الرئيسية - عربي ودولي - كرة النار السورية.. تتدحرج باتجاه لبنان
كرة النار السورية.. تتدحرج باتجاه لبنان
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

محمد شبيطة – التحركات الدولية المتواصلة بشأن الأزمة السورية والتي تتمحور حول عقد مؤتمر دولي للخروج بحل سياسي لما تشهده سوريا من عنف متواصل منذ ما يزيد على العامين¡ ومنذ لقاء موسكو بين وزير الخارجية الأميركي ونظيره الروسي منذ أسابيع فإن العالم يتنفس الصعداء بعد أن وصلت القوى الدولية إلى قناعة واتفاق بأن الحل السياسي هو البديل للعنف والقتال الذي لن يحل الأزمة الطاحنة التي تشهدها سوريا والتحركات الدولية الساعية إلى مؤتمر جنيف2 ¡ وعلى الرغم من ترحيب النظام السوري وكذلك قيادة الائتلاف المعارض إلا أن الخطى لا زالت بطيئة بفعل الاشتراطات والعراقيل من بعض القوى الدولية وبموازاة البطء في العجلة السياسية فإن عجلة العنف تزداد تصاعدا◌ٍ خاصة مع ما تشهده منطقة القصير من عنف شديد منذ أن قرر الجيش السوري اقتحامها للسيطرة عليها وهي من أهم معاقل مسلحي المعارضة¡ وتعتبر مدينة القصير بحسب محللين منطقة استراتيجية لطرفي النزاع فعندما تسيطر عليها المعارضة فإنها تستطيع قطع الطريق على قوات النظام للتواصل بين شمال وجنوب سوريا وكذلك تعتبر الخزان للامداد والتموين للمسلحين لمناطق ريف دمشق وكذلك محافظتي حمص وحماة. وإن سيطر عليها النظام فإنه يستطيع عندئذ خنق المسلحين ومنع التهريب والامداد من لبنان.. ومع اشتداد المعارك في القصير يرى المراقبون أن كرة النار السورية يبدو أنها بدأت تتدحرج باتجاه لبنان خاصة بعد خطاب الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله أمس الأول والذي أكد أن مقاتلي الحزب يدعمون النظام السوري في مواجهة ما اسماه بالحلف الأميركي الأوروبي الصهيوني¡ وقال: إن سوريا هي ظهر المقاومة ولذلك وجب القتال لحماية ما اسماه بمحور الممانعة¡ وعلى الرغم من أن مشاركة حزب الله في القتال إلى جانب الجيش السوري ليست بالمعلومة الجديدة إلا أن الخطاب لأمين عام الحزب أحدث ردود أفعال كبيرة من مختلف القوى اللبنانية خاصة وأن لبنان يشهد انقساما◌ٍ حادا◌ٍ ما بين مؤيد وممعارض للنظام السوري وجاء هذا الخطاب ليؤكد هذا الانقسام ويبدو أن منتقدي الخطاب أو معارضيه لا يريدون الرد الإعلامي فقط بل أنه بعد ساعات من خطاب نصر الله تعرضت الضاحية الجنوبية لبيروت لاثنين من صواريخ جراد مما يهدد بانتقال الحرب من سوريا إلى لبنان وهو ما حذر منه الرئيس اللبناني أمس في بيان أدان فيه الهجوم على الضاحية الجنوبية وهي معقل حزب الله بالصواريخ واعتبر هذا الهجوم إرهابيا◌ٍ وإجراميا◌ٍ. وبهذه التطورات الدراماتيكية التي بدأت تتصاعد منذ بدأ الجيش السوري يحقق انتصارات ميدانية ويستعيد الأراضي التي كان قد سيطر عليها مقاتلو المعارضة فإن المراقبين يرون أن هذا التصعيد الميداني ربما يفشل المساعي السياسية الهادفة إلى عقد مؤتمر جنيف ¿ أو سيغير من موازين القوى خاصة إذا ما سيطر النظام على القصير فإن أوراقه في الحوار سيكون لها مردود على صعيد الضغط على المعارضة وفرض شروطه للحل.