حســن عيــاش – سأبدأ هذه التناولة بوضع سؤال على طاولة أهل الدراية في الشأن الاحترافي منطلقا مما حدث للمدافع الدولي كرم رياض وزميله حارس المرمى عمرو خالد اللذين أوقفا مؤخرا من طرف النادي الذي لعبا له مؤخرا (وحدة عدن) بعد اتهامهما بالإضرار بمصلحة الفريق من خلال التخاذل أو التواطؤ لصالح منافسين آخرين. وبحسب المصادر الإعلامية التي نقلت الخبر فإن إدارة نادي الوحدة أوقفت كرم وعمرو لمدة عامين¡ علما بأن كرم وهو لاعب سابق في التلال ومدافع توقع له الكثيرون بمستقبل جيد في ملاعب الكرة¡ سبق وأن وجهت إليه التهمة ذاتها من قبل ناديه السابق (طليعة تعز) والفارق فقط أن إدارة نادي الطليعة أنهت عقدها مع اللاعب فيما إدارة الوحدة العدني عاقبته بالإيقاف لمدة عامين. من نهاية السطر الأخير أبدأ¡ لأسأل: هل يحق لناد إيقاف لاعب (محترف) لمدة عامين قبل يوم أو يومين من انتهاء مدة العقد الذي يربط بين الطرفين¿!. سؤال حيرني¡ أنا الذي لا افهم كثيرا في نصوص ولوائح الاحتراف (اليمني) تحديدا¡ خصوصا بعد أن علمت إن عقد كرم مع النادي الذي بدأ سريانه في 5 إبريل 2013 انتهى رسميا يوم 7 يوليو من العام ذاته!. أتفهم إلى حد بعيد¡ وافهم¡ قرار إدارة الطليعة في إنهاء عقد كرم قبل انتهاء المدة المنصوص عليها في العقد الذي بموجبه انتقل اللاعب من قلعة (العميد) إلى عرين (طاهش الحوبان)¡ وأتذكر في هذا السياق إني سمعت عن حالات كثيرة مماثلة حصلت للاعبين عالميين وعرب مع أنديتهم وانتهت بفسخ العقد أو إنهائه من طرف واحد.. لكني لا افهم كيف لناد لا يملك في عقد اللاعب أكثر من أسبوعين أن يصدر بحقه عقوبة طويلة الأمد تصل إلى الإيقاف لعامين. على اثر ما حدث بين وحدة عدن ولاعبيه الموقوفين افترض أن ناديا ما¡ فطن إلى ما فعله نادي الوحدة وعمد إلى معاقبة لاعبيه بالإيقاف لعامين أو أكثر كلما اقترب موعد انتهاء عقودهم مع النادي.. لاشك أن النتيجة حينها ستتمثل في وجود (جيش) من الموقوفين بغض النظر عن قانونية الإيقاف أو عدم قانونيته!. أعود إلى البداية وإلى العنوان الذي بدأت به وأسأل (المتخصصين) عن قانونية مثل هذا التوقيف¿.. ثم أسأل إدارة الوحدة عن الأساس الذي انطلقوا منه لاتخاذ قرار التوقيف.. هل قرؤوا اللوائح واتخذوا قرارهم بناء على نصوصها أم أن الأمر مجرد رد فعل إزاء ما اتهم به كرم وزميله¿ من وجهة نظر شخصية أرى الأمر وكأنه جزء من العشوائية التي تدار بها رياضتنا وكرتنا خصوصا¡ ولا أرى أن له أساسا في تشريعات الاحتراف¡ لكني لست صاحب القول الفصل في الأمر¡ ولا يمكن أن أدعي أن وجهة نظري هي المرجعية¡ ثم لا بأس من التأكيد ثانية أنني لم أتناول هذه القضية إلا لأفهم إن كان ممكنا التحكم برقبة لاعب يقال انه محترف.. وهل جائز العبث بمستقبله من طرف من لا يملك الحق في التحكم بهذا المستقبل¿!. الأمر هنا لا يخص كرم رياض أو عمرو خالد أو غيرهما من اللاعبين¡ إنما هي قضية تمس ثقافتنا الكروية وواقعنا الرياضي وطيشنا الذي نمارسه وكأنه فضيلة أو فعل محمود.. قضية ربما تستفحل إذا لم نحجمها منذ الآن ونضعها تحت طائلة التشريع لصالح لاعبينا¡ نجوما ومواهب¡ ولصالح الأندية¡ ولصالح كرتنا ورياضتنا المذبوحة بسكين الجهل.