مأرب: مبادرة التنمية تختتم بطولة "دوري 26 سبتمبر للناشئين وفئة البراعم" لكرة القدم الصحة اللبنانية: 2083 قتيلا و9869 جريحا منذ بدء العدوان الإسرائيلي السفير فقيرة يثمن التسهيلات التي تقدمها الحكومة الأردنية لليمنيين هيئة الإسناد اللوجستي تناقش سير العمل وتقييم الأداء "حقوق الانسان" تدين استمرار ميليشيا الحوثي باختطاف 70 موظفاً منذ 120 يوما القباطي يناقش مع برنامج الأغذية العالمي تعزيز التعاون الجمركي الارياني: استمرار مليشيا الحوثي في احتجاز المحتفين بثورة "سبتمبر" جريمة منظمة تهدف لقمع المشاعر الوطنية الزُبيدي يبحث مع السفيرة الفرنسية سبل تنسيق الجهود المشتركة لإحلال السلام تدشين برنامج تدريب فرق التوعية بمخاطر الكوليرا في شبوة الديوان الملكي السعودي: خادم الحرمين الشريفين يجري فحوصات طبية جراء التهاب في الرئة
العفو خلق بناء يرسي قواعد الوحدة ويسير شوامخ القوة ويرفع شعارات الكرامة والعزة ولا عجب فإن العفو دليل الإيمان فانظر إلى ما يصنعه العفو من علاقات بين الناس على مسرح الحياة وتدبر ما ينتجه كظم الغيظ في تعامل الناس من ثمرات العجب العجاب والأمر المستغرب ترى عطفا بعد جفوة ووحدة بعد فرقة وحسنا بعد سوء وسلما بعد شقاق ومن أجل هذه الثمرات الطيبة ومن أجل هذه الآثار الحسنة رغب فيه الشارع الحكيم ووعد عليه الأجر والثواب العظيم فقال تعالى “فمن عفا وأصلح فأجره على الله” وقال “وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين” وهكذا كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام فليكن لنا فيهم الأسوة الحسنة والقدوة الطيبة فنتخذ العفو عن المسيء خلقا لنا فلنعف عند المقدرة يروي أنس بن مالك قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس إذ رأيناه يضحك فقال له عمر: ما أضحكك يا رسول الله بأبي أنت وأمي فقال: رجلان جثي بهما بين يدي الله فقال أحدهما: يا رب خذ لي مظلمتي من أخي فقال الله وما يصنع أخوك وقد فنيت حسناته فقال يا رب يحمل عني من أوزاري عند ذلك بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إن هذا يوم عظيم يوم يحتاج الناس إلى من يحمل عنهم أوزارهم فقال الله للطالب ارفع بصرك فنظر فرأى قصورا من ذهب فقال يارب لأي نبي هذا فقال الله لمن يملك الثمن فقال يا رب وما ثمنه قيل له بعفوك عن أخيك فقال يا رب عفوت عن أخي فقال الله له خذ بيد أخيك وادخل به الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا جمع الله الخلائق نادى مناد وأين أهل الفضل فيقول الناس وهم يسيرون فينطلقون إلى الجنة فتتلقاهم الملائكة فتقول لهم: إنا نراكم سراعا إلى الجنة فيقولون نحن أهل الفضل فيقولون وما كان فضلكم¿ فيقولون كنا إذا ظلمنا صبرنا وإذا أسيء لنا عفونا وإذا جهل علينا حلمنا فيقال لهم ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين. حقا إن العفو عنوان الإيمان فما أجمل أن يصفح الإنسان عمن أساء إليه مع القدرة على القصاص منه وهي فضيلة من أعظم الفضائل التي تدل على سمو في النفس وطهارة في القلب ونقاء في السريرة وقوة في الإرادة وقدرة على التحكم في النفس ثم انظر ما فعله العفو بين الناس تر عفوا بعد جفوة ووحدة بعد فرقة وسلما بعد شقاق ومن أجل هذه الثمرات الطيبة رغب الله فيه ووعد عليه بالأجر الحسن فقال “ولمن صبر وغفر فإن ذلك لمن عزم الأمور” فهذه دعوة كريمة إلى العفو والصفح عن الناس حتى تسود المحبة والألفة والرحمة فيما بينهم فيترتب على ذلك الأجر والثواب العظيم من عند الله تعالى كما كان حال أبي بكر الصديق رض الله عنه مع مسطح بن أثاثة وقد خاض مع الخائضين في عرض ابنته عائشة رضي الله عنها وكان ينفق عليه وعلى عياله فأقسم الصديق أن يمنع عنه العطاء فأنزل الله قوله “ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين” إلى أن قال “وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم” فرد الصديق عطاءه مرة ثانية طمعا في مغفرة الله عز وجل.