الرئيسية - عربي ودولي - السلام مع إسرائيل .. نفق تناقض المواقف الطويل
السلام مع إسرائيل .. نفق تناقض المواقف الطويل
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

بدت المفاوضات الفلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلي غير مجدية وخاصة مع تتالي التصاريح الإسرائيلية الداعية إلى مزيد من التوسع على الأراضي الفلسطينية المحتلة مع سبق الإصرار على ردم كل سبل المحاولات الغربية في التوصل إلى أتفاق سلام يوقف نزيف الدم الفلسطيني المهدر ووقف كل أشكال العنف الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني. وفي تصريح لبنيامين نتانياهو رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي أوضح أن أي اتفاق سلام مع الفلسطينيين يجب ان يتيح لإسرائيل ان تدافع عن نفسها بالقوة الذاتية , مؤكد على أن أية دولة فلسطينية مستقبلية يجب أن تكون منزوعة السلاح وأن تتمكن إسرائيل من أن تبقي على وجود عسكري طويل الأمد مع الأردن .فيما يصر الفلسطينيون على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضيهم وبالمقابل القبول بنشر قوة دولية وهو خيار ترفضه إسرائيل . ومن جهته دعا وزير الاقتصاد الإسرائيلي نانتالي بينيت زعيم حزب “البيت اليهود” اليميني المتطرف إلى ضم جزء من أراضي الضفة الغربية الفلسطينية إلى إسرائيل .. مشيرا◌ٍ إلى أنه يؤيد فكرة فرض السيادة الإسرائيلية على المنطقة التي يسكنها 400 ألف مستوطن و70 ألف عربي فقط . وأشار بينيت إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لا يسيطر على قطاع غزة ولذلك لا يمكن اعتباره شريكا في المفاوضات بالمعنى الكامل لهذه الكلمة ¡ وأضاف: “كل هذه (المفاوضات) كأنها دعابة. فيما استبعد وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أن تكلل المفاوضات الجارية بين الجانبين¡ مؤكدا أن التوصل إلى سلام مرحلي أو دائم مع الفلسطينيين أمر مستبعد. لكنه قال مع ذلك يجب أن يستمر الحوار. وأضاف ليبرمان¡ في خطاب ألقاه في مركز سابان للشرق الأوسط في واشنطن¡: إن “الثقة بين الجانبين معدومة اليوم ومن المستحيل إحلال السلام من دون مصداقية. وأشار إلى أنه لن يكون ممكنا◌ٍ العام المقبل التوصل إلى حل كامل لتحقيق تقدم¡ لكن مواصلة الحوار أمر أساسي”. وأوضح أن “هذا الحوار ضروري لأنه إذا لم نكن قادرين على تسوية النزاع فمن المهم إدارته”. وتتناقض تصريحات حكومة الاحتلال الإسرائيلي مع تصريح الخارجية الأميركية خصوصا وعلاقات واشنطن وتل ابيب تشهد توترا خلال الأيام الماضية وذلك على خلفية الملف النووي الإيراني . حيث صرح وزير الخارجية جون كيري في اجتماع مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الجمعة الماضية بأنه بات قريبا التوصل إلى سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين كتعبير عن ثقته بقرب التوصل إلى سلام في المنطقة.مشيرا◌ٍ إلى أنه ومنذ سنوات لم يحدث تقدم بالمفاوضات مثل هذه المرة¡ وأنه يستطيع الجميع أن يعيش بسلام وأمن قريبا. وأضاف كيري:”خلال الأيام الماضية التقيت بالرئيس أبو مازن وكذلك نتانياهو¡ وبحثنا قضايا معقدة وصعبة”. وأثنى الوزير الأميركي على دور الزعيمين ورغبتهما وجديتهما نحو السلام¡ واعدا بالاستمرار بالعمل الجاد لتحقيق السلام¡ مؤكدا أن واشنطن على صلة وثيقة مع الطرفين بشكل أفضل من أي وقت مضى . وناقش كيري خلال زيارته خطة بلاده الخاصة بالترتيبات الأمنية في الضفة الغربية ضمن اتفاق سلام محتمل. وكذلك الترتيبات الأمنية ما بعد قيام الدولة الفلسطينية¡ حيث شارك في اللقاء ايضا مستشار كيري للشؤون الأمنية جون الآن الذي عرض المقترحات الأميركية لهذه الترتيبات¡ والتي أعدها مع طاقم أميركي عمل عليها خلال الشهور الماضية. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن كيري قام بزيارة برفقة وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون للقاعدة العسكرية “بلماحيم” التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي¡ ويقف على التطور الحاصل على الصناعات العسكرية المتعلقة بمنظومات الصواريخ الدفاعية¡ والتي يتم تصنيعها من قبل إسرائيل والولايات المتحدة بشكل مشترك¡ وتعتبر إشارة واضحة للموقف الأميركي تجاه “أمن إسرائيل” ¡ والحفاظ على تفوقها العسكري في المنطقة¡ وتأكيدا على موضوع أمن اسرائيل كنقطة أساسية لأي أتفاق مستقبلي مع الفلسطينيين. ويرى محللون سياسيون أن خطة كيري تأكيد للاحتلال الإسرائيلي وإنه لم يأت اطلاقا إلى المنطقة من أجل دفع عملية السلام أو رعايتها¡ وإنما ليستبدل الملف السياسي بالأمني. وفيما تستمر المفاوضات – دون انفراج للوضع في فلسطين- تستمر الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني , حيث قتل فتى فلسطيني مساء يوم السبت الماضي برصاص الاحتلال الاسرائيلي في مخيم الجلزون قرب رام الله في الضفة الغربية, وبذلك يرتفع عدد الشهداء الى 26 شهيدا◌ٍ فلسطينيا◌ٍ قتلوا خلال العام 2013م على أيدي الاحتلال الإسرائيلي وذلك حسب حصيلة اعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استنادا الى ارقام مصادر طبية و امنية وغالبيتهم في الضفة الغربية .