وسط حالة من الحزن والأسى شارك أكثر من زعماء مائة دولة ورؤساء الحكومة في مراسم تأبين المناضل والمدافع عن الحرية والحق ضد التمييز العنصري في جنوب أفريقيا نلسون مانديلا وذلك في أكبر تجمع تاريخي لزعماء العالم في العقود الأخيرة احتضنه ملعب سوكر سيتي في جوهانسبرج.. واستمرت لأربع ساعات ألقيت خلالها كلمات عديدة لزعماء ورؤساء الدول والحكومات أشادت كلها بمناقب مانديلا في خندق الدفاع عن الحرية وتكريسة لحياته بالكفاح ضد التمييز العنصري ومسيرته التاريخية في هذا البلد¡ حيث اعتبره الحضور أحد أعظم المحررين للقرن العشرين إلى جانب المهاتما غاندي ومارتن لوثر كنغ. ومن أبرز الحضور الرئيس الأميركي باراك أوباما والرؤساء الصيني والفرنسي والألماني وعدد من زعماء العالم ورؤساء الحكومات¡ بالإضافة إلى وفود رسمية لأغلب دول العالم. واحتشد سكان جنوب افريقيا والاجانب بالتوافد بأعداد كبيرة إلى مدرج “سوكر سيتي” في سويتو. وشارك نحو 80 ألف شخص في مراسم وداع رئيس جنوب افريقيا السابق نلسون مانديلا الذي توفي مساء الخميس عن 95 عاما. وكان آلاف الاشخاص ينتظرون أمام المدرج تحت المطر. وقام بعضهم بالرقص والغناء حاملين مظلاتهم. وانطلقت المراسم التي نقلت في العالم اجمع¡ على الهواء مباشرة بمشاركة أكثر من 100 رئيس دولة وحكومة¡ إضافة إلى عشرات الشخصيات من عالم الثقافة والفنون وآلاف الاشخاص العاديين¡ يوحدهم جميعا الاعجاب والتقدير لهذه الامة المسماة “امة القوس قزح”. وبدت الجماهير في حالة معنوية عالية فهم يرقصون ويغنون وبدا الأستاد يبدو وكأنه يحتضن مسيرة سياسية. ورفعت صورة للراحل نلسون مانديلا على شاشة عملاقة في استاد «سوكر سيتي» خلال حفل تأبينه الرسمي. وبدأ حفل التأبين بالنشيد الوطني في استاد «سولر مسيتي» تحت الأمطار الغزيرة وفي أجواء احتفالية. وألقى الرئيس الجنوب أفريقي كلمة في الحفل¡ وأكد الرئيس الأميركي باراك أوباما في كلمته: أن مانديلا اكتسب مكانته في العالم عبر النضال والفطنة والإصرار والإيمان.. كما ألقيت كلمات مماثلة من زعماء العالم. ويدفن مانديلا الأحد القادم في منطقة «كونو» بولاية كيب الشرقية¡ حيث نشأ وعاش بعد أن ترك الحياة السياسية. وبعد دفنه ينتهي الحداد والذي يكون قد استمر لمدة عشرة أيام. ويتوقع بأن يحضر الملايين الجنازة¡ وفي حال تم تسجيل أكثر من 15 مليونا¡ فإن جنازة مانديلا ستدخل موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية. وحتى اليوم تظل اضخم جنازة أقيمت للهندي «سي أن آنادوراي» عام 1965م حيث شارك فيها 15 مليون حزين. وفي الوطن العربي تظل جنازة الزعيم جمال عبدالناصر هي الأضخم في 1970م.