عوض بافطيم – في مثل هذه الأيام المباركة غادر دنيانا الفانية وقبل ما يقارب الثماني سنوات سيد المعلقين الرياضيين اليمنيين سالم احمد بن شعيب ( أبو صبري) غادرنا ونحن في أحوج ما نكون إليه . غادر وترك في الحلق غصة لازالت إلى اليوم كيف لا وقد خلت الساحة من احد الأصوات الذهبية التي كان لها وقع يدخل إلى القلب بدون عوائق لإمكانياته الكبيرة التي كان يمتلكها وأسلوبه الجذاب في التعليق الذي كثيرا ما كان يدخل عليه الأمثلة الحضرمية والتعليقات التي تدل على سرعة بديهة وذكاء فطري لماح يغيب عن كثير من معلقي هذا الزمان . أبو صبري كان عاملا◌ٍ مساعدا◌ٍ في متابعة المنافسات التي يعلق عليها¡ كنا نتابعه بلا ملل¡ صوته لا يمل ولا يخدش¡ يبدأ وينتهي بوتيرة واحدة . كان معلقا مبدعا محبا◌ٍ لوطنه فلا زلنا نذكر صيحته الشهيرة حرام عليك ( يامندي ) الحكم البحريني الذي تحامل على منتخبنا في تلك البطولة وتلك الأيام الجميلة التي كانت منتخباتنا تنافس وخاصة في الفئات العمرية الصغيرة. غادر دنيانا كروان التعليق ولكنه لم ولن يغادر أفئدتنا التي أحبته , فقد حجز موقعه في القلب نتذكره كل يوم لأنه كان إنسانا فيه كل الخصال التي تجذب الآخرين¡ موقع لن يمحى منه إلا بالموت . ولأننا في بلد يقيس التبر بميزان التراب¡ فمن المؤكد أن هذه القامة الإعلامية لم تنل حقها من التكريم والمتمثل في توفير حياة هانئة لأفراد أسرته الذين كثيرا ما ضحى براحتها لحبه لعمله الإعلامي. لهذا لن نتعب أنفسنا باستجداء المسئولين لإنصاف هذه الأسرة واسر المبدعين الذين سبقونا إلى عالم الخلود إلى من لا يظلم عنده احد لأن أصواتنا لا تجد لها الصدى المناسب . أبو صبري لا نملك إلا الدعاء لك بأن يغفر الله لك ويسكنك فسيح جناته ويعوضك خيرا.