الرئيسية - عربي ودولي - الشرق الأوسط على فوهة بركان
الشرق الأوسط على فوهة بركان
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

عبدالملك السلال – تبدو المنطقة العربية وهي حبلى بالأزمات والصراعات على فوهة بركان ¡تتشكل غيومه في سمائها ومؤشراته تتفجر بين فينة وأخرى تبعا لحسابات الربح والخسارة والتوهم بتحقيق النصر واختلاط الأوراق على كافة المحاور. وما يجري في سوريا هو بداية للانفجار الشامل الذي بشر به هنري كيسنجر وزير الخارجية الأميركي الأسبق في مذكراته وتوصياته للكيان الصهيوني كي تستعبد العرب بإشعال حروب محورية لا تبقي ولا تذر. وتأسيا على ذلك◌ٍ ليس من المستبعد أن يبقى الاحتقان مستمرا لشهور أخرى في المنطقة وأن يتحول الدخان المنبعث من البركان إلى حمم نار تلهب دول المنطقة على خلفية تصاعد النزاع حول الملف النووي الإيراني¡ أو حزب الله في لبنان º بعد دخول سوريا في المعمعة وربما يكون هذا الوضع الملتبس بدرجة أو بأخرى هو ما يدفع معظم الإطراف إلى إساءة تقدير الموقف والاعتقاد في أن النصر قريب فيما يشبه الرهان السياسي الخاسر. ولذلك تبدو المرحلة الراهنة في الشرق الاؤسط اقرب إلى ما تكون إلى لحظة تاريخية نادرة من نوعها تشيع فيها رهانات الحرب الخاسرة في سوريا ويليه لبنان الذي يكتوي بنار الأزمة السورية والعراق الذي يغرق◌ْ في نفق الطائفية ¡ ثم القضية الفلسطينية التي خسرت الكثير من بريقها في ظل الانقسام الداخلي ومتاجرة بعض الأنظمة العربية بحقوق الفلسطينيين – وصولا إلى ليبيا العاجزة عن تأمين الأمن لأبنائها¡ وانشغال مصر العروبة بأوضاعها التي لا تسر عدوا ولا صديقا◌ٍ . وفي الإجمال فإن الوضع الحالي للمنطقة العربية لا يبشر◌ْ بوجود فرصة ايجابية يمكن أن تحظى بالإفلات من شرارة المؤامرات النارية التي تستهدف أساسا وجودها ومن منظور أن الصراع مع العدو الصهيوني هو صراع وجود لا صراع حدود ¡ فهذه الدولة العبرية استطاعت أن تقلب معادلة صراع الوجود لصالحها وبامتياز وبمساعدة ربما أطراف عربية لا تعي ذلك وهي تبحث في الوقت الضائع عن زعامة مزيفة تهترئ من جسد الأمة العربية تجزيئا وتجزئة ودماء ودموع وآلام فهل هذا هو المجد !!¿ يا أمة أضاعة مجدها ¿ والمؤلم في القضية الفلسطينية أن هناك من يحاول تسويق ” أوهام السلام ” بإطلاق ما يسميه السياسيون ” الجزرة الفلسطينية ” لتسكين المنطقة وتخديرها بكلام لا طعم له تسوية القضية الفلسطينية في نهاية عهد الرئيس باراك اوباما قد يجبرها في ظل وطأة الضغوط الإسرائيلية والاستكانة العربية ومنها الجامعة العربية التي أضحت أكثر ضعفا ومظلة لبعض الأنظمة في المنطقة التي تتساوق مع المشروع الصهيوأميركي لإجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات أكثر من اللازم لصالح الكيان الصهيوني مما يعني صدقية بعض المحللين الذين ذهبوا إلى أن العرب ضاقوا ذرعا بالقضية الفلسطينية العادلة في الوقت الذي تجهز فيه الدولة العبرية – منفردة – العصا لضرب إيران. ويتبدى الرهان على كسب الصراع ضد سوريا – الدولة العربية الممانعة ثم إيران وبعدها حزب الله لخسارة أفدح من جميع الأطراف ذات الصلة ويبقى وقف نزيف الدم السوري رهنا◌ٍ بصدقية اللاعبين الرئيسيين بعقد مؤتمر السلام والاهم من ذلك كله تواتر الحديث عن استعداد إيران ◌ُل◌ِتحúمø◌ْل خسائر هائلة إذا ما اندلعت الحرب مع إسرائيل ¡وسوف تقوم بإشعال فتيلها وتنفيذها نيابة عن الولايات المتحدة لقاء حصولها على ثمن باهظ ¡ وسط مراهنة البعض على سيناريو مشابه أو قريب مما حدث في الحرب الإسرائيلية على لبنان صيف عام 2006م ¡ أي أن يكون الصمود مساويا◌ٍ للنصر. ولكن هذا الرهان لا يأخذ في الحسبان الفرق المرجح بين الحروب الأخيرة والحرب المقبلة ¡ ولذلك فقد يغفل حدوث خسائر فادحة إلى مدى يعيد المنطقة برمتها إلى العصور الوسطى¡ كما لا يحفل ◌ْ هذا الرهان باحتمال توسع نطاق الحرب على نحو قـــدú يغير◌ْ ملامح المنطقة ¡ ويجعل◌ْ الحديث عنú نصر وهزيمة نوعا◌ٍ من السجلات الافتراضية. [email protected]