شريط العناوين

الارياني: مليشيا الحوثي حولت محافظة إب لإقطاعية لمشرفيها القادمين من صعدة​ وعمران​ ورشة عمل الإصلاحات المؤسسية ترفع توصيات للحكومة وتسلسل لتنفيذ الإصلاحات في المحاور الستة الرئاسة الفلسطينية تؤكد رفضها إنشاء منطقة عازلة شمالي قطاع غزة لتوزيع المساعدات اللواء الزبيدي يدعو الى تظافر الجهود المحلية والإقليمية والدولية لتأمين ممرات الملاحة الدولية الزْبيدي يناقش مع السفير اليوناني تداعيات استمرار التصعيد الحوثي على الشحن البحري الدولي اللواء الأشول يدشّن الدورة الأولى لقادة سرايا اتصالات ويؤكد أهميتها في المعركة اليمن يترأس الاجتماع الـ 39 لمجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هيئة رئاسة البرلمان تعقد اجتماعاً لها وتزور البرنامج السعودي لتنمية واعمار اليمن السفير الأصبحي يبحث آفاق التعاون مع وزارة الإدماج الاقتصادي المغربية باصهيب يؤكد ضرورة استمرار التنسيق بين الحكومة والمنظمات الأممية

الخميس 21 نوفمبر 2024 م
الرئيسية - الدين والحياة - ■ علينا طي صفحة الماضي وتعزيز روح الوحدة والحوار لبناء اليمن المزدهر
■ علينا طي صفحة الماضي وتعزيز روح الوحدة والحوار لبناء اليمن المزدهر
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

استطلاع/أسماء حيدر البزاز –

■ بالخطاب الوسطي المعتدل يمكننا نشر قيم الدين الصحيحة وترسيخ الأمن والاستقرار

للخطاب الديني الوسطي دور بارز في نشر ثقافة السلم والحوار البناء والديمقراطي الهادف إلى توطيد جذور الأمن والاستقرار في البلاد ونبذ الخلافات الهدامة, ومن هذا المنطلق يبرز دور الدعاة والعلماء في تكريس هذه القيم من خلال مواعظهم وخطبهم بالاعتدال والوسطية المحايدة وانطلاقاٍ من مبادئ الإسلام الحنيف وبما يلبي مصلحة الوطن والأمة.

ويؤكد الشيخ نور الدين القدمي أن للعلماء الدور الأكبر والأعظم في نشر ثقافة السلم والحوار والبناء المجتمعي من خلال خطبهم ومواعظهم وحلقات الذكر التي تقام باستمرار والخواطر والمنشورات الدينية التذكيرية كيف لا وهم أصحاب الكلمة والدعوة وتأثيرهم أقوى وأبلغ من مختلف وسائل الإعلام أو الدورات والبرامج والمؤتمرات المقامة هنا وهناك وقد لاحظنا هذا الدور جليا خلال أحداث العام الماضي على مستوى اليمن بأسره … وهذه صرخة مدوية ورسالة أبعثها إلى مختلف العلماء والخطباء والدعاة أن يكونوا على كلمة واحدة بعيدا عن الحزبية والطائفية والمناطقية ويخرجوا من قيدها وأسرها إلى رحب الوطنية بتأجيج روح التوحد والاتفاق وتهيئة النفوس لتقبل الآخر بفكره ورأيه ومرجعيته بكل رحب وسعة بشكل يخدم المصلحة العامة ويضيق دوائر الاختلاف. وأضاف: منذ أشهر ونحن نتطرق إلى هذا الموضوع الشاغل لعقل وحال كل مواطن يمني في مختلف المحاضرات والندوات والحمد لله وجدنا من الناس تقبلاٍ واهتماماٍ بالغاٍ في حرصهم على أن تكون ثقافة التسامح والحوار هي المخرج الآمن للأزمات والأحداث التي مروا بها وبالمقابل هي رسالة للمسئولين والجهات المعنية أن يكونوا على مقدار هذا الحرص الذي يشغل أحوال هؤلاء البسطاء وأن يجعلوا اليمن فوق كل مصلحة وفوق كل حزب حتى يتحقق البناء والتنمية والنصر التاريخي للحكمة اليمانية وفي ذلك يقول الرب عز وجل: (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين) .. وقال صلوات الله عليه وآله وقال: (من فارق الجماعة شبرا فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه). الموعظة الحسنة وأما العلامة عبده عامر فقد استهل حديثه بقوله تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) هكذا تكون الدعوة إلى حوار يتسم بالحسن والكلمة الطيبة والحوار المتزن والعقلاني الذي لا يقصد به التعجيز ولا التحدي ولا التصفير وإثبات الذات أو الانتقام وتصفيات حسابات أخرى وقد كان لنا مع رسولنا الأعظم قدوة وأسوة حسنة في التعامل مع خصومه وحتى مع أعدائه الذين آذوه وعذبوه وحاربوه في ماله وعرضه وأهله وبلده بل كان شعاره قول ربه تعالى: (فِمِنú عِفِا وِأِصúلِحِ فِأِجúرْهْ عِلِى اللِه إنِهْ لا يْحبْ الظِالمينِ) وقوله تعالى: (وِلúيِعúفْوا وِلúيِصúفِحْوا أِلا تْحبْونِ أِنú يِغúفرِ اللِهْ لِكْمú وِاللِهْ غِفْورَ رِحيمَ) ولا يخفى على أحد عندما اشتد بلاء قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد وفاة ناصره أبي طالب عانى الرسول صلى الله عليه وسلم من سفهاء قريش ما عاناهº حيث إنهم تجرؤوا عليه وكاشفوه بالأذى ونالوا منه ما لم ينل قومه في مكة. ومضى يقول: وقد كان معه آنذاك زيد بن حارثة مولاه فأقام بينهم في الطائف عشرة أيام لا يدع أحداٍ من أشرافهم إلا جاءه وكلمه, فقالوا: اخرج من بلادنا وأغروا به سفهاؤهم فأخذوا يضربونه بالحجارة حتى اختضبت نعلاه بالدماء. وكان صلى الله عليه وسلم إذا أذلقته الحجارة قعد إلى الأرض فيأخذونه بعضديه ويقيمونه فإذا مشى رجموه وهم يضحكون بينما كان زيد بن حارثة يقيه بنفسه حتى لقد شج في رأسه شجاجاٍ فعمد إلى الظل وانصرف عنه السفهاء فأخذ صلى الله عليه وآله وسلم يناجي ربه ويدعوه قائلاٍ: “اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني¿ إلى عدو بعيد يتجهمني أو إلى عدو ملكته أمري إن لم يكن بك علي غضب فلا أْبالي غير أن عافيتك أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن ينزل بي غضبك أو يحل علي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك”. فإذا بجبريل عليه السلام ينادي ويقول إن الله قد سمع قول قومك لك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم قال: فناداني ملك الجبال وسلم علي ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فيما شئت إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين (وهما جبلا مكة اللذان يكتنفانها جنوبٍا وشمالاٍ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئاٍ. مبدأ العفو واسترسل حديثه قائلا : وأما اليوم للأسف أين نحن من تلك الأخلاقيات الفاضلة¿ أين نحن من تلك الروح الإسلامية السامية¿ فوالله لن ينجح أي عمل وخطاب وأسلوب مع كل التغيرات الحادثة على الساحة إن لم تبن على مبدأ العفو والتسامح واستشعار عظمة المسؤولية والمرحلة الانتقالية العويصة التي نحن بصددها. ردم الماضي من جهته دعا العلامة مصطفى القيسي مختلف القنوات والجهات الإعلامية لدعم مسيرة العلماء إعلاميا نحو تكريس وغرس ثقافة الخطاب والدعوة الوسطية والتعامل مع القضايا الوطنية والمصيرية باتزان وواقعية بعيدا عن الانحياز وتسييس القضايا لجهة دون أخرى, وتطبيق القانون لما يحقق مصالح الوطن العليا, ومد يد الصفح والسلم بين مختلف الفرقاء وردم الماضي بكل هفواته وطي صفحته والعمل للمستقبل بروح الفريق الواحد.