الرئيسية - كــتب - 25 قاصا وقاصة
25 قاصا وقاصة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

للحقيقة:

من الظلم القول بان إصدار (25 قاصا وقاصة) هو تقدمه تعريفية شاملة للقصة اليمنية لأنه لم يحتو على أسماء قصصية شابة وكبيرة شكلت ومازالت التقدمة الحقيقية للقصة القصيرة والأقصوصة ..لكن من الحق القول بان الإصدار ما هو إلا مجرد لمحة أولية لنتاج قصصي لعدد محدود من القاصين والقاصات. مائة قصة وأقصوصة: 25 قاصا وقاصة وأكثر من 100 قصة وأقصوصة ضمها بين دفتيه آخر إصدارات نادي القصة (المقة) والذي صدر قبل عدة أشهر تحت عنوان (25 قاصا وقاصة). ثمة ميزة رائعة في الإصدار الذي أحسنت القاصة انتصار السري جمعه وترتيبه حيث لم تكتفي بعرض القصص عرضا مجردا بل قدمت عددا قصص كل قاص مضيفة إليها رسمه عبارة عن بورتريه للقاص أو القاصة بريشه الفنان العراقي الباهي سمير مجيد ..وسيرة ذاتية تتصل مباشرة بنتاج القاص السردي..وإشارات قوية إöلى أن هذا الإصدار ما هو إلا فاتحة لإصدارات أخرى تستوعب بقية كتاب وكاتبات القصة.. 360 صفحة: جاء الإصدار في (360) صفحة من القطع المتوسط محتويا على مقدمة كتبها الدكتور عبد العزيز المقالح ولمحة عامة حول القصة وتاريخها ونشأتها وقراءات لكل قصص وأقاصيص الإصدار بقلم الدكتور ابراهيم ابو طالب. نسبة ليست غالبة: 25 قاصا وقاصة يمثلون نسبة بسيطة من الجيل السردي الذي ظهر منذ قيام الوحدة اليمنية وحتى اللحظة …وهم أسماء المصري والحسن محمد وانتصار السري وبشير زندال وحامد الفقيه وحفصة مجلي وريا احمد وكاتب هذا العمود (سامي الشاطبي) وسلوى الكحلاني وسماء الصباحي وسميرمجيد وسيرين حسن وعفاف شملان وعلى القوطاري ومحاسن الحواتي ومحمد الحوثي ومحمد الغربي عمران ومحمد الغرباني ومنير طلال ونبيلة الشيخ ونجاة باحكيم وياسر عبد الباقي. ملاحظات على درب السرد: بدا واضحا من خلال تنوع الكتاب تنوع ثقافاتهم وأساليبهم اللغوية واتجاهاتهم السردية وهذا في مدلوله العام أن أشار إöلى شيء فإنما يشير إöلى ان ثقافة الاختلاف في حقيقة الأمر هي ثقافة الجمع ..فاختلاف تياراتهم واتجاهاتهم السردية لم تشر إلا إöلى أنهم جميعا ينتمون للقصة. الأنثى الأكثر حضورا: ثمة سمة برزت بقوة في هذا الإصدار الذي يقدم لمحة اسميها بالمتأنية المدروسة للسرد في اليمن وتتمثل هذه السمة في غلبة الأقلام النسائية حيث بلغت نسبة القاصات 70% فيما لم يتجاوز القاصين الـ30% وهذا مؤشر طيب يحيلنا إöلى ما احتلته الأنثى من مكانة متقدمة في عوالم السرد القصصي. اعتبر الدكتور عبد العزيز المقالح في تقدمته للإصدار بأن هذا الفن السردي ليس سهلا ولا ميسور التناول كما كان ينظر إليه بعض الكتاب وبعض القراء في سمته المعاصرة فهو أكثر تعقيدا من الشعر وأصعب في جمالياته وتناسقه من بقية الفنون القولية الأخرى ..ربما كان ذلك على درجة من البساطة والسهولة عندما كان محض حكايات تروى باللسان أو تكتب بالقلم …..مشيدا بمعدة الإصدار انتصار السري ..حرية اختيار هذه النماذج البديعة من القصة القصيرة وإعدادها للنشر في دلالة لن تغيب عن ذهن القارئ بما تشير إليه من أهمية الوحدة في التنوع والتقارب في الاختلاف. قبل الختام: وكما بدأت سأنتهي بالتأكيد على أن هذه الإصدار لا يقدم سوى لمحة متواضعة للقصة اليمنية كونه لم يتضمن نتاج الكثير من نتاج كتاب وكاتبات القصة المميزين وما هو إلا ثمرة أولى ستتبعها ثمار أخرى في المستقبل القريب..