واسعة ضد المحتجّين، ووصفهم بأنهم عملاء للخارج، وهو ما رفع وتيرة القمع وسقوط ضحايا من المدنيين.
ووفقًا لمنظمة حقوق الإنسان الإيرانية، فإن ما لا يقل عن 416 شخصًا من بينهم 51 قاصرًا قتلوا اعتبارًا من 22 نوفمبر، نتيجة قمع السلطات الإيرانية للاحتجاجات، بما في ذلك الغاز المسيل للدموع وإطلاق النار. ووصفت هذه الاحتجاجات بأنها الأكثر دموية منذ احتجاجات 2019-2020 التي أسفرت عن مقتل أكثر من 1500 شخصًا.
"الثورة نت" أجرى حواراً مع الباحثة المتخصصة في الشأن الإيراني أمل عالم، لتسليط الضوء على أسباب اندلاع هذه الاحتجاجات، ومن يشعلها، وما تأثيراتها على الأوضاع داخل إيران، على النظام الإيراني خصوصاً، وتداعياتها على الأذرع الإيرانية في المنطقة، وعلى استقرار الدول التي تتواجد فيها هذه الأذرع.
إلى تفاصيل الحوار الذي أجراه/ فارس السريحي:
بداية، من خلال متابعتك للتطورات في إيران، كيف تقرئين المشهد اليوم مع استمرار الاحتجاجات الشعبية ضد النظام الحاكم للشهر الرابع على التوالي؟
بالتأكيد، يعكس هذا المشهد الإيراني مستويات الغضب والسخط الشعبي ضد النظام الحاكم، عند مختلف الفئات الاجتماعية والعمرية والعرقية، والتي وصلت إلى مراحل متقدمة، لأسباب وعوامل متعددة اقتصادية واجتماعية وسياسية.
هذه الاحتجاجات ليست جديدة، ولم تنشأ مؤخرًا؛ لكنها تتسع وتزداد بسبب التراكمات. إضافة إلى أنها أصبحت متشابكة ومتداخلة بشكل يزيد الأمور تعقيداً، ويجعل من مسألة حلها للخروج بالناس من دائرة السخط والغضب لضمان عدم تكرار مثل هذه الاحتجاجات أمراً يمكن القول بأنه أضحى شبه مستحيل. ناهيك عن تدهور الأوضاع المعيشية بسبب تردي الوضع الاقتصادي وارتفاع نسبة التضخم في البلاد.
هناك أزمة حقيقية تهدد استمرار النظام الإيراني واستقراره. أزمة الهوية. كيف يرى الشعب الإيراني نفسه أو كيف يريد أن يُعرف للآخرين، وما هو الانتماء الأقوى لدى الإيرانيين الذين يرون أنفسهم من خلاله كشعب وهوية وانتماء.
كيف ترين مآلات هذه الاحتجاجات في ظل القمع الشديد الذي تتعرض له من قبل السلطة؟
عملياً، خفتت حدة هذه الاحتجاجات عما كانت عليه في البداية؛ لعدّة أسباب أوّلها: حدّة القمع والعنف المستخدم ضد المحتجين والذي تسبب بمقتل العديد منهم بطرق وحشيّة ومرعبة، وادعاء النظام أنهم انتحروا.
وثانياً: المحتجين من فئة الشباب وكثير منهم في بداية العشرين أو دونها، أي لا يزالون تحت رعاية الوالدين الذين يستطيعون التأثير في قرارهم ومنعهم من النزول إلى الشارع والمشاركة في الاحتجاجات خوفاً على سلامتهم وحفاظاً على أرواحهم، ولذلك تعمد النظام منذ البداية اللجوء إلى القتل.
إضافة إلى سبب رئيسي آخر هو افتقار هذه الاحتجاجات إلى قيادة منظمة في الداخل، حيث يستغل النظام الإيراني هذا الأمر لإحباط المحتجين وتثبيط عزيمتهم، بتصوير الوضع بطريقة توحي لهم أنهم مغرر بهم، ويتم استغلالهم من شخصيات بالخارج من أجل منافعهم الشخصية وهم يدفعون في مقابل ذلك الدماء.
هل ترين أن النظام الإيراني نجح في إخماد هذه الاحتجاجات إلى الأبد؟
في اعتقادي أن وصول الاحتجاجات في إيران إلى هذا المستوى يشير إلى أنها لن تموت، هي تخفت وتدخل في غفوات قصيرة لكنها تعاود الانتفاض مرة أخرى بشكل أقوى من السابق.
وبالنظر إلى حدة الاحتجاجات الأخيرة، ونوعية الفئات التي انخرطت فيها، والشعارات التي رفعتها، كلها مؤشرات تؤكد أنه لم يعد باستطاعة النظام إخماد غضب وسخط الشعب نهائيًا.
كيف تفسرين طبيعة تعامل النظام الإيراني العنيف والمتصاعد مع المحتجين السلميين لا سيما في المناطق الكردية؟ وما تبعات هذا الرد؟
هذا العنف يدل على فشل النظام في حل المشاكل الداخلية، بل ووصوله إلى مرحله العجز عن حل هذه المشاكل التي يعاني منها الشعب الإيراني منذ عقود، ولذلك يجد العنف والبطش الوسيلة الوحيدة أمامه التي يمكن أن تنقذه من السقوط وتحفظ له الاستمرار في الحكم، فيلجأ لأعلى درجات العنف؛ من خلال القتل وتنفيذ أحكام إعدام بحق شباب دون محاكمات حقيقة وشفافة؛ وإنما محاكمات شكلية سريعة، ولا يتم إخبار الأهل قبل مدة كافية ويعين فيها النظام محامي للمتهم.
داخلياً، يعول النظام على العنف فقط في إيقاف الناس عن الإطاحة به. ولو لم يكن النظام الإيراني قد استشعر أن هناك خطر حقيقي يهدد بقاءه بالفعل وأنه عاجز عن حل مشاكله الداخلية لما لجأ إلى ذلك.
ورغم أن لهذا الأمر تبعات مستقبلية، إلا أنه من الواضح أن النظام يبحث عن مخرج سريع فقط بدون التفكير في التبعات المستقبلية.
في المقابل، كيف تقيمين حالة التضامن الشعبية والفئوية والقطاعية مع المحتجين، بما فيهم السياسيين والفنانين والمثقفين والصحفيين والأطباء ولاعبي كرة القدم؟
لاقت هذه الاحتجاجات موجة تضامن واسعة ولافتة للانتباه، خصوصاً بعد أن قوبلت بالقمع الحاد من قبل أجهزة النظام الحاكم. وحالة التضامن هذه لم تحصل بهذا الشكل في أي احتجاجات سابقة منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية تحت نظام الولي الفقيه.
هذه الحالة من التعاطف والتضامن جاءت من حقيقة أن هؤلاء المحتجّين هم مثل بقية الناس؛ مواطنين لهم تطلعاتهم وطموحاتهم التي تضررت بسبب الفساد المتحكم بكل شيء في إيران. إضافة إلى المعايير والقيود المفروضة عليهم من قبل النظام تحت غطاء الدين، ويأتي ذلك في حين ينعم أبناء المسؤولين بحياة مرفهة في دول الخارج التي ذهبوا إليها سواء للتعليم أو العمل.
كيف تقرئين هذا الزخم الذي لُوحظ في الاحتجاجات، خصوصاً من قبل النساء؟
يشير هذا إلى أن أفراد الشعب الإيراني إما أن يكون قد وصلوا إلى مرحلة الشعور بأنه لم يعد لديهم ما يخسرونه إذا ما عارضوا هذا النظام، أو أنهم يستشعرون ضعف النظام واقتراب سقوطه.
وبالتأكيد، لاقت هذه الاحتجاجات تضامنًا واسعًا من الشخصيات النسوية سواء من المتواجدات في الداخل الإيراني أو في الخارج، فالاحتجاجات الحالية شعارها الدفاع عن المرأة وحريتها.
وفي البداية حاول النظام استغلال مكانة وشعبية بعض النساء الإيرانيات اللاتي يحظين باحترام وشعبية بين الناس من خلال تعليق صورة كبيرة في ميدان وليعصر تضم صور طيف واسع منهن، للقول بأنه داعم للمرأة ويحترمها، وهو الأمر الذي استفز عدد من هؤلاء النساء ودفعهن للخروج والتعبير عن غضبهن من استخدام النظام لصورهن لغسل يده من دم "مهسا أميني" وبقية الشابات الإيرانيات. وكان محرجاً للنظام الذي اضطر بعدها لإزالة الصورة بسرعة.
ويعد ظهور شخصيات عامة نسائية إيرانية بدون حجاب خطوة شجاعة للغاية؛ خاصة من الفنانات والإعلاميات اللاتي يدركن عواقب هذه الخطوة بالنسبة لعملهن في السينما والتلفزيون، فقد يخسرن الأعمال الفنية والإعلامية لسنوات طويلة مع بقاء النظام الحالي.
وإجمالاً، لاحظنا انضمام الكثير من الشخصيات الاجتماعية من مختلف الأوساط إلى قائمة التضامن مع الشباب المحتجين والرافضين لاستمرار النظام في استخدام العنف ضد العزّل.
برأيك، كيف ستؤثر هذه الاحتجاجات على النظام الإيراني ؟
في الواقع كشفت هذه الاحتجاجات أمرين مهمين، الأول مستوى الضعف الحقيقي الذي وصل إليه نظام الولي الفقية، وعجزه- في الوقت ذاته- عن ترميم هذا الضعف. والأمر الثاني: اتساع فجوة العداء وعدم الثقة بين النظام والشعب، وفي اعتقادي كان هذا السبب في انتفاض الناس عند مقتل "مهسا أميني" على يد شرطة الأخلاق.
هذا الضعف المقترن بالعجز، عدا القدرة على استخدام العنف واختياره عقوبة الإعدام، يشير إلى أنه سيواجه موجه احتجاجات قادمة أقوى.
وسيؤدي الأسلوب الذي انتهجه النظام للسيطرة على الاحتجاجات الحالية إلى إثقال رصيده من كراهية الشعب له.
أصبحت جرائم النظام المباشرة تجاه المواطنين كأفراد تتكرر بسرعة، وهذا يعكس مدى استهتاره بأرواح المواطنين. في السنوات الأخيرة ارتكب العديد من الحماقات، منها المقصودة ومنها غير المقصودة، لا يفرق الأمر كثيراً فالنتيجة واحدة، اتساع فجوة العداء وعدم الثقة بين النظام وشريحة كبيرة من الشعب وهي تكبر بشكل دائم وسريع أيضاً.
يمكن القول إن هذه الحالة (عدم الثقة) ساءت مع إخفاء النظام مسؤولية الحرس الثوري عن إسقاط الطائرة الأوكرانية خطأً مطلع العام 2020 ومقتل جميع ركابها، واضطراره لاحقاً للاعتراف بعد كشف الدول الغربية لحقيقة أن صاروخين إيرانيين وراء الحادث، والآن حادثة مقتل مهسا أميني. والأخيرة أسست شعار (المرأة، الحياة، الحرية) وهو سبب جديد للانتفاض الحاد ضد النظام، وبرأيي هذا الشعار ليس مؤقتاً، بل سيبقى حياً إلى أن يتحقق.
أين تكمن خطورة هذا الشعار بالنسبة للنظام؟
تكمن خطورة هذا الشعار في كونه يتعارض مع الثوابت التي يقوم عليها النظام الإيراني، والتي يعرف نفسه من خلالها للعالم ولاتباعه حول العالم كنظام إسلامي شيعي.
وإضافة إلى الأسباب والعوامل الناتجة عن تدهور الوضع الاقتصادي والأحوال المعيشية للناس، أصبح هناك سبب قائم بحد ذاته عبر عنه الإيرانيون في شعاراتهم خلال الاحتجاجات الأخيرة.
هذا الشعار يؤسس لنوع جديد من الاحتجاجات بمطالب مختلفة عن المطالب الاقتصادية تسعى إلى الحرية الاجتماعية غير المقيدة بالضوابط الدينية المتشددة التي يفرضها النظام. بمعنى أنه حتى إذا تحسنت الأوضاع الاقتصادية والمعيشية؛ سيكون دائمًا هناك سبب آخر للثورة هو شكل الحياة الفردية، ولذلك بلا شك ستؤثر هذه الاحتجاجات على استقرار النظام الحاكم في إيران.
بالنسبة لأذرع إيران في المنطقة، وخاصة اليمن، ما مدى تأثير الأوضاع في إيران عليها؟
للأسف تؤثر إيجاباً على الأذرع الإيرانية، وسلباً على استقرار دولها، فأي حركة لزعزعة النظام الإيراني لا تنتهي بالإطاحة به تنعكس سلباً على استقرار الدول التي يمتلك الحرس الثوري مليشيات وأذرع مسلحة فيها.
ففي الوقت الذي فشل فيه النظام بالنهوض بالوضع الاقتصادي وتحسين الأوضاع المعيشية، نجح في بناء أذرع مسلحة تواليه وتدافع عنه.
فأهداف النظام الإيراني من صناعة هذه الميليشيات لا تقتصر على مد النفوذ والأيدلوجيا الخمينية خارج الجغرافيا الإيرانية لإيجاد قوة تحقق له الزعامة وقيادة المنطقة، بل هي أيضًا أحد وسائله لضمان بقاءه واستمراره في الحكم، ولذلك من الطبيعي أن يلجأ لها لتفادي السقوط، وكثيرة هي المواقف التي أظهرت تعويله الكبير على أذرعه في المنطقة للخروج من أزماته.
وآخر هذه المواقف استنفاره عند مقتل قاسم سليماني وازدياد احتمال توجيه ضربة عسكرية لإيران. حينها شاهدنا كيف دخلت أذرعه بلا استثناء على خط الأزمة والتحمت به لتصبح جزء من منظومة الأمن الإيراني، وأصبح الدفاع عنه مسؤوليتها، كما هي مسؤولية الجيش الإيراني. وبنفس القدر يعول عليها لإبقائه في سدة الحكم.
وباختصار هذه الأذرع هي القوة التي يمتلكها النظام الإيراني إضافة إلى الشريحة المؤيدة له في الداخل، لكن من الصعب الدفع بمؤيديه من الشعب بقوة قد ينتج عنها صدام داخلي يضعفه أكثر خاصة مع العنف المضاد الذي تعرض له شباب الباسيج في الشارع الإيراني في الاحتجاجات الخيرة والتي أضعفت هيبتهم ومكانتهم التي كانت في السابق.
ولهذا يزداد تعويله على أذرعه في المنطقة، والتي تتيح له خيارات متعددة الاستخدام؛ منها إمكانية توجيه ضربات تستهدف دول المنطقة، حيث وجه الحرس الثوري تهديدات لدول الجوار ومنها السعودية بأنها ستواجه رد قاسي إذا دعمت الاحتجاجات، وهنا يأتي دور الحوثيين في اليمن باعتبارها الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة، والقادرة على فعل الكثير لإنقاذ النظام الإيراني والحرس الثوري.
ولا شك أنه سيقوي هذه الأذرع أكثر في المرحلة القادمة، مع استمرار ضعفه ومشاكله في الداخل تزداد أهمية الدور الذي تلعبه هذه الأذرع في الدفاع عن هذا النظام وحمايته من السقوط. ولا تقتصر منفعتها على الاستخدام عن بعد، بل يتحدث المحتجون الإيرانيون في الداخل عن تواجد شباب غير إيرانيين وعرب من المنتمين لأذرع الحرس الثوري الإقليمية ضمن قوات فض الاحتجاجات هناك على الأرض في إيران.
كل ذلك يجعل من استمرار هذا النظام الضعيف يؤثر سلبًا على استقرار الدول، لأن استمراره أصبح قائماً على أذرعه في المنطقة ولذلك سيعمل على دعمها وتقويتها أكثر.
وفيما يتصل بالموقف الدولي من احتجاجات الشارع الإيراني، كيف تقرئين مواقف الدول تجاهها، وما مدى صحّة اتهامات النظام الإيراني بأنها مدعومة من الخارج؟
لم يعد خفياً، أن اتهامات النظام الإيراني للخارج هي إحدى استراتيجياته للتغطية على فشله الداخلي، وتبرير ما يحدث على أنه استهداف من الخارج من ناحية، ومن ناحية أخرى توفير عذر للبطش بالمحتجين تحت غطاء العمالة للخارج؛ أما الحقيقة فلا أحد في الخارج يرغب في رحيل هذا النظام ولا يعمل على إسقاطه.
الشكل الحالي للنظام الإيراني يوفر عوامل كثيرة تسهل للنظام العالمي الحفاظ على توازن القوى في المنطقة بشكل يرضيها من نواحي عديدة.
رأينا كيف عمل بايدن على إنعاش وتقوية النظام الإيراني وتعزيز نفوذه في المنطقة لا سيما شطب الحوثيين الذراع الإيرانية في اليمن من قائمة الإرهاب في وقت كان يعاني فيه من ضعف حقيقي بسبب تحرك الرئيس الأمريكي السابق ترامب ضده في آخر فترة إدارته.
ولهذا مواقف الدول التي تظهر وكأنها ضد النظام الإيراني ومنها فرض العقوبات، ليست سوى وسيلة ضغط لخفض سقف التوقعات الإيرانية ودفعه للذهاب للاتفاق النووي بمطالب معقولة.