الرئيسية - كــتب - عادل ناصر يجدد أمنية (أماني)
عادل ناصر يجدد أمنية (أماني)
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

ليس ثمة طريق (منتهي)¡ هذا على الأقل ما يؤمن به الكتøاب الأكثر وعيا¡ وعادل ناصر¡ من توقف عن كتابة القصة القصيرة منذ أن اصدر مجموعته القصصية (الكلب) عام 1988م منح خياله وفكره للمسرح في عشق لا تجد اللغة – أيøا كانت- قدرا من التعابير السحرية في عالمنا الواقعي جدا لوصفه¡ إلا أن ينتج الكثير من الأعمال المسرحية. آخر عمل مسرحي له وقد صدر عن دار عبادي جاء تحت عنوان (أماني) ..لا أهدف إلى تفكيك عنوان المسرحية¡ بل الدخول في صلب هذا الإصدار. الشخصيات (2) أماني وأمها فقط..إشارة إلى إنهما وحيدتان..تكاد الوحدة والملل أن يمزقهما¡ وأماني أكثر تعرضا للتمزق كونها مطلقة ..المشهد واحد لا يتكرر ..غرفة نوم أماني ..الغرفة إشارة أيضا إلى الوحدة والعزلة ..أماني شابة جميلة مطلقة ..معزولة ووحيدة تبحث عن زوج وتتخذ من العالم الافتراضي أي الهاتف وسيلة للحصول على زوج ..ليس ثمة دلالات سياسية في البداية ¡ بل دلالات اجتماعية تتضح في حال المرأة اليمنية وما يجري لها من حصار والتأثيرات السلبية التي تنتج عن عزلها عن المجتمع لكن تلك الدلالات السياسية ستتضح في نهاية المسرحية سمير¡جمال¡ وثالث آخر..شخصيات غير موجودة سوى في عالم أماني الافتراضي المتمثل في الهاتف¡ وهو أيضا إشارة إلى شدة العزلة والوحدة المفروضة عليها ..تتصل بهم أماني بالترتيب ..سمير ..تمهد له العلاقة.. (أنت رجل لطيف ومهذب..) تعرøف بنفسها (أنا لطيفة وجميلة) ..تشير له بأنها تعمل ولا حاجة للإنفاق عليها (نعم أنا سكرتيرة رئيس شركة يمن كو سكرتيرة ناجحة ص12)..تهيئ له الأرضية لطلب يدها (أنت رزين ومطلق وناجح في عملك ..ماذا تريد أكثر من ذلك ..تحبني وتريد الزواج بي لا تذهب إلى الشقاء بيديك ص13)..طول فترة الاتصال وإحساسها بالملل من الاتصال يدفعها لقطع الاتصال لحظات¡ أما للانغماس في التدخين او مشاهدة خبر يزعجها في التلفزيون أو سماع أغنية تمل منها سريعا لتعود لمواصلة الاتصال..مرة أخرى وعندما يوافق على الزواج تتذكر ما عانته من زوجها الأول ..تقطع الاتصال..قليلا وتصاب بالملل (سأتحدث ..سأتسلى ولكن مع من ..سأتحدث إلى جمال ..الو..ص 15) وعلى نفس المنوال¡ جمال والشخص الثالث..ومع طول فترة كل اتصال تقطعه لتستمع لأغنية أو تشاهد خبرا في التلفزيون أو تدخن السيجارة بشراهة..جميعهم ترفض بعد أن تمهد لهم طلب الزواج..تتناقض.. (حسنا أنت تعرف بأنني امرأة مطلقة وقد مررت بتجربة زواج فاشلة قاسية..فلا تلح في الطلب..لا أريد أن أعيش قصة حب ..فهي تجربة لا تستحق التكرار..لا ..لا أريد أن أعيشها ص 43) وإمام تناقضاتها تلك تكشف (أنا سعيدة بحياتي التي أعيشها ولا أريد أن أغيرها ..لا ..) وتعلن بصوت مبحوح وحزين (الرجال هم الرجال ..قساة غلاظ..تشد شعرها ..تبكي..تنشج..غلاظ.غلاظ.وهي تغيب وراء الستارة ..) أنها المرأة اليمنية إذا..صاحبة ماضي أليم..يطاردها ..يمعنها من عيش الحاضر بسعادة..يضع جدارا عاليا بينها وبين الحصول على السعادة ولو في المستقبل! لقد ضاعت المرأة اليمنية تماما في دائرة صغيرة لا تتجاوز غرفة 3*3 متر في إدانة واضحة لحالها المؤلم والمحزن معا كتبها عادل ناصر ليس بخياله الخصب فقط بل بروحها وإيمانه بقضيتها!