اختتام الدورة التدريبية الخاصة ببناء قدرات مديري ومديرات المدارس بمأرب عضو مجلس القيادة الزُبيدي يطّلع على مستجدات الأوضاع بمحافظة ذمار عضو مجلس القيادة طارق صالح يلتقي رئيس مجلس القضاء الأعلى العثور على طائرة مسيرة لمليشا الحوثي الارهابية في شبوة السعودية ترحب بالقرار الأممي المتعلق بإلزام الاحتلال الإسرائيلي بتسهيل المساعدات للفلسطينيين عمان تفوز على قطر بهدفين مقابل هدف في خليجي 26 منتخبنا الوطني يواجه نظيره السعودي غداً الأربعاء في بطولة خليجي 26 طارق صالح يشدد على أهمية توحيد الخطاب الاعلامي في المرحلة الراهنة الإرياني يحذر من استغلال إيران للأوضاع لتعزيز سيطرتها على الممرات البحرية ويطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته سبتمبر نت: القوات المسلحة تسيطر على مواقع استراتيجية في تعز
إذاعة تعز مثلت خط الدفاع الأول لإسناد ثورة اكتوبر ودعم الكفاح المسلح »إذاعة المكلا«.. صوت الجبهة القومية لاستنهاض حماس الجماهير وكسب التفافها حول الثورة • كان للكلمة المسموعة وهدير الصوت المجلجل في الآفاق عبر الأثير وقعه في نفوس وعقول أبناء الوطن التواقين للتغيير في شمال البلاد وجنوبها.. في وقت كانت فيه إذاعتا عدن وتعز يمثلان الصوت الهادر في الوطن الذي كان يصل إلى كل مكان حاملا معه رسائل التنوير والتوجيه بواقع الحال البائس جنوب الوطن والحاجة الملحة للخروج من هذا الوضع المتردي إلى واقع افضل تسوده الحرية والحياه الكريمة.. حيث لعبت اذاعتا عدن وتعز وقبلهما إذاعة صنعاء ثم إذاعة المكلا دورا تنويرا كبيرا وبارزا في انجاح ثورة 14إكتوبر واعلان ميلاد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.. وكان دورهم التنويري لا يقل أهمية عن دور الرصاص والقذائف التي تنطلق من فوهة البنادق والمدفعية كما ساهمت في خلق الوعي في المجتمع وفي الاعداد للتحول السياسي الذي ظل اليمنيون ينتظرونه طويلا . ايذانا بانبلاج صباح جديد بعد ليل طويل ظل جاثما على أبناء اليمن في الجنوب أكثر من 130 عاما.
إذاعة عدن .. ❊ «هنا عدن» .. بهذه العبارة انطلق صوت المذيع عبر الراديو في السابع من اغسطس عام 1954م.. تلك كانت بداية محطة عدن للإذاعة وكان يشرف عليها آنذاك مكتب العلاقات العامة والنشر التابع للإدارة البريطانية في عدن حينها لم يكن البث يزيد عن ساعة و45 دقيقة وبجهود حثيثة من قبل الموظفين والفنيين من أبناء عدن تمكنت الإذاعة من تمديد هذا البث إلى 7 ساعات وبتناوب ثلاثة مذيعين هم (الفقيد الشيخ محمد عبدالله حاتم والشاعران المعروفان لطفي جعفر أمان ومحمد سعيد جرادة) وكان المرحوم حسين الصافي هو أول من عين مذيعاٍ رسمياٍ. تجهيزات متواضعة ❊ كانت إذاعة عدن عند تأسيسها عبارة عن استوديوهين صغيرين تبث منهما جميع الفقرات البرامجية ومجموعة من الاشرطة والاسطوانات ولها ثلاث مسجلات ذات الاستخدام المنزلي وغرفة لضابط الصوت وكانت الأثاث فيها شبه معدومة وكان عدد الموظفين 25 موظفاٍ فقط وظلت القوة الارسالية للإذاعة حتى عام 1956م محدودة للغاية وتعتمد كلياٍ على شركة البرق واللاسلكي البريطانية في تشغيل اجهزة ارسالها التي كانت تتكون من جهاز ارسالها بموجة قصيرة قواتها 7 ونص كيلو واط تطوير الإذاعة ❊ تم في عام 1957م اعداد مشروع لتطوير الإذاعة بكلفة 100 الف جنيه استرليني دفعت من مالية تطوير المستعمرات ورفاهيتها ومن خلاله تم تزويد الإذاعة بأجهزة حديثة واستمر العمل التطويري للإذاعة حتى عام 1960م حينها افتتح فيها أول قسم هندسي كما استحدث استديو ثالث وعين عدد من المهندسين للاشراف على الشؤون الفنية وظلت البرامج والتمثيليات تذاع على الهواء . وكان أول مدير للإذاعة السيد توفيق إيراني وهو لبناني الجنسية ويعمل تحت اشراف المستشار البريطاني المستر (مارسك) احو كوادر مكتب العلاقات العامة والنشر واستمر مديراٍ للإذاعة حتى عام 1958م وبعد مغادرته من الإذاعة عين بديلاٍ عنه (أحمد محمد زوقري) عام 1958م وفي عام 1960م عين مسؤلا للإعلام في عدن . واعتمدت إذاعة عدن منذ تأسيسها على عدد من الشخصيات والكوادر العدنية منهم (أحمد محمد الزوقري – حسين الصافي – عمر محمد مدي – علوي السقاف – ابوبكر العطاس – محمد عمر بلجون -و….) .. وفي الجانب الفني (المهندس رجب عبدالقادر – صالح علي عفاره) كما اسهمت المرأة العدنية في هذا العمل الإعلامي ممثلة ب- (صفية لقمان – ماهية نجيب – سعيدة باشراحيل – فوزية غانم – عزيزة عبدالله – نبيهة محمد) والانجليزية (مس بيري) ومن اللواتي عملن في مكتبة الإذاعة (نوال خدابخش – فوزية جوباني) ووصل عدد العاملات في منتصف الستينيات إلى نحو 15 فتاة دعم الكفاح والثورة عندما نمت الثورة واتسع نطاقها شعرت الحكومة البريطانية بأهمية الجانب الإعلامي فاستقدمت مستشارا اعلاميا لها الحقته بمكتب المندوب السامي في عدن وكان من رجال السلك الدبلوماسي البريطاني وفي تلك الفترة بدأ الإعداد لتأسيس التلفزيون فأرادت الحكومة البريطانية تعيينه مديرا للإذاعة والتلفزيون وحينها واجهت اعتراضات قوية من قبل الجنوبيين القائمين على إدارة الإذاعة واحتدمت الخلافات وتم التوصل إلى حل لها من خلال تعيين الأستاذ (حسين الصافي) مديرا للإذاعة والتلفزيون اما الزوقري فقد استمر في عمله الإعلامي كوكيلا لوزارة الإعلام إلى أن سرح من العمل الحكومي مع كبار موظفي الدولة في مارس 1968م تاركاٍ بصماته في كثير من جوانب العمل الإذاعي واهتم الصافي خلال عمله بكثير من الجوانب الإدارية الداخلية والبرامج والأنشطة الإذاعية فاستحدث كثيراٍ من الأعمال الإذاعية في المجال الرياضي والموسيقي ومايتعلق بشؤون المرأة وبرامج الأطفال. البرامج الإذاعية ❊ بعد قيام اتحاد الجنوب العربي الذي اعلن عنه رسمياٍ في 11 فبراير 1959م وانضمام مستعمرة عدن اليه رسميا في 18 يناير 1963م تم تغير اسم محطة عدن للإذاعة ليصبح (إذاعة الجنوب العربي) وكان للإذاعة عدد من البرامج منها البرامج الثقافية الأدبية كبرنامج (بريد الأدب – في رحاب الشعر) والبرامج التاريخية كبرنامج (أيام خالدات – نافذة التاريخ) والبرامج التربوية والتعليمية كبرنامج (ركن الطلبة – تعليم الإنجليزية بالراديو) والبرامج التوجيهية كبرنامج (اقوال وحكايات – اجمل ماقرأت) برنامج (ركن الرياضة) … وهو أول برنامج رياضي ثابت من بين جميع الإذاعات العربية في تلك الفترة باستثناء إذاعة القاهرة ومدته ربع ساعة . وكان قسم الثقافة في الإذاعة يضم مكتبة تحتوي على الف كتاب متنوع والصحف والمجلات والنشرات اليومية وكلها كانت في متناول جميع العاملين والموظفين في الإذاعة لقراءتها والاستفادة منها في عملهم ومن اشهر المتحدثين في هذه البرامج الاستاذ الدكتور (محمد عبده غانم) والصحفي الكبير (محمد علي باشراحيل) والشاعر (علي محمد لقمان) و(عبدالرحمن جرجرة) والشاعر (لطفي جعفر أمان) والشاعر (محمد سعيد جرادة) والمؤرخ (حمزة علي لقمان) و(أحمد شريف الرفاعي) وغيرهم كثر . ولم يكن للإذاعة عند افتتاحها مراسلون لنقل الأخبار ولا اجهزة خاصة بذلك وكان المصدر الرئيسي للأخبار هي هيئة الإذاعة البريطانية اما الأخبار المحلية فيتم استقاءها من إدارة البرق واللاسلكي وإدارة الهاتف وإدارة الهجرة والجوازات والمذيعان اللذان اشتهرا بتقديم الأخبار آنذاك المذيعان (محمد حامد عبدالغني – محمد صالح راجح) . واسهمت الإذاعة في توثيق وتطوير الوان الغناء (العدني واللحجي والحضرمي واليافعي) وكان (عبدالحميد سلام) يقدم برامج متنوعة وكان اشهرها برنامج مايطلبه المستمعون التي كانت له شعبية واسعة وكان يستلم اسبوعيا مالايقل عن 2200 بطاقة طلب ما أدى إلى زيادة وقت البرنامج اليومي في نهاية عام 1961م إلى 9 ساعات اسبوعياٍ . الدراما ❊ كان للدراما الإذاعية عظيم الأثر في نفوس المستمعين من المجتمع المحلي فقد اشترك فيها كوكبة من الشخصيات الإجتماعية وجلهم من الموظفين والعاملين في الإذاعة تميزت الأعمال بالتمثيليات التي كان يحرص المستمعون على متابعتها يومياٍ ومن هذه الشخصيات (الأديب الشاعر لطفي جعفر أمان) الذي كانت له مواهب متعددة وقدرة على لعب دور أكثر من شخصية في المسرحية الوحيدة و(علوي السقاف – محمد مدي – ابوبكر العطاس) ومن خارج الإذاعة (خالد الصوري – جميل غانم) وهناك اعمال درامية كثيرة اذيعت خلال 1957 إلى 1962م واشهرها مسلس (شمسان يتحدث) اشترك فيه مايقرب من 43 شخصية وجميعهم من الموظفين والعاملين في الإذاعة حتى الحرس فيها تم اشراكهم بأدوار تم تحفيظهم اياها جملة جملة نظرا لأميتهم ولكنهم ابدعوا جميعا نظرا لحبهم لهذا العمل ويقول الاخ يسلم مطر مدير عام إذاعة عدن سابقا اسهمت إذاعة عدن منذ أن تأسست في عام 1954م خدمة الواقع الثقافي اليمني وأدت رسالة تنويرية للشعب اليمني واستطاعت أن تخدم الشعب والثورة اليمنية بخلاف ما كان يفكر به الاستعمار البريطاني وذلك لأن إذاعة عدن اضطلعت بدور نهضوي تنويري وثقافي واجتماعي وسياسي واستطاعت أن تساند الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر وساهمت في التنمية وكانت صوت الوحدة منذ انبلاج الثورة اليمنية ويحسب لإذاعة عدن انها كانت من أوائل الإذاعات العربية التي اسهمت في رفع الوعي القومي والوطني وكانت الصوت الذي يستمع في جميع الأقطار العربية حينما كانت وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية في بداية نشأتها. بيان حكومة الاتحاد ❊ بعد مرور ثلاثة أيام من استشهاد لبوزة أي في يوم 17 أكتوبر 1963م أصدرت وزارة الإرشاد القومي والإعلام في حكومة اتحاد الجنوب العربي بياناٍ أْذيع من إذاعة عدن بأن فرقة مؤلفة من الجيش والحرس الاتحادي تعرضت لنيران فريقين من رجال العصابات كانوا يطلقون النار من مراكز تقع في الجانب الجبلي ويتألف الفريقان من ثمانية وثلاثين رجلاٍ على التوالي وكان هؤلاء بقيادة قائد رجل العصابات الرجعي المفسد من جبل ردفان راجح غالب لبوزة الذي عاد مؤخراٍ من اليمن يحمل أسلحة وقنابل يدوية وألغاماٍ يحاول إشاعة الإرهاب في المنطقة ولم يصمد أتباع اللص لبوزة أمام القوات الاتحادية المدربة تدريباٍ عالياٍ التي أرغمتهم على الفرار رغم تحصينات رجال العصابات في مراكزهم وقد خسر رجال العصابات اثنين منهم كان أحدهما راجح لبوزة نفسه بينما أْصيب أربعة آخرون ولم ت-ْصب القوات الاتحادية بأي خسائر. تشويه الحقائق ❊ كانت بريطانيا تعتبر من يخرج عن طاعتها إرهابياٍ لهذا نجد كل بياناتها التي صدرت بمناسبات عدة وخاصة في عمليات قتالية وقعت بين قواتها والثوار تصف المقاتل اليمني بأبشع الصفات بغرض تشويه الحقائق أمام الرأي العام المحلي وفي هذا البيان ما يدل على ذلك ليس فقط في تشويه المناضلين من أبناء ردفان وقائدهم راجح غالب لبوزة وإنما في ذكر عدد الضحايا من الطرفين ففي هذا اليوم قالت بأن الثوار خسروا اثنين من بينهما راجح لبوزة نفسه والحقيقة أنه استشهد من الثوار لبوزة فقط وقالت في بيانها إنه أْصيب أربعة منهم شخص واحد بجراح وهو سعيد العنبوب الذي كان يْقاتل إلى جانب لبوزة في موقع واحد كما أنها لم تعترف بخسائرها لكن شهود عيان من أبناء المنطقة شاهدوا بأم أعينهم بعد انتهاء المعركة في الساعة الثانية بعد ظهر يوم 14 أكتوبر 1963م الدماء النازفة في المواقع التي كانت تتمركز بها القوات البريطانية. مواصلة مسيرة الكفاح ❊ بعد مرور ستة أيام على إذاعة البيان البريطاني من إذاعة عدن ومرور تسعة أيام على استشهاد الثائر راجح غالب لبوزة أصدرت قيادة الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل في 23 / 10 / 1963م بياناٍ أعلنت فيه استشهاد لبوزة مؤكدةٍ عزمها على مواصلة مسيرة الكفاح المسلح التي بدأها لبوزة ورفاقه وتوعدت القوات البريطانية بزيادة مسيرة القتال حتى تحرير الوطن المحتل واعتبرت لبوزة قائداٍ من قادتها المتفردين بالشجاعة والرجولة والقدرة القيادية.. وقد عملت الجبهة القومية على توزيع بيانها على وسائل الإعلام العربية وفي مقدمتها إذاعة صنعاء التي أذاعت البيان نصاٍ في تاريخ 26 / 10 / 1963م. إذاعة تعز رغم أن ميلادها جاء بعد الثورة لتواكب هذا الحدث التاريخي الهام وتعبر عنه الا أن إذاعة تعز اسهمت إلى جانب إذاعة صنعاء بدور بارز في الانتصار للثورة والدفاع عنها .. حيث تأسست إذاعة تعز لإيصال صوت الثورة الوليدة إلى جميع إنحاء الوطن اليمني وبدأت تجارب إرسال الإذاعة خلال عام ٣٨٣١هـ ٣٦٩١م ودشن العمل رسميا فيها في صفر عام ٤٨٣١هـ يونيو٤٦٩١م على جهاز من طراز (تسلا) شيكي الصنع تبلغ طاقته ٠٦ كيلوواط وعلى موجة متوسطة تبث من خلالها برامجها على مدى ثلاث ساعات يومياٍ من الساعة السابعة وحتى الساعة العاشرة «مساءٍ ثم تطور البث لمدة ثماني ساعات يومياٍ ابتداءٍ من الساعة الثانية بعد الظهر حتى العاشرة مساء وكانت تبث ساعتين بالإنجليزية لمواجهة الدعاية الإنجليزية وفضح مساوئ الاستعمار البريطاني في جنوب الوطن التي كانت تذاع عبر إذاعة صغيرة قامت السلطة البريطانية التي كانت تحتل جنوب الوطن .. وكان الهدف من انشائها في الأساس كما يقول الدكتور عبد الله الزين توجيه إرسال هذه الإذاعة إلى المناطق الجنوبية لبث روح الثورة والتمرد على قوات الاحتلال الأجنبي إلى جانب توجيه دعاية منظمة للقوات البريطانية من خلال برنامج موجه باللغة الانجليزية يخاطب فيه مشاعر وعواطف الجندي البريطاني الذي ترك وطنه ليحتل أرض غيره وكانت السياسة الإعلامية العامة التي تقوم بها الإذاعة بجهود يمنية بمساعدة البعثة الإعلامية المصرية والتي استخدمت مختلف الفنون الإذاعية في مجال التحريض (See more at) وقد شكل انشاء إذاعة تعز ضربة قاصمة للملكيين كونها مثلت أداة أخرى لتحفيز الناس وتشجيعهم على الدفاع عن العهد الجديد وتوعية الناس بذلك وضرورة البناء إلى جانب الدفاع عن الثورة وكان العمل في البداية متواضعاٍ لكنه كان له الأثر الكبير في نفوس الناس وكانوا يتابعون كل ما يذاع في هذه الإذاعة ويتفاعلون معه وكان لقربها من الشطر الجنوبي المحتل بمثابة الحافز المهم والدافع الأكبر لتأجيج ثورة ٤١ أكتوبر عام٣٦٩١م حتى نيل الاستقلال في ٠٣ نوفمبر ٧٦٩١م من خلال البرامج الحماسية التي كانت تبثها. مركز الدعم ❊ وحيث كانت تعز تمثل مركز الدعم والانطلاق والتجمع للأبطال من الفدائيين ومختلف» فصائل الطيف السياسي المتعددين..فإن إنشاء محطة للإذاعة تكون قريبة من الثوار ومن الأبطال لتكون الكلمة رديفةٍ لأصوات المدافع الرصاص.. وفعلا تم تركيب « إذاعة تعز» في منطقة الحوبان» وكانت عبارة عن محطة إرسال تم شراؤها من تشيكوسلوفاكيا…وتم تدريب المهندسين على تركيبها .. وصيانة أجهزتها ….أما الأستوديو.. فكان في منطقة بقرب من ميدان الشهداء…لتسجيل البرامج وتجهيز المنهج للفترة.. وصياغة الأخبار.وارسالها بعد ذلك إلى «الحوبان» للبث المباشر وكان لإذاعة تعز كما يقول محمد علي الحاج احد الرواد الاوائل فيها وكان يشغل رئيس قسم الاخبار – دور مؤثرفي الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني وبث البطولات التي كان يجترحها الأحرار لقيام ثورة 14أكتوبر. وكانت تستقي أخبارها وشعاراتها من المناضلين في معسكراتهم الحصينة والتي كانت في قلب الحدث فتصل إليهم بالأصوات المعبرة عن قدوم الثورة ولم يغفل المناضلون صوت الكلمة المنغمة فكان من يقول الكلمات الثورية ومن يلحنها ويسمعها الشعب عبر إذاعة تعز من خلال تعبئة البرامج ونشر وإذاعة بلاغات الثوار ضد فلول الاستعمار البريطاني وكذلك فتح برنامج خاص أسمه الجنوب الثائر يقدمه عبدالله محمد شمسان وحسن العزي وأنا اساهم في الأعداد فكان طاقم إذاعة تعز آنذاك يتألف من محمد علي الحاج وعبدالله شمسان وحسن العزي ومحمد منصور الشميري وأحمد ناجي عبدالله ومحمود السماوي وخبراء مصريين وصلاح عويس عبدالله عتابة وأحمد شعبان من أذاعة صوت العرب عبدالله عمران ومن صنعاء عبدالله البحري وعبدالله الشعبي .. وكنا نعمل في دار الضيافة وفي داخل غرف عادية ولم يكن هناك استويوهات كان المكرفون داخل (متفل) . الدكتور عبد الله الزين يقول عن هدف انشاء إذاعة تعز :كان إنشاء إذاعة تعز قرارا سياسيا في المقام الأول وذلك لتكون بديلا ورديفا لمحطة صنعاء في حالة إذا ما استولي الملكيون عليها باعتبار إن صنعاء محاصرة من الملكيين كما إن بث إذاعة صنعاء في ذلك الوقت لم يكن مسموعا بوضوح في المناطق الوسطي والجنوبية من البلاد وهو الأمر الذي استدعي إنشاء مثل هذا الإذاعة لاسيما إن من أهدافها الرئيسية دعم الثورة المسلحة التي اشتعلت في الجنوب عام٣٦٩١م ضد الاحتلال البريطاني والأنظمة السلاطينية القائمة حينها .. حيث وضعت القيادة الاعلامية خطة بديلة في حال توقفت إذاعة صنعاء بالقصف وكانت إذاعة تعز هي المحطة الرديفة وقرر أن يكون الشعار: (هنا إذاعة الجمهورية العربية اليمنية من صنعاء وتعز) فأحيل عدد من مذيعي صنعاء الكبار كالاستاذ أحمد الرعيني إلى تعز فهو ابرز قراء نشرات الاخبار وآخرين معه استعدادا للعمل من إذاعة تعز . صوت الجنوب الثائر وكان من أشهر برامجها أثناء الكفاح المسلح برنامج صوت الجنوب الثائر وهو برنامج يومي مدته نصف ساعة استمر بثه منذ عام ٣٦٩١مم وحتى انتصار ثورة أكتوبر في ٠٣ نوفمبر ٧٦٩١م حيث أسهم هذا البرنامج في تأجيج الثورة وإيصال صوتها إلى مختلف مناطق الوطن اليمني وبرامج اخرى منها مثلاٍ ثورة ثورة جمهورية ومن قرح يقرح كما كان لإذاعة تعز دور رائد في حصار السبعين يوما الذي تعرضت له العاصمة صنعاء علي يد القوى الملكية والرجعية فكانت الصوت الشجاع والمعبر عن موقف الثورة اليمنية ونظامها الجمهوري الوليد في اسهامها الفاعل في تأجيج روح المقاومة الوطنية ولم يكن عدد العاملين في إذاعة تعز عند تأسيسها يتجاوز عدد الأصابع كما يقول الحاج وعدد من الخبراء المصريين من مهندسين ومذيعين وكان ما يتم بثه من برامج حينها يثير أعداء الثورة من الملكيين وكانت تلك سياسة إعلامية حكيمة من وزير الإعلام الأستاذ محمد عبده نعمان ومدير الإذاعة عبدالله حمران عندما وجهونا بإذاعة الأناشيد الحماسية للثورة. دور رائد ❊ وما يعزز الدور الرائد لإذاعة تعز هو وجود عدد من قيادات الجنوب في مدينة تعز كسالم زين وعبدالله المكاوي وعبدالله الأصنج وقحطان الشعبي وعبدالفتاح اسماعيل وغيرهم والذين كانوا يغذون الإذاعة بالمقالات الثورية ويوافونها بآخر أخبار ضربات المجاهدين التي بدأت من ردفان قاعدة لجمع السلاح وتزويدها عن طريق إب قعطبة. كما كان للفن عبر الإذاعة دوره المؤثر حيث كان الفنان عطروش وفضل محمد اللحجي وأخرون وقيادات من العمال يلحنون الأناشيد الحماسية مثل يا شاكي السلاح وبرع يااستعمار التي كانت تلهب الثورة بكلماتها ولحنها وتثبت من الأذاعة مباشرة بعد تلحينها فكانت إذاعة تعز شعله لدعم الثورة 14أكتوبر من ناحية البرامج والأغاني والأناشيد وجمع الأسلحة والتبرعات من المواطنين وإلقاء محاضرات بالإضافة أن الإذاعة كانت تعمل في الصباح والمساء كانت من الساعة العاشرة صباحا إلى الثانية بعد الظهر والسادسة مساء حتى العاشرة وكانت تقام العديد من التمثليات والبلاغات وخصصت لدعم الثورة في الجنوب .. واستمرت إذاعة تعز بدورها التنويري والتوجيهي عبر مختلف البرامج.. السياسية والاجتماعية.. والمنوعات.. واللقاءات الميدانية. ونقل الاحتفالات التي تم تسجيلها وبثها عبر الأثير.. وكان من ابرز المذيعين في قراءة التعليقات السياسية الموجهة للثوار والفدائيين: الزميل عبد الله محمد شمسان بصوته الجهوري المتميز.. كما كان للتمثيليات السياسية الأدبية الهادفة التي كان يكتبها الأستاذ الشاعر / محمد حسين الشرفي الأثر البالغ في نفس الاتجاه. وكان ايضا – هناك برامج تقدم باللغة الانجليزية من قبل متخصصين.. الذين تم التعاقد معهم والموجهة إلى الاحتلال والمسئولين البريطانيين في عدن بأن الكفاح سيستمر حتى تحرير الجنوب ورحيل الاستعمار … (إذاعة المكلا) ..صوت الجبهة القومية ❊ عندما نقلت (الجبهة القومية) العمل المسلح إلى حضرموت عام 1966م استخدمت المنشورات المسحوبة بآلة (الدونيو) لإعلام الجماهير عن أهدافها من ضرب المواقع الاستعمارية ولفضح وتوضيح مرامي وأهداف السياسة الاستعمارية للجماهير لكسب تأييدها والتفافها حولها وبعد أن استولت الجبهة القومية على المنطقة التي كانت تعرف بالسلطنة القعيطية في 17 سبتمبر 1961م رأت أنه من الضروري ايجاد وسيلة إعلامية للجماهير تعرف من خلالها الجماهير القرارات التي أصدرتها قيادة الجبهة وأهدافها من الاستيلاء على السلطة وما تحمله من آمال لجماهير الشعب ينبغي النضال من أجلها وتحقيقها وهكذا تم تأسيس إذاعة محلية عرفت باسم (صوت الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل). ويعتبر يوم 28 سبتمبر 1967م يوم تأسيس »صوت الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل) وذلك بعد سلسلة محاولات جرت للاستفادة من أجهزة اللاسلكي التي كانت تستخدم وقتذاك من قبل المؤسسات العسكرية وكانت ساحة الإرسال في الأيام التجريبية الأولى لا تغطي حتى مدينة المكلا والضواحي المجاورة حيث كان موقع الإذاعة في »مقر الجبهة القومية في عبِود بجانب مدرسة الثورة لأبناء البادية وتم الاستفادة بعد ذلك من الجهاز الخاص بارسال البرقيات إلى مختلف مناطق وألوية المحافظة حيث يعمل الجهاز حتى الساعة الواحدة ظهراٍ وبعد توقفه يستخدم جهاز إرسال للإذاعة لفترة ساعة أو ساعتين ونجحت التجربة بهذا الجهاز في إيصال بث إذاعة المكلا إلى كامل مدينة المكلا وضواحيها وتخطاها ليصل إلى الشحر وغيل باوزير وبعض مناطق الوادي وكان الطاقم العامل في الإذاعة الوليدة لا يتجاوز عدد أصابع اليد وهم من أعضاء الجبهة القومية وانضم إليهم بعد ذلك بعض المساهمين من المذيعين ومعدي البرامج. وكانت هذه الإذاعة تبث خلال فترة إرسالها المحددة الأناشيد الوطنية حيث كان إرسالها يفتتح ويختتم بانشودة للفنان محمد محسن عطروش ومطلعها: يالحج يا ضالع ياعوذلي ياحر.. يامسكني يافع يا أبين الأخضر يا حضرموت الواد يا عولقي يا … كما كانت الأخبار والمنشورات الصادرة عن القيادة المحلية للجبهة القومية وكذلك الإعلانات والنداءات وبعض البرامج الخفيفة. والتفت حول الإذاعة الوليدة جماهير غفيرة من المستمعين ومدوها بما لديهم من أناشيد وأغان إضافة إلى الأدوات التي بحوزة هيئتها والتي هيأتها من التواصل والاستمرار وكان الحماس وحده الذي يربط بين قيادة الإذاعة والمستمعين حيث كان للإذاعة دور بارز ومؤثر في استنهاض همم الجماهير وكسب التفافها وتأييدها الجبهة القومية والتبشير بأهداف الثورة التي تقودها ثورة 14 أكتوبر وذلك قبيل حلول موعد الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م. رواد ❊ يقول الاخ عزيز الثعالبي -الذي يعد واحداٍ من ابرز رواد العمل في إذاعة المكلا في سنواتها الأولى – عن البدايات الاولى لإذاعة المكلا :عندما بدأت الإذاعة إرسالها المحدد يوم 28 سبتمبر 1967م كانت تقف على أصابعها يشرف عليها التنظيم السياسي الجبهة القومية (القيادة المحلية) في حضرموت. وظلت كذلك حتى الاستقلال الوطني 30 نوفمبر 1967م تخاطب المستمعين (صوت الجبهة القومية) من المكلا حيث كانت تقوم بإذاعة القرارات الثورية التي تتخذها القيادة المحلية للتنظيم كما كان لها دور بارز ومؤثر في استنهاض حماس الجماهير وكسب التفافها وتأييدها للثورة والجبهة القومية. وكان المرحوم الأستاذ عباس حسين العيدروس المكلف من القيادة المحلية يقوم بإدارة شئون الإذاعة .. وتولى الثعالبي في الأشهر الأولى تحرير نشرة الأخبار ومن أبرز البرامج التي كان يتم أعدها للإذاعة أنذاك (خواطر ونغم مجلة الإذاعة نصف ساعة جولة الفنون محطة استراحة.. كشكول عالم الأدب) وبرغم امكانيات الإذاعة والأدوات التي عملت بها وكانت بدائية ومتواضعة حيث كان جهاز الإرسال الإذاعي كولنس وهو جهاز خاص بارسال البرقيات اللاسلكية وكانت الأشرطة والمسجلات التي تستخدم للإذاعة أثناء إرسالها شبيهة بتلك المسجلات العادية ذات الشريط الدائري منوهاٍ في حديثه أنه رغم ذلك حرص المواطنون الذين يصل إليهم الإرسال على سماع ما تقوله وتبثه الإذاعة لهم والتي كانت في تلك الفترة المنبر الاعلامي الوحيد وبلا منافس وكان لها تأثير كبير في اوساط الناس بمختلف شرائحهم .