الرئيسية - اقتصاد - اليمنيون ينفقون 50مليارا على شراء الأسماك
اليمنيون ينفقون 50مليارا على شراء الأسماك
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

سحبت أسواق ومحال بيع الأسماك في العاصمة صنعاء هذه الأيام البساط من تحت أقدام أسواق اللحوم الأخرى مستفيدة من موجة البرد غير المعهودة التي تعيشها اليمن هذه الأيام لما تحتويه من سعات حرارية تفيد الجسم وتساعده على تحمل برودة الطقس. فالزائر هذه الأيام لأسواق الأسماك في العاصمة صنعاء وخاصة سوقي البليلي المركزي والقاع يلاحظ التدافع القياسي على شراء الأسماك من قبل المواطنين وهو ما دفع الأسعار نحو الارتفاع بمستويات تجاوزت 50-70% مستفيدة من حركة الإقبال الكبيرة.

استطلاع/عبدالله الخولاني الأسماك وجبة رئيسية في اليمن خاصة لسكان المحافظات الساحلية التي لاتخلو موائدها من الأسماك على مدار العام وإن كان هناك استهلاك اقل من قبل سكان المحافظات الجبلية والصحراوية والوسطى لكن في فصل الشتاء تكون وجبة الأسماك هي المفضلة عند غالبية اليمنيين . إقبال الإقبال الكبير على الأحياء البحرية هذه الأيام يقابله معروض اقل من نسبة الطلب وهذا يفسر حركة الصعود المتواصلة لأسعار الأسماك بمختلف أنواعها حتى الأنواع غير المرغوبة مثل اسماك (الباغة) محمد المليكي الذي بدا غير راض من تصميم بائعي الأسماك على أسعارهم دون مراعاة لظروف الناس الاقتصادية وخاصة الفقراء ومحدودي الدخل لم يجد في اليد حيلة وخضع لأسعار البائعين فهناك عشرات بل مئات المستهلكين غيره. علامات التذمر كانت واضحة على وجوه غالبية المستهلكين في سوق البليلي المركزي نتيجة ارتفاع الأسعار بصورة مبالغ فيها وفقا لعبدالله الخياطي –الموظف الحكومي – الذي اعتبر الأسعار الحالية غير منطقية وفيها استغلال للمواطنين نتيجة غياب الرقابة الحكومية فمن غير المعقول أن ترتفع الأسعار ثلاثة أضعاف والكلام متروك للخياطي . عرض وطلب بائعو الأسماك يؤكدون أن هناك ارتفاعا معقولا في أسعار الأسماك ولكن ليس بالصورة التي يصورها البعض وهذا طبيعي نتيجة الاستهلاك الكبير للأسماك هذه الأيام ويقول سليم الفقيه –بائع اسماك- هناك ارتفاع في أنواع يكثر عليها الطلب هذه الأيام مثل الديرك والجمبري والشروخ وبالتالي من الطبيعي أن ترتفع أسعارها وهناك أنواع أخرى مثل الجحش والتونة أسعارها معقولة وتناسب محدودي الدخل. أمين عام الاتحاد التعاوني السمكي علي بهيدر يؤكد أن هناك أسبابا أدت إلى ارتفاع أسعار الأسماك محليا غير عاملي العرض والطلب منها الاعتداءات على الصيادين اليمنين واحتجازهم وأعمال القرصنة وارتفاع تكلفة رحلة الصيد نتيجة ارتفاع أسعار الديزل وهو ما يجعل الصيادين يحجمون عن الذهاب إلى الأماكن البعيدة لارتفاع التكلفة إضافة إلى أعمال الصيد الصناعي التي نتج عنها تدمير للبيئة البحرية وهجرة كبيرة للأسماك من المياه اليمنية خاصة من البحر الأحمر. أرقام تصدرت أسماك الديرك والجمبري قائمة الأنواع الأكثر طلبا والأغلى سعرا متجاوزة 3000ريال للكيلو مقارنة بـ 1500ريال خلال الأيام العادية كما تجاوز الجحش 1200-1500ريال للكيلو مقارنة مع 700-900ريال و1500ريال للعربي والسلمون مقارنة بـ 900ريال حتى اسماك الباغة تجاوزت 500 ريال مقارنة بـ150 ريالاٍ للكيلو خلال الأيام العادية. إنفاق اتجاه المواطن اليمني نحو استهلاك الأسماك في نمو متزايد فبيانات مسح ميزانية الأسرة خلال العام 2005-2006م أظهرت أن مليوناٍ و165ألف أسرة تستهلك الأسماك في الريف والحضر تنفق عليها 32مليار ريال واذا ما أخذنا نسبة النمو خلال السبع السنوات الماضية سنجد أن هناك نموا تجاوز 30%في نسبة الاستهلاك والأنفاق ليتجاوز عدد الأسر المستهلكة مليوناٍ ونصف المليون أسرة والإنفاق 50مليار ريال . وبحسب البيانات فإن الإنفاق على الأسماك الطازجة والبردة احتل النصيب الأكبر بنسبة 73%و18%للأسماك المعلبة .

المخزون السمكي وتشير التقديرات إلى أن المخزون السمكي على طول السواحل اليمنية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن يصل إلى نحو 850 ألف طن يمكن إنتاج ما بين 350ـ400 ألف طن سنوياٍ مقارنة باستغلال فعلي لم يتجاوز 200 ألف طن في العام 2012م. وتمتلك اليمن شواطئاٍ متعددة على البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن وشواطئ الجزر كسقطرى وغيرها وتتميز بالتنوع الفريد والغني بالثروة السمكية ما جعل هذه الثروة متنوعة في بيئتها ولتصل إلى 400 نوع من الأسماك والأحياء البحرية التي تعيش على امتداد الشواطئ اليمنية وبطول 2500 كم. وتعد حضرموت والمهرة والحديدة من المحافظات المتقدمة في الإنتاج السمكي مقارنة بإنتاج المحافظات الساحلية الأخرى كما يمثل الصيد التقليدي أحد أهم الأشكال الإنتاجية في الصيد البحري ويعتبر المصدر الرئيس للإنتاج وتوفير الأسماك للمواطنين وزيادة الصادرات السمكية وبنسبة 98.5% من الإنتاج الكلي للأسماك وهو المصدر الوحيد لدخول الصيادين وعيشهم ويمارس نشاطه في كافة المياه البحرية باستخدام قوارب الصيد التقليدية المصنوعة من الخشب والفيبر جلاس.