الرئيسية - محليات - شباب المحويت بين سندان الهجرة الداخلية ومطرقة الاغتراب
شباب المحويت بين سندان الهجرة الداخلية ومطرقة الاغتراب
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

> البحري : عودة المغتربين من السعودية ستفاقم البطالة بين الشباب. > السقاف: تخلف نظام التعليم يمثل أهم الأسباب لارتفاع معدلات البطالة بين الشباب.

> تصنف محافظة المحويت ضمن المحافظات الثانوية ورغم أنها محافظة زراعية وسياحية بامتياز الا أن فرص العمل في هذين القطاعين محدودة جداٍ بسبب تراجع المساحات الزراعية عاما بعد آخر فيما يكاد الجانب السياحي يلفظ أنفاسه بعد توقف السياحة الخارجية وانعدام الاستثمارات في هذا الجانب. من هنا يصبح خيار الهجرة الداخلية أو الخارجية للبحث عن آفاق واسعة للعمل مقصد شباب المحافظة وغايتهم في ظل تنامي معدل البطالة بالمحافظة وانتظار الآلاف من شباب المحافظة على قوائم القيد الوظيفي للحصول على وظيفة في السلك الحكومي. الثورة استطلعت آراء عدد من الشباب حول مستقبل العمل في المحافظة ومدى توفر فرص العمل ورؤيتهم لكيفية الحلول الواجبة: > يعمل أحمد الظابري الشاب الثلاثيني في جمع المعادن والبلاستيك المستهلك وبيعها ليقتات منه وأسرته المكونة من ثلاثة أطفال يعانون شظف العيش بعد أن فقد والدهم عمله في الفندق السياحي الوحيد بعاصمة محافظة المحويت نتيجة استغناء الفندق عن عدد كبير من عماله وموظفيه إثر تدهور القطاع السياحي وتوقف الأفواج السياحية القادمة من الخارج بفعل العمليات الإرهابية خلال السنوات الماضية. توقف الأفواج السياحية يصف محمد والذي حصل على دورات في معاهد متخصصة للسياحة والفندقة آفاق العمل في محافظته بالمعدمة ويقول: رغم الحديث المتكرر عن كون محافظة المحويت محافظة سياحية وهي بالفعل كذلك الا أنني والكثير من زملائي فقدنا أعمالنا بسبب العمليات الإرهابية وتوقف الأفواج السياحية واغلاق الفندق الذي كنا نعمل فيه وتحولت السياحة في المحافظة إلى أشبه بسياحة مرور مقتصرة فقط على السائح المحلي الذي يكتفي بزيارة المحافظة ليوم واحد والعودة من حيث أتى والقليل منهم يبقون ولذا لاتوجد فنادق في عاصمة المحافظة يمكن لنا العمل فيها ولو بأجور أقل تكفينا مؤنة العيش الصعب الذي نعيشه اليوم . ويضيف: الاستثمار غائب عن المحافظة بشكل كامل كما أن التخطيط للمشاريع الاستثمارية كبناء فنادق ومنشآت سياحية لاتوجد وإذا سألت مسئولاٍ محلياٍ يكتفي بالقول هل نبني أطلالاٍ مع أن الترويج لها بشكل جيد يمكن أن يجعلها تعمل بشكل جيد وبالتالي تتوفر لنا فرص عمل نحن أبناء المحافظة بدل الاعتماد على شركات تفتح بصورة مؤقتة ما دام الربح مضموناٍ وحين يمس السياحة أي سوء تقفل مشاريعها وترحل وتتركنا نحن الموظفين نواجه قدرنا. لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة من أصدقاء محمد ممن عملوا معا تمكن من تجاوز المحنة وبحسب محمد فجلهم ترك المحافظة ليذهب إلى العاصمة للبحث عن عمل نتيجة افتقار المحافظة لفرص العمل ومنهم من اغترب في السعودية أما هو فعاجز عن فعل ذلك لكونه لايملك سوى مؤهله السياحي ويفتقر إلى المال اللازم للهجرة. مشكلة مزمنة من جانبه تحدث عبدالرحمن يحي بألم عن انتظار دام ثلاث سنوات ولايزال مستمراٍ لوظيفة حكومية فعبدالرحمن خريج العام 2009م-2010م من كلية التجارة يقبع في منزل عائلته بمدينة المحويت ينتظر الوظيفة التي لم تأت ويشير إلى أن غياب وجود قطاع خاص في المحافظة يفاقم من مشكلة الشباب الذين لايقدرون على الهجرة سواء الداخلية في العاصمة صنعاء أو الخارجية في المملكة العربية السعودية تحديدا والتي باتت الوجهة الأساسية لكثير من شباب المحافظة الذين تدفع بهم الظروف السيئة إلى خوض غمار الهجرة والعمل مقابل أجور زهيدة هناك تقدمها شركات تستغل ظروف العامل اليمني بحسب ما يقول. ويضيف: أتوقع أن تفاقم عودة المغتربين اليمنيين ومنهم المغتربون من محافظة المحويت من مآسي الشباب في المحافظة فأحد أبواب العمل قد أغلق وصار صعب المنال أكثر من ذي قبل. عبدالرحمن يحمل الحكومات السابقة مسئولية تدني فرص العمل في المحافظة كونها لم تعر المحافظة الاهتمام الأمثل خاصة فيما يتعلق بتنفيذ مشاريع استراتيجية وعملاقة تجتذب آلاف الأيدي العاملة من أبناء المحافظة الذين تدفع بهم ظروف الحياة إلى الهجرة أو العيش على العمل الموسمي كما هو حال العاملين في قطاع الزراعة. القات ملاذ الشباب! > وفي هذا الجانب يلفت ابراهيم النجار خريج كلية التربية جامعة صنعاء إلى انه ينتظر الحصول على وظيفة منذ ما يربوا على الأربع سنوات حيث وهو خريج قسم عربي. ابراهيم يعمل إلى جانب اخوته في زراعة وتجارة القات في منطقة الشاحذية القريبة من عاصمة المحافظة ويقول : هناك الكثير من الشباب يتوجهون للعمل في تجارة القات والتحول إلى (مقاوتة) بدلا من انتظار سنين حتى تأتي الوظيفة. ويضيف: زراعة وتجارة القات انقذت الكثير من شباب المحافظة ولدي الكثير من الزملاء يعملون (مقاوتة) وهم يحملون شهادات جامعية . يشير ابراهيم إلى أن محدودية فرص العمل في المحافظة يأتي من كونها محافظة ثانوية بالدرجة الأولى كما أن الجانب السياحي الذي نشط في فترة سابقه تراجع بشكل كبير في السنوات الماضية ناهيك عن الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي شهدتها البلاد مؤخراٍ. وفي هذا الصدد يقول: الأزمة الاقتصادية التي عاشتها اليمن القت بظلالها على جميع مناحي الحياة وبالذات على الشباب الذين باتوا محصورين بين الحصول على وظيفة حكومية أو الانخراط في أعمال صغيرة مضمونه كتجارة القات – حسب رأيه- كون اطلاق المشاريع الاستثمارية الخاصة قبل استقرار الوضع الاقتصادي نوعاٍ من المخاطرة الكبيرة التي لايستطيع شاب في بداية حياته تحمل خسارتها خاصة اذا كان يفتقر إلى الدعم الكافي لتمكينه من الصمود حتى ينجح المشروع الخاص. ويؤكد ابراهيم أن توفير فرص عمل للشباب تقبع في آخر سلم أولويات السلطة المحلية في المحافظة إن لم تكن هذه الأولوية غائبة تماماٍ عن تفكيرهم كما يقول. دور محلي مفقود > وهذا الكلام يتفق معه شهاب الدين شرف الدين خريج كلية المجتمع تخصص برمجة كمبيوتر : ويرى بأن السلطة المحلية بالمحافظة لم تهتم كثيرا بموضوع بطالة الشباب ولم تقم بمبادرة واحدة لفتح آفاقاٍ جديدة من العمل امام ابناء المحافظة للبقاء فيها ومنحها خبرتهم التي اكتسبوها. شهاب يعمل حاليا في مجال المونتاج باحدى القنوات الفضائية الخاصة في العاصمة صنعاء ويقول : كنت أفضل أن أعمل في المحافظة ولازلت اسعى لذلك لكن لاتوجد فرصة لي لأكون هناك رغم محبتي أن أكون قريباٍ من والدي وحاجته لي وتخفيف مصاريف إيجار سكن أتحملها نتيجة عملي في العاصمة. ويؤكد أن الكثير من زملائه من ابناء المحافظة ممن درسوا معه وعادوا إلى المحافظة قابعون في بيوتهم ينتظرون وظيفة الحكومة وسيضطرون للعمل في أعمال غير تخصصاتهم فتخصص برمجة الكمبيوتر لايزال غير ذي جدوى بسبب عدم وجود قطاع خاص وبدائية الاعمال الموجودة حاليا في عاصمة المحافظة على وجه الخصوص وهو ما سيجعل من هؤلاء حسبما يؤكد عمالة مقنعة متى ماحصلت على وظيفة. ويدعو من جانبه إلى ضرورة تكامل الجهد الإعلامي مع باقي الجهود الأخرى في المجتمع وفي مقدمتها الأجهزة الحكومية والسلطة المحلية والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني على مستوى المحافظات لتوعية الشباب وتأهيلهم وإتاحة فرص العمل أمامهم. الهجرة الداخلية لا توجد إحصائيات رسمية عن حجم البطالة في صفوف الشباب في محافظة المحويت لكن منظمات شبابية – المنتدى الوطني لحقوق الإنسان – تقدرها بأكثر من 59% وبخاصة بعد عودة المغتربين من المملكة العربية السعودية حيث سجلت محافظة المحويت عودة كثير من أبنائها في عمليات الترحيل الأخيرة للمغتربين اليمنيين من المملكة. ويروي محمد البحري عضو في المنتدى الوطني لحقوق الإنسان أن غالبية المرحلين من أبناء المحافظة هم من أصحاب الحرف وسيضطر كثير منهم إلى التحول إلى الهجرة الداخلية بسبب ضعف الطلب على الأعمال الحرفية وأصحابها في المحافظة نتيجة الوضع الاقتصادي الصعب عامة وافتقار المحافظة لمشاريع عمرانية تجتذب الأيادي العاملة والحرفية. ويشير إلى أن شباب المحافظة واقعون بين السندان والمطرقة بين بقائهم في الشارع بدون عمل أو العمل في غير تخصصاتهم -عمالة مقنعة – بسبب افتقار المحافظة لآفاق واسعة من طيف العمل وفي كلا الأمرين يظل الشاب رهن الفاقة والحاجة وعاجز عن تحقيق ذاته أو تكوين مشروعه الخاص بسبب الظروف المتعددة والتي تحيط بمحافظة المحويت. بطالة الشباب تحدث الأخ علي السقاف استاذ مادة علم المجتمع قائلاٍ انه لا توجد بيانات دقيقة وموثوقة حول بطالة الشباب بشكل عام في اليمن وهي تقديرية في مجملها سواء الرسمية منها أو التي تعلنها منظمات مستقلة. ويضيف أن مشكلة البطالة بين أوساط الشباب تكمن وبصورة أساسية في عدم مواكبة النظام التعليمي وفي مختلف مراحله لمتغيرات سوق العمل وأهداف وبرامج وخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية . كما أن تخلف نظام التعليم قد ساهم أيضاٍ في ارتفاع معدلات البطالة وذلك لعدم تحديث وتغيير مناهج التعليم المختلفة وذلك أوجد فجوة بين التعليم واحتياجات سوق العمل من العمالة الماهرة. مشيرا إلى أن عدم الاستقرار الاقتصادي والأزمات السياسية التي عاشتها اليمن خلال العقدين الماضيين وساهمت في رفع معدلات البطالة بين الشباب.