الرئيسية - عربي ودولي - ضربة موجعة لطالبان قد تنسف◌ْ السلام
ضربة موجعة لطالبان قد تنسف◌ْ السلام
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

متابعة محمد دماج – يعد مقتل الرجل الثاني في حركة طالبان الباكستانية ضربة قوية للحركة¡ كما انه قد يؤدي الى تعقيد جهود السلام بعد مقتل هذه الشخصية التي كانت تعد معتدلة نسبيا¡ بحسب ما يرى محللون.

وقتل ولي الرحمن¡ نائب زعيم حركة طالبان الباكستانية¡مؤخرا◌ٍ في غارة شنتها طائرة أميركية بدون طيار على ولاية شمال وزيرستان القبلية¡ طبقا لمسؤولين أمنيين باكستانيين. وقد قتلت الحركة الآلاف في حملتها الدموية من الهجمات بالبنادق والمتفجرات في السنوات الأخيرة¡ وهاجمت الحكومة الباكستانية لأنها “غير مسلمة بالشكل الكافي” ولأنها متحالفة مع الولايات المتحدة في “الحرب على الإرهاب”. ورفضت واشنطن تأكيد موت ولي الرحمن¡ إلا أنها قالت انه إذا تأكد الخبر تكون حركة طالبان الباكستانية فقدت “كبير العسكريين الاستراتيجيين” فيها والذي تلقى عليه مسؤولية شن هجمات على القوات الأميركية في افغانستان ومن بينها هجوم انتحاري ادى الى مقتل سبعة من عناصر وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه). واكدت حركة طالبان الباكستانية مقتل ولي الرحمن في ضربة اميركية من طائرة بدون طيار في منطقة القبائل الباكستانية شمال غرب البلاد الاربعاء الماضي. وقال احسان الله احسان الناطق باسم حركة طالبان الباكستانية “قتل خمسة من رجالنا بينهم ولي الرحمن في هذا الهجوم”. وتضم الحركة العديد من الفصائل القبلية والمسلحة التي تتنافس احيانا. وراى المحلل سيف الله خان مشهد أن ولي الرحمن (41 عاما) كان الشخصية الوحيدة التي تحظى بالاحترام بين جميع الفصائل بعد بيت الله محسود مؤسس الحركة. ويخلص خان¡ المدير التنفيذي لمركز فاتا للابحاث أن مقتل ولي الرحمن يشكل “ضربة قوية لحركة طالبان الباكستانية التي فقدت رجل الدولة فيها وفقدت رجلا كان يحظى بدعم الجميع. واعتقد انه سيكون من الصعب جدا على الحركة أن تعوضه”. وأضاف: “عندما ننظر الى القيادة الحالية سواء المتوسطة أو العليا في طالبان¡ لا نرى اي شخص لديه القدرة على أن يحل محل ولي الرحمن”. وولي الرحمن¡ الذي كان متزوجا من ثلاث نساء¡ هو من قبيلة بيت الله محسود التي تهيمن على حركة طالبان. وكان شخصية بارزة في الحركة منذ انشائها في 2007. وينحدر من خلفية دينية واقام مدرسة دينية في بلدته في جنوب وزيرستان قبل ان يحمل السلاح.

وتحدث رئيس الوزراء الباكستاني المنتخب نواز شريف عن امكانية اجراء محادثات مع طالبان لمحاولة انهاء حملة التفجيرات والهجمات التي تعكر صفو حياة الباكستانيين كل يوم. وقال رحيم الله يوسفزاي خبير شؤون القبائل وشؤون الامن: ان ارتباطات ولي الرحمن بجماعة علماء الاسلام التي ينظر اليها كوسيط في المحادثات¡ كان يمكن أن تجعل منه محاورا مفيدا في محادثات السلام. ورأى أن ولي الرحمن “كان يعتبر عقلا سياسيا ورجلا يؤمن بالمحادثات”. وانه “كان مقربا من جماعة علماء الاسلام وغيابه عن الساحة سيشكل نكسة كبيرة لجهود السلام”. ويعتبر زعيم الحركة حكيم الله محسود¡ الذي تحدثت التقارير مرارا عن مقتله في غارات بطائرات بدون طيار¡ اكثر تشددا من ولي الرحمن ما يجعل من الصعب التفاوض معه. واضاف يوسفزاي: “انه يعتبر متقلبا جدا¡ وبالنظر الى جرائمه ضد الدولة الباكستانية فانه سيكون من الصعب جدا على الدولة الباكستانية ان توافق على الحديث مع شخص مثله”. وعلى اية حال فإن محادثات السلام تبدو بعيدة. فقد وضع شريف القبول بالدستور وحكم القانون شرطا للتفاوض¡ وهو ما ترفضه حركة طالبان. وقال يوسفزاي أن اغتيال ولي الرحمن يمكن أن يبعد حركة طالبان باكستان أكثر عن طريق السلام. ورأى المحلل حسن عسكري أن الغارة ستزيد الضغط على طالبان لانهم غير قادرين على الرد بضرب الاميركيين. وأوضح “أنها نكسة لطالبان الباكستانية. فقد اظهرت قدرة الأميركيين وسيكون لها تأثيرات معنوية اكبر على طالبان”.