الرئيسية - عربي ودولي - أفغانستان تتهيأ لمرحلة ما بعد انسحاب القوات الاطلسية 2014م
أفغانستان تتهيأ لمرحلة ما بعد انسحاب القوات الاطلسية 2014م
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تقرير/عبدالملك السلال – تواجه افغانستان تحديات عديدة سياسية واقتصادية وأمنية ولعل أخطرها على الإطلاق التحدي الأخير الذي يلقي بظلاله مع قرب موعد انسحاب القوات الدولية ومنها الأميركية في 2014م ويترك البلد الذي يخوض مواجهة مفتوحة مع مسلحي حركة طالبان في فراغ أمني قد لا تستطيع في ظل وطأته واتساع المساحة الجغرافية لهذا البلد المعروف بتضاريسه الصعبة أن تتحمل القوات المحلية مسئوليته بعكس قوات حلف الاطلسي ايساف التي تتمتع بعديد من القدرات القتالية واللوجستية من حيث العتاد والعدة وهو ما تفتقد◌ْ اليه القوات الافغانية ¡ وتأسيسا◌ٍ على ذلك يتوقع أن تهب رياح عاتية على افغانستان قد تزلزل أركانه وتضرب استقراره في العمق خلال المرحلة الانتقالية المحددة بالعام القادم وهو ما يتخوف منه الافغان بوجه عام حيث يسود الشك من قدرة البلاد في وضعها الهشø الحالي¡ على تحمøل عواصف المرحلة الانتقالية. فبعد أكثر من عقد على الوجود الاميركي المكثøف¡ وذهبت مساعدات اعمار البلاد بمليارات الدولارات ادراج الرياح التي أغدقت على أحد أفقر بلدان العالم¡ تستعدø الولايات المتحدة وقوات الاطلسي ¡ إن لم يكن للانسحاب الكلøي¡ فعلى الأقلø لإجراء خفض كبير وجوهري لعديد قوøاتها. وتؤكد المعطيات الراهنة ¡ أنه ستنتهي بحلول العام المقبل المهمøات القتالية لقوات «الاطلسي» في أفغانستان¡ وتبدأ دول التحالف في سحب جيوشها المنتشرة هناك ويقدر عددها 99 ألف جندي على أن تحلø مكانها قوøات الأمن والجيش الأفغانية التي ستتولى المسؤولية الأمنيøة والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هل بمقدور هذه القوات التصدøي منفردة لحركة التمرد الطالبانية التي زلزلت الارض تحت أقدام القوات الأجنبية وحولت المعارك معها إلى صيف ساخن ألهب قوات ايساف والناتو والاميركان على كثرة عديدها وعتادها ¿! وتكمن المعضلة – ربما – في استعداد حركة طالبان منحى تصعيد القتال مع كابول خلال الفترة المقبلة في ظل غياب أي اتفاق سلام مع هذه الحركة التي ستسعى بكل تأكيد إلى هذا التصعيد سعيا منها إلى استعادة حكمها . كما أن الانتخابات الرئاسية التي تعتبر ضمن استحقاق الانتقال الأمني الصعب¡ والمقررة في شهر أبريل المقبل¡ ستكون بثابة اختبار لقدرة السكان المنقسمين على أسس عرقية وقبلية¡ على تشكيل صيغة مقبولة من التوافق السياسي والتوحøد وراء رئيس يقودهم في المرحلة المقبلة لما بعد الاحتلال الأميركي. وهاهو الرئيس حميد قرضاي يعد العدة ليكون اخوه خلفا له بعد أن فشلت كل محادثاته السرية مع طالبان التي اشرفت عليها دولة قطر وهو الذي كان يصفهم سابقا «الإخوة الأعزøاء».. في محاولة منه لاستمالتهم «أي طالبان» أما اليوم فقد اضاع هذه الفرصة وما يريد أن يفعله قرضاي الآن هو أن يجعل أخاه قيوم قرضاي الرئيس المقبل للبلاد ليظهره بمظهر البطل القومي عندما يتفاوض مع طالبان بعد رحيل قوات الاطلسي على أمل إبرام اتفاق مع الحركة المتشددة قد يعيد السلام إلى افغانستان ¡ وربما يذهب شقيق قرضاي إلى ماهو ابعد من ذلك كأن يعرض على طالبان المشاركة في الحكم !. وإضافة إلى أجواء عدم اليقين التي تحفø العمليتين الأمنيøة والسياسية¡ هناك أيضا◌ٍ الوضع الاقتصادي الذي كان منتعشا◌ٍ بفضل الوجود الكبير للقوøات الأجنبية¡ حيث يتخوøف المراقبون من تراجع النموø الاقتصادي من عشرة في المائة خلال السنوات الماضية إلـى ما دون نصف هذه النسبة. وفي ظل هذه المخاوف¡ يستعدø الكثير من الأفغان مرøة أخرى للهجرة إلى دول أجنبية. والأشخاص الذين يعملون مع القوøات الأجنبية كمترجمين تقدøموا فعلا◌ٍ بطلبات لجوء سياسي. سلسلة الهجمات العنيفة التي تعرøضت لها كابول والمدن الكبيرة الأخرى¡ أرادت من خلالها حركة «طالبان» إظهار قدراتها الكبيرة على تحدøي الشرطة والاستخبارات¡ في مرحلة ما بعد انسحاب القوøات الأجنبية في العام 2014م¡ فدبø الذعر بين الشعب الأفغاني. حاليا◌ٍ¡ الوضع الأمني سيøئ جدøا◌ٍ في أفغانستان¡ ويسود الاعتقاد في أوساط السياسيين بأن الوضع سيزداد سوءا◌ٍ بعد انسحاب القوøات الأجنبية بحلول نهاية العام 2014م. [email protected]