أركان المنطقة السادسة يتفقد جبهات القتال شرق الجوف
مشروع "مسام" يشارك الأطفال النازحين في مأرب فرحة العيد
العامري يزور قيادة التحالف بوادي حضرموت ويتفقد المرضى بمستشفى سيئون
الرئيس العليمي يتلقى برقيات تهاني من رؤساء عدد من الدول بمناسبة عيد الفطر
رئيس مجلس القيادة يتلقى برقية تهنئة من أخيه الرئيس المصري بمناسبة عيد الفطر
رئيس مجلس القيادة يتلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الفلسطيني
ولي العهد السعودي ورئيس مجلس الوزراء اللبناني يبحثان مستجدات الأوضاع في لبنان
رئيس مجلس القيادة يتلقى برقية تهنئة من القيادة الاماراتية بمناسبة عيد الفطر
رئيس هيئة الأركان يؤكد أن بوارق النصر على مليشيا التمرد باتت قريبة
محافظ المهرة يتلقي قائد قوة الواجب (804)

ها قد ارتحلت أكثر أيام أكرم الشهور عند الله، رمضان؛ الذي اقتربت أيامه الأخيرة، باسطةً رحماتها ونسماتها بالمزيد، فهل سنكون في حالنا أكثر المتأملين فكراً وقلباً، ووعياً بهذا المرور الأسرع والأهون، هل يمكنُنا تدارك أيامه الباقية تزكيةً وسمواً، ألا نقترب وندنو منافسةً لأكثر المتعبدين، ونسعى لتقوية صلتنا بالحق الذي أنزل القرآن في الشهر الكريم، ألايُمكن أن ننظر إلى الزائل بمعنى الخالد، ونُطلُّ على الدنيا كإطلال الواقف على الأيام السائرة، ونُدقق في تفاصيل مرورِ وسرعة انقضاء هذه الأيام، ونحاسب غفلتنا وغفواتنا، وكثرة انشغالاتنا عن هذا الزائر الفضيل، نكتسب معانٍ غابت عنا، وننهلُ من زخات غيثٍ هَمِرةٍ علينا في أيام وليالي العشر الماطرة عما قريب!
تعالوا لنتحرر من قيود الأنفس الشحيحة، معلنين الانقياد للذي أهدى لنا رمضان، من أمرنا بالسجود له خاضعين قُرباً من الأرض نلامس التراب، نقتربُ منه وإليه قائلين "خشع لك مخي وعَصَبي وعظمي وقلبي وسمعي وبصري"، ونُهاتفه قائلين؛ " اللهم لك الحمد أنت قيّم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمدُ أنت ملك السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، اهدنا لِمَا اختلُف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم"؛ فقد ورد في الأثر أن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، كان يلهج في هذه الأدعية في قيامه بين يدي ربه بصلاة الليل.
الدرب إذاً يسير لمن يسره الله عليه، فمن يريد أن يتداركُ ما فاته من مائدة بُسطت أمامه، وقد تجاهلها غفلةً، أونسياناً أو لكثرة مشاغله، فسيسعى من قلبه ليعتذر لمن بسط له ما يسدُّ به رمقه؛ فكيف بمن أهدى إليه أمراً عظيماً ليُغيٍّر به قدره، وليس هذا فحسب؟!، وربما قدر العالمين؛ إليكَ إليكَ، وإلا لا تشد الركائبُ ومنك وإلا فالمؤَمّل خائبُ".
فامنحني يارب سَّكينة، وهب لي إدراكاً لمعاني جلالك العظيم حين أسجد بين يديكَ خاشعاَ باكياً.
"يارب؛ أَذق قلوبنا برمضان هذا العام، نسائم رحماتك، وحقق فينا مُرادك منه، وتسَّلم منا صومنا مُتقبلاً، ومُغيراً فينا هيشاتِ وطيشاتِ أنفسنا وجوارحنا إلى أحسن حال، مُتزكين في قلوبٍ ترنوا إليك وتشتاق إلى لُقياك دوماً وفي كل حال.
ومن هنا فإن أكثر المتأملين والمتمعنين في نفسه وفي من حوله؛ يدركُ عجز نفسه ومكامن ضعفها ونقاط قوتها، وفيما حوله يٌدرك حركة الهلال اكتمالاً ونقصاناً، بل يدرك عظمة أفلاك هذا الكون بأسرارها، ويدرك قدرةُ الله وعجائبها في تغيير ما في الأرض، خافضاً لعوالم امتلكت اسباب العلو في الدنيا فانتكست، ورافعاً لعوالم أخرى قدسَّت مراده وتنورت بهُداه فأمكنها في الأرض ورفع شأنها قاطعاً لشانِئها؛ غير أن درب ذلك مُيسرٌ لمن تيسر في النظر والتأمل وتدارس نواميس شؤون خلق الله، مُهتديا بالمعرفة والعلم، مُتمسكاً بحبل الله، عازماً أن يستفيد وأن يُفيد؛ وفي هلاك الظلمة والطغاة عبرةً وإنِ امتلكوا أسباب القوة والبطش والنفوذ، والغلبة؛ فقد قيل لأعرابيٍ بما عرفت الله؛ فأجابهم قائلاَ "من نقضِ العزائم".
فإذا ارتحلت هذه الأيام والليالي، وقد أمكنت منَّا مُراداً أراده الله فينا، فحين ارتحالها سنكون ممتنين لها، سُعداء في قلوبنا، منشرحين في افئدتنا، مُنجزين في حياتنا ودنيانا، ببركة تلك الليالي الهادئة، وبكرائم تلك الأيام التي عشناها ظمئاً وجوعاً غير عابئين بحرارة الشموس، وكثرة تكاليف أشغالنا.
ومهما يكُ حالُنا ففي الارتحال درسٌ بليغ لمن سيعقد العزم على العوض، وفي الوداع لحظات التألم التي قد تُفضي إلى المعالجة وتصحيح الخطوات.
المهمُّ والأهمُّ، ولا أهمّ من أن يستشعر الواحدُ منا من أنه وحده المقصود من رمضان، وأنه الوحيد معنيٌ بمخاطبة الله إليه؛ وإن فاتنا الكثير فلايأس، فدرب المعالجة المستمرة مع وجود الأخطاء كفيلُ بصلاح الحال والمآل، فلا تنشد الكمال في كل شيءٍ فإن المُنبتَّ لاظهراً أبقى، ولا أرضاً قطع.!
فاللهم اجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالا يعلمون، حالي لا يخفى عنك، أنتَ أعلمُ بِيَ مني فأعني يامعين.