الرئيسية - تقارير وحوارات - الخطيئة التي أعادت ترامب: انهيار بايدن وتواطؤ الصمت الأمريكي
الخطيئة التي أعادت ترامب: انهيار بايدن وتواطؤ الصمت الأمريكي
الساعة 06:21 صباحاً

 

- كُتب: تقربر خاص لـ الثورة
في كتاب "الخطيئة الأصلية: تدهور بايدن، التغطية عليه، وخياره الكارثي للترشح مجددًا"، يقدم الصحفيان جيك تابر وأليكس طومسون سردًا دقيقًا لما يعتبرانه أحد أكثر القرارات السياسية فداحة في التاريخ الأمريكي الحديث. يعتمد الكتاب على أكثر من 200 مقابلة مع مسؤولين ومساعدين ومقربين من الرئيس جو بايدن، ليكشف عن تدهور صحته العقلية والبدنية خلال فترة رئاسته، والجهود المكثفة التي بذلتها دائرته المقربة لإخفاء هذا التدهور عن الرأي العام.

يشير المؤلفان إلى أن علامات التدهور بدأت تظهر منذ عام 2019، حيث بدأ بايدن ينسى أسماء مساعديه المقربين، ويبدو غير متماسك في أحاديثه، ويحتاج إلى بيئات محكمة للظهور العلني. في بعض الأحيان، كان غير قادر على أداء مهامه إلا في فترات محددة من اليوم. ورغم هذه العلامات، قرر بايدن الترشح لولاية ثانية، مدفوعًا برغبة في استكمال ما بدأه، ومطمئنًا بتأكيدات دائرته المقربة على قدرته على الاستمرار.

الكتاب يسلط الضوء على الدور الذي لعبته عائلة بايدن، وخاصة زوجته جيل بايدن، في دعم قراره بالترشح مجددًا، رغم معرفتهم بتدهوره الصحي. كما يكشف عن محاولات التستر على هذه الحقيقة، من خلال تنظيم فعاليات وهمية، وتوجيه الصحفيين بأسئلة محددة، وحتى مهاجمة من يشكك في قدرته على القيادة. كانت هناك محاولات لتشويه سمعة الصحفيين الذين أشاروا إلى هذه المشاكل، مما أدى إلى حملة تضليل واسعة النطاق.

في يونيو 2024، خلال مناظرته مع دونالد ترامب، قدم بايدن أداءً ضعيفًا، حيث أدلى بتصريحات غير مفهومة، مثل قوله: “لقد تغلبنا أخيرًا على ميديكير”. هذا الأداء أكد للجمهور ما كانوا يشكون فيه، وأدى إلى تراجع كبير في دعم بايدن. بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من المناظرة، أعلن بايدن انسحابه من السباق الرئاسي، مؤيدًا نائبة الرئيس كامالا هاريس كمرشحة بديلة. لكن الوقت كان قد فات، حيث لم يكن لديها الوقت الكافي لبناء حملة قوية، مما أدى إلى خسارتها أمام ترامب.

الكتاب يوجه انتقادات لاذعة للحزب الديمقراطي، الذي اختار الصمت أو المشاركة في التستر على تدهور بايدن، بدلاً من مواجهته بالحقيقة. كما يشير إلى أن العديد من الشخصيات البارزة داخل الحزب كانوا على علم بتدهور بايدن، لكنهم اختاروا الصمت أو المشاركة في التستر. حتى بعض أعضاء مجلس الوزراء لم يكن لديهم تواصل منتظم مع الرئيس في عامه الأخير. تُظهر هذه الأحداث فشلًا جماعيًا في مواجهة الحقيقة ووضع مصلحة البلاد فوق الولاءات الشخصية.

الكتاب أثار جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية، حيث انتقدته عائلة بايدن بشدة، ووصفت حفيدته نعومي بايدن الكتاب بأنه “مجموعة من الأكاذيب غير الأصلية وغير الملهمة كتبها صحفيون غير مسؤولين يسعون لتحقيق ربح سريع”. كما اتهمت المؤلفين بتشويه سمعة جدها من خلال الاعتماد على مصادر مجهولة وتحريف الواقع.

من جهة أخرى، حظي الكتاب بإشادة من بعض النقاد، الذين وصفوه بأنه “سرد دقيق ومؤلم، لكنه ضروري”، مشيرين إلى أنه يقدم نظرة شاملة على الأحداث التي أدت إلى عودة ترامب إلى السلطة. كما أشاروا إلى أن الكتاب يطرح تساؤلات مهمة حول المسؤولية والشفافية في القيادة السياسية، ويحث على ضرورة مواجهة الحقيقة، مهما كانت صعبة.

في النهاية، يقدم “الخطيئة الأصلية” سردًا مثيرًا للجدل حول تدهور بايدن، والجهود المبذولة لإخفاء هذا التدهور، وتأثير ذلك على الانتخابات الرئاسية لعام 2024. ويطرح تساؤلات مهمة حول المسؤولية والشفافية في القيادة السياسية، ويحث على ضرورة مواجهة الحقيقة، مهما كانت صعبة.