الرئيسية - عربي ودولي - سيناريوهات مفتوحة تسبق استحقاقات إيران منتصف يونيو
سيناريوهات مفتوحة تسبق استحقاقات إيران منتصف يونيو
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

طهران/وكالات –

أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس¡ الأول إنه سيطعن في قرار إقصاء حليفه اسفنديار رحيم مشائي من الترشيح لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة منتصف الشهر المقبل. يأتي هذا فيما اعتبر مراقبون أن إقصاء مشائي ومعه الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني من قائمة المرشحين إنما يعكس رغبة المرشد الأعلى في تحييد الإصلاحيين وقطع الطريق أمام انفتاح إيران على العالم الخارجي وإقامة علاقات متوازنة مع محيطها الإقليمي¡ ووقف خيار المواجهة. ورفض مجلس صيانة الدستور ترشح اسفنديار المستشار الخاص للرئيس الإيراني¡ ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام أكبر هاشمي رفسنجاني. ووافق المجلس على ثمانية مرشحين لخوض الانتخابات التي تجرى في 14 يونيو المقبل. وقال أحمدي نجاد للصحفيين: “تعرض مشائي لظلم لكنني سأتابع القضية حتى النهاية وسأحل المشكلة¡ مشيرا إلى أنه سيناقش القضية مع المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي صاحب القول الفصل في شؤون البلاد. وذكر أعضاء مكتب حملة مشائي أنهم سيتقدمون باستئناف بشأن إقصائه من الترشح لخوض الانتخابات. ورافقت نية مشائي الترشح لانتخابات 14 يونيو حملة من مجموعات مقربة من خامنئي تتهمه بتزعم تيار سري منحرف عقائديا¡ وهي إشارة اعتبر مراقبون أن المقصود بها انتقاد خروجه على ما يسطره المرشد من تعليمات خاصة أن خامنئي سبق أن رفض تعيينه مستشارا للرئيس. وتعتبر المؤسسة الدينية الحاكمة في إيران الولاء للمرشد شرطا ضروريا لأي مترشح¡ وهو ما أشار إليه أمين مجلس صيانة الدستور أحمد جنتي حين تحدث عن شروط الترشح فقال: “إن المجلس يدرس أهلية المرشحين لمنصب رئيس البلاد الذي ينبغي أن يكونوا سياسيين ومطيعين لـ(ولي الفقيه)¡ وإنه حيثما يختلف رئيس الجمهورية في وجهات النظر مع القائد (المرشد علي خامنئي) فيجب عليه أن يعلم أنه تابع للقائد وليس العكس. وقال مراقبون: إن انعدام شرط الولاء التام هو ما يفسر استثناء هاشمي رفسنجاني¡ الرئيس السابق (1989-1997م) ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الحالي الذي ي◌ْنظر إليه كمنافس اعتباري للمرشد لنجاحه في قيادة إيران في مرحلة حساسة¡ مرحلة ما بعد الحرب مع العراق¡ ما أكسبه شعبية في البلاد. وعلل مجلس صيانة الدستور استثناء رفسنجاني بعامل السن (78 عاما)¡ وهو المبرر الذي لم تقتنع به الأوساط الإيرانية نظرا إلى سيطرة كبار رجال الدين على الحياة السياسية مثل المرشد الأعلى. واعتبر المراقبون أن رفسنجاني يعد من رموز التيار الإصلاحي ما كان يجعل إمكانية فوزه بمثابة عقبة قوية في طريق سيطرة خامنئي على الدولة نظرا إلى مرجعيته الدينية المتشددة. وسبق لنظام ولاية الفقيه أن ضيق الخناق على مرشحين إصلاحيين في الانتخابات السابقة مثل مير حسين موسوي الذي ألقي به في الإقامة الجبرية بعد التعاطف الشبابي الواسع معه. ولفت المراقبون إلى أن رجال حكم ولاية الفقيه غاضبون على رفسنجاني بسبب سكوته على مشاركة ابنته في الاحتجاجات الشبابية على “تزوير” الانتخابات الماضية لفائدة مرشح المرشد وقتها أحمدي نجاد. وكشف هؤلاء أن المرشد الأعلى يريد أن يمنع وصول شخصية سياسية وازنة تحول دون استمرار الخيار السياسي الحالي للبلاد المبني على خيار المواجهة مع الخارج للتغطية على الأزمات الداخلية المتعددة خاصة الوضعية المتردية للاقتصاد¡ وأزمة العرقيات المهددة بالانفجار في أي لحظة¡ فضلا عن تكميم أفواه الشباب الإيراني الحالم بربيع إيراني. وعزا محللون محليون تمسك خامنئي بترشيح شخصيات ضعيفة وتابعة لرجال الدين لكونه محتاجا إلى المضي قدما في “الحرب المقدسة” وهي المعركة التي تسمح له بإسكات الأصوات المعارضة لولاية الفقيه وتشرøع بقاءه مرشدا مطاعا متحكما في رقاب خصومه. ومن المقرر أن يصوت الإيرانيون فى 14 يونيو المقبل لاختيار خليفة للرئيس محمود أحمدى نجاد. لكن المحللين يؤكدون أن استمرار تصدير الأزمة الداخلية إلى الخارج¡ لا يستطيع أن يقف حائلا أمام غرق إيران في الأزمة الاقتصادية التي تعمقت بفعل العقوبات الدولية وارتفاع الإنفاق على السلاح بسبب الحرب في سوريا. فقد حذرت صحف إيرانية من أن موجة جديدة من ارتفاع الأسعار ربما تثير مزيدا من الشعور بعدم الرضا بين المواطنين قبل أسابيع قليلة من الانتخابات الرئاسية. وهو ما أكدته شبكة “ايه بي سي” الأميركية حين ذكرت أن أسعار المواد الغذائية مثل زيت الطعام والدجاج واللحوم الحمراء قفزت بحوالي 60% خلال الأيام القليلة الماضية¡ بعدما رفعت السلطات سعر الصرف الخاص بالمستوردين.